الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً

التعددية الحزبية .. المضار أكبر

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ١٨ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٢:١٨ مساءً
رُسخت قاعدة التعددية الحزبية في النظام السياسي الحديث لأجل غايات في سطحيتها نافعة و لكنها في الأساس مضارها أكبر من نفعها ، و هذا المفهوم ينطبق على دول العالم الثالث التي تعتبر في طور الإنشاء الديمقراطي.

بالنسبة للدول الأولى عالمياً في مجال التعددية الحزبية نلاحظ وجود حزبين بارزين فقط على الساحة التعددية و هذا يجعل منها تحقيق نجاحاً باهر...اً في هذا الخصوص ، مقارنة بالمجتمعات السياسية البدائية و من بينها الدول العربية التي سلكت هذا المجال ، نجد ان التنافس الحزبي التعددي المتنوع بكميات المسميات و ليس بكميات الأفكار و الرؤى ، و قد رأينا ذلك في الانتخابات الرئاسية المصرية مؤخراً ، حيث تنافس أكثر من 13 مرشحاً كلٌ تحت مسمى حزبي معين غير ان بعض أبجديات الرؤية السياسية المعتنقة لهذه الأحزاب تتشابه في بعضها الى حد كبير.

صحيحٌ ان القوى الإسلامية مختلفة بالفكر عن القوى العلمانية و الليبرالية ، لكن في نفس الوقت هذه القوى " الإسلامية " كانت منقسمة ثلاثة أقسام تعددية حزبية مع تشابه النهج الفكري في كثير من النقاط ، تأمل معي عزيزي القارئ ( أبو الفتوح _ حازم إسماعيل _ مرسي ) هل كان يضير في بداية اللعبة الانتخابية ان يكون هؤلاء تحت اسم سياسي واحد مع قبول هامش الاختلاف النظري لسياساتهم !؟ لو كان هذا في احدى الدول المتقدمة لحدث ذلك علناً دون مواجهة ادنى المشاكل الخلافية بينهم.

في المقابل الأجندة السياسية العلمانية و الليبرالية و المكونات المتوسطة و البسيطة في نسيج المجتمع المصري ، لماذا لم تتفق سياسياً و تندرج تحت لوحة تعددية واحدة رغم تقارب الرؤى الفكرية السياسية و الحداثة حسب زعمهم مع الانتباه الى الهامش الاختلافي السطحي الذي يمكن تجاوزة في ظرف يفترض ان يكون كذلك !

أقول إذا كان لا بد من التعددية السياسية و الحزبية و أنها واقع يجب ان يحترم من قبل الجميع .. فإن المصلحة العامة التي يسعى لتحقيقها الجميع و يطرحها الجميع في برامجهم الانتخابية و الحزبية هي في الاساس مصلحة عليا واحدة هي ( الوطن ) إذاً فعملية التقارب الحزبي أهم من عملية خوض الانتخابات ببرنامج متفرد حتى و ان كان برنامجاً متميزاً ، فحدوث التشتت هنا و هناك و توزيع المجتمع الناخب بين مفردات سياسية متنوعة إنما هو في الحقيقة مضار أكبر من نفع في العملية السياسية.

و لنا ان نستفيد من ثقافتنا و أبدجياتنا أولاً التي تدعونا الى الوحدة و التكاتف قال تعالى : ( و اعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا ) ناهيك عن تجارب حاصلة من حولنا و حققت نجاحات مبهرة في الواقع السياسي رغم أنها تحدث في مجتمعات غير إسلامية ، و تحصل على ما تريد.