السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٢ صباحاً

لا تلوموا هادي !!!

سليمان الحماطي
الجمعة ، ١٧ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٥٠ مساءً
قيم الإنسانية وصلب معانيها هي عقيدة تؤمن بها ثورات الربيع العربي وعندما أمتهنت كرامة وحرية الإنسان جاءت هذه الثورات نتاجاً طبيعياً لهذا الخط المعاكس للإنسان .

كثيرة هي الاستدعاءات للثورة منها سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها لكن يظل الاستدعاء الإنساني هو الحالة الكبرى التي تربط بين كل الاستدعاءات .. هكذا علمتنا الثورة .

خرج علينا الرئيس هادي بتصريح عن الثورة السورية في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامية يصفها بالأزمة ويوصي بعدم استمراريتها كونها ستؤدي إلى الخراب والدمار !! بهذا التوصيف للثورة من الرئيس هو يعطينا كشباب ثورة أحقية الشعور بعدم إكمال الثورة اليمنية أهدافها فما زلنا في الطريق ولم نصل بعد إلى المراد والمطلوب الإنساني ... طالما وهناك من يدافع عن الشر ويقف أمام حرية الشعوب وكرامتها ولا ينتصر لقيم الإنسان ..

بعيداً عن كل ميدان (سياسي أو دبلوماسي ) يجب علينا النظر في عين الإنسانية لما يحدث في سوريا فآلة الحرب والنار تحصد كل جميل بلا رادع تقتل تدمر كل تفاصيل الطبيعة .. لم يوقفها براءة طفل ، أو عجز شيخ كبير ، !! ، وفي إتجاه معاكس لا إنساني سار هادي في ركب العداء لقيم الثورة وأعلن عن خلع قيمه الإنسانية ..

الإنسان تظل قيمه السامية لا تفارقه فهي عقيدة فيه وأينما ذهب فهو ينشدها وفي أي موقف هو يظهرها بغض النظر عن اختلاف الزمان والمكان والإيدلوجيات والسياسات والرؤى .

من مستحيلات القدر أن يصبح ثائراً وينتمي لقيم الثورة ومبادئها ويؤمن بها بدون خلط أو ازدواجية من تلبس بثوب الاستبداد منذ سنين وتشرب ماء القهر وكله حكاية ماضي مدنس من شعر رأسه إلى أخمص قدميه !!

هادي .. جاءنا رئيساً كحالة استدعاء وطنية في مرحلة حرجة ليس إلا ... لا ولم ولن يكون من مخرجات الثورة ...فقيم الثورة تدعو للإنسان أياً كان وممن كان هذا ما خرج عنه المستر هادي ..

جئنا بك يا هادي كالتزام أدبي من الثورة بالإجماع الدولي أيضاً للحفاظ على ما تبقى من هشاش دولة الخراب ... هذا ما يجب أن تعيه جيداً وتدركه

فالدستور الذي جاء بك ليس الدستور اليمني !! إنما دستور مستحدث للحظة آنية بمسمى (المبادرة الخليجية) وستُخلع بعدها وترمى في الحظيظ .. شريعة السياسة ومخاتلتها هي من أتت بك إلى كرسي الحكم وليس قيم الثورة !! لذلك لن نُعيبك يا هادي على كلامك فلست عارنا لأنك لم تأتي من ساحات الثورة !! بل أنت نتاج جئت من بلاط (صالح) وأحد أركان نظامه المدنس ورجسه العفن ؟؟

سأعتبر ما قلته عن ثورة سوريا خيراً لسبب وحيد !! ... في أنك أخرجتنا من حرج التشرف بك كرئيس ارتضينا به وسنعتذر لثورة سوريا كونك مواطن يمني وليس لإنك إنسان ثائر !! لقد انضممت إلى درب السائرين على خطى الأنظمة المخلوعة في مصر واليمن وسوريا أيضاً ...

لا تلوموا هادي ... فخيراً ما قال عن الثورة السورية !! فثورتنا لا تقبل (الدنس) .. ثورتنا نقية نقاء ماء المطر .. وطاهرة كطهر ثوب الصلاة ... وعلى هذا الأساس .. خيراً ما قلت يا هادي !!!