الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٤ مساءً

"هناك يقطن البسطاء المظلومين يا سادة العرب!!"

عبدالله الخراز
الثلاثاء ، ١٤ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
هناك حيث انهار المنزل الذي كان على وشك الانهيار!.

هناك سقط ذلك العجوز الذي كان على وشك السقوط!.

و أصبح لا يُرى سوى الجفاف ولا يُتذوّق من الأرض إلا تراب الذل , ولا يُشرب منها إلا مياه الظلم والاضطهاد..

فقد نامت الأنوار لكي لا يرى أهل البلاد شيئاً وعندما استيقظتْ إحداهنَّ رأوا عقم العدل قد ساد البلاد وانتشر في الأرض الفساد!!..

هناك يقطن البسطاء المظلومين , هناك تشكوا عصا ذلك العجوز سقم صاحبها فلقد سالت مياه الظلم في عروق الحياة البائسة , هناك في أرض البسطاء هناك في أرض "اليمن"!!..

لم أكتب مقالي من أجل التنظير أو من أجل "حَبْك" الجمل بطريقةٍ فلسفيّة , ولا من أجل جمع حروفٍ تعلَّمت ترتيبها , ولا من أجل أن أكون إخباريًّا من طرازٍ أول ينقل الأحداث والوقائع فقط!!. لا فـــأنا هنا أقف موقف الثائر المناضل من أجل بلده , من أجل إنسانيةٍ أفتُقِدت..

أتحدث ودموعي تسبق كلماتي.. لا أريد استعطاف أحد لكن أريد أن تنهضوا من أنفسكم وتبصقوا في وجه دنياكم التي ألهتكم عن إخوتكم في أرض الإيمان..

ارموا أيها العرب عباءة الغفلة والبسوا عباءة "إنما المؤمنون إخوة"!.

أنا أتحدث عن اليمن لأني أحد أبنائها المقهورين فأهلنا يصرخون والكل يلهث لا من أجل الطعام والشراب فقط بل من أجل العدل من أجل الحياة الحقيقية..

لن أطيل حديثي في رصّ الكلمات فـأنا هنا أطالب وأناشد كل تاجرٍ قد فَرِح بكثرة ماله لا أريدك أن تفرح بكثرةِ مالك فقط بل أريدك أن تفرح بابتعاد غضب ربك عليك فــإنّ "الصدقة تطفئ غضب الرب"..

سارع وابذل وأنفق في سبيل الله و بادر بمساعدة إخوانك المحتاجين المستضعفين هناك.

وأنا في مناشدتي للتجار أخص تجاراً يمنيين فتح الله عليهم في بلادٍ أخرى وأهلهم في اليمن يتضوّرون جوعاً أقول:-

آن لكم أن تكونوا أولئك الوطنيين الإنسانيين الذين يبحثون عن رضا خالقهم وينفقون في سبيله ويخدمون بمالهم وتجارتهم وطنهم ودينهم "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليم". سورة البقرة ..آية 261..

دعونا ننهض ونتماسك بيدٍ واحدة ونحكّم أموالنا وعقولنا من أجل بناء تنميةٍ يمنيّةٍ رائدة بشعبٍ صادقٍ مخلصٍ لوطنه دعونا نتكاتف من أجل اليمن من أجل أن نعيد حضارته ومجده وشموخه وعزة أهله وبسمة أطفاله البريئة..!

ويا سادة العرب ووجهائها وكبارائها يا سلاطين العرب وملوكها يا أيها السادة هناك يقطن البسطاء هناك يعيش الذين كُسرت سواعد حياتهم وهم في رمقٍ قاتلٍ يلحق بهم هناك يلهث مستضعفٌ يمنيٌّ يبحث عن إنسانيّةٍ فُقِدت وعدلٍ سُلِب..

هناك يقطن البسطاء المظلومين يا سادة العرب!!..