الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٥ مساءً

رحلة مع حياة المغترب

أحمد مهدي عبده المزحاني
الخميس ، ٠٢ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
شهر مبارك وكل عام والجميع في صحة وعافية و أتمنى لكم ليالي رمضانية عامرة بالإيمان تتخلل أرواحكم الطيبة أنهارا وظلا ويـــعم على اليمن الحبيب والسعيد بالخير والبركــات

في سكون الليل على أطراف الزمن وصفحات الأيام عانقني أهوال أحزاني وصاحبتني ذكرى بائسة هنا أخذت رحلة مسائية مع قلمي ,, أسطر عباراتي واترجم كلماتي بحبر قلمي عن المغترب وحنين الوطن والشوق .... وحياته اليومية ذكريات الماضي ,,,,

المغترب وحنين الوطن عندما يعود المغترب,, عند اكمال عمله في كل يوم إلى منزله أو الى غرفته المتواضعة وخلا بنفسه تجولت نظراته في الأفق حتى استقرت عينه في منطقة مجهولة في الفضاء وبدأت الذكريات الجميلة والمؤلمة ,,معا تتدفق من عالم النفس ومن سجل الحياة وهنا بدا يكلم نفسه بمنطقية وواقعية دون أن تؤثر عليه عواطفه
إن حياة الغربة تتميز عن الحياة العادية بأنها مليئة بالهواجس ومثيرة للمشاعر ومثيرة لذكريات الماضي بكل ما فيه من أفراح وأتراح ،,, وربما كانت حياة المغترب أكثر إيقاعا وأكثر حساسية مع المناسبات سواء كانت سعيدة أو مؤلمة ،,, وهذه المشاعر التي يحس بها المغترب في المناسبات هي في الحقيقة سطور كتبها قلم القدر على صفحات قلبه وعقله عبر زمن حياته ، فإنها بالتأكيد سطور وصفحات تراكمت حتى امتلأت منها رفوف وأدراج لا يتسع لها

سوى عقل المغترب وقلبه وبين حين وآخر نحتاج إلى قراءة هذه الصفحات لنستعرض ما فيها من رصيد كسبناه ورصيد خسرناه ، وبعض الأحيان نجد أنفسنا مجبرين على قراءتها ، وخاصة عندما نتذكر أحبابا واهلنا لنا كانوا معنا ، فنجد فيها سطورا ضاحكة مشرقة تبعث السعادة في النفس من جديد ، ونجد فيها أيضا سطورا من الشوق والحنين لا يستطيع الزمن أن يمحوها ولا تستطيع كل مغريات الحياة أن تنسينا إياها وعند قراءتنا لصفحات حياتنا فإن أبرز ما

يأخذنا هو الحنين إلى كل الماضي والتطلع إلى كل المستقبل ، والشوق إلى الوطن ، والعيش فيه بأمان ، حتى وجدنا أن سعادتنا محصورة بين الحنين إلى الماضي والتطلع إلى المستقبل والعيش على تراب الوطن ومعنى هذا أن الحنين والتطلع هما طاقتان ، كل واحدة منهما تجذبنا نحوها ، بمعنى أننا عندما كنا في الماضي الجميل كنا نتطلع إلى حاضرنا هذا وربما كنا نادمين

لأننا كنا نرى أناسا آخرين قد سبقونا إلى ما نحن عليه اليوم ، وعندما وصلنا إلى حاضرنا وجدنا أنفسنا أكثر شوقا إلى بعض ما كان في ماضينا أنا اعتقد أن السعادة منشأها النفس ، ويستطيع الإنسان أن يأخذ من كل زمان ومكان أحسن صفاتهما ، ولكن مع هذا سوف يبقى الحنين والشوق إلى الماضي من جهة ، والتطلع إلى المستقبل الجديد من جهة أخرى طول حياتنا ، وبالتأكيد سوف يأتي يوم نكون فيه أكثر شوقا وحنينا ليومنا الحاضر ، لا لأن يومنا الحاضر أجمل من المستقبل ، ولا لأن المستقبل أسوأ من اليوم بل لأن النفس البشرية جبلت على الحنين والنظر إلى الماضي من شرفة الحاضر