الجمعة ، ١٠ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٥ صباحاً

الأسد .. والرحيل بطريقة حضارية..!

موسى العيزقي
الثلاثاء ، ٢٤ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
قال السفير الروسي في باريس أن الرئيس السوري ( بشار الأسد) يريد التنحي ولكن بطريقة أكثر حضارية.. وأضاف السفير الروسي أن الأسد قد كلف مفوض له للتواصل مع المعارضة.. السفير الروسي أكد أيضاً أن رغبة الأسد نتجت عن اتفاق جنيف الأخير .. ولا نعلم أن كان ما ورد على لسان السفير الروسي صحيح آم لا ؟ كما لا نعرف ايضاً ما هي الطريقة الحضارية التي يتحدث عنها الأسد وأنصاره الروس .. خصوصاً والرجل لم يترك أي مجال للتفاوض أو التحاور أو التشاور فهو لا يعرف سوى لغة واحدة هي لغة ( الرصاص) وهذا ما تجلئ منذ اللحظات الأولى لاندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا.. لقد دمر الأسد معظم مقومات الدولة السورية.. وطمس العديد من معالمها التاريخية والحضارية.. وتعدى على كل ما له صلة بالإنسانية .. واليوم يتحدث عن الطرق الحضارية وهو الذي يجب أن يقذف به إلى اقرب مزبلة تاريخية ليلقى حتفه كما لاقي نظيره القذافي الذي بعد عصور من التمجيد والتبجيل عُثر عليه في إحدى المجاري الليبية..

فالأسد اليوم يبدو في وضع لا يحسد عليه خصوصاً بعدما تلقى ضربات موجعه من قبل مقاتلي الجيش الوطني الحر والذين اثبتوا قدرتهم على الوصول إلى قعر داره وأزلامه وذلك من خلال التفجيرات الأخيرة التي أودت بحياة ابرز قادة النظام القمعي الدموي..

والحاصل أن الأسد لم يترك شيئاً يمكن أن يشفع له فمثله مثل بن علي وصالح ومبارك والقذافي وغيرهم من الحكام المستبدين الديكتاتورين وبالتالي فإن نهاية وشيكة ستكون له ..مهما حاول التمادي والتفريط في استخدام القوة ومهما حصل على دعم صيني فارسي روسي فإن مصيره للزوال لا محالة.. لأنه باختصار شديد ليس بمقدوره الوقوف أمام شعبه الذي انتفض عن بكرة أبيه ..أن سقوط نظام الفساد والاستبداد في سوريا الحبيبة يعني سقوط الهيمنة ... في المنطقة فقادة الممانعة الذين أوهمونا بأنهم حام حمى الأوطان العربية والمقدسات الإسلامية طلعوا في الأخير مجرد أكذوبة كبيرة.. و أصحاب مشاريع تفتيتية وتخريبية وتوسعية.. لا غير ..وهو ما كشفته ثورات الربيع العربية في الآونة الأخيرة.