الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤١ صباحاً

هنيئا إنتصاركم أيها اللصوص على أطفال الوطن وكرامته!

يونس هزاع
الأحد ، ٠١ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
من العار حقا أن لا نعلن انتصاركم وتخليدكم كأبطال شاهدنا ضحاياهم وأعدائهم على شاشات التلفزة الإماراتية وهي تتساقط وتتلوى جوعا وقهرا .فأين ياترى سيكون الإحتفال؟وهل سيكون بنشوة تساوى الألم الذي لمحناه على وجوه الأطفال وهم يتضورون جوعا والذل الذي أكتسح ملامحنا ونحن نشاهد تلك القنوات؟حقيقي كم هو شعور رائع لديكم ومفعم بالنصر والإستحقاق لإحتفالات قادمة ولكن يجب أن تكون لائقة بهذا الإنتصار التاريخي الذي لم يحدث من قبل والذي أصبح فيه أبناء الوطن كضحايا مجاعة وجب على الآخرين إعتصار الألم بتهيدة حارة يملئها العاطفة والشفقة مع كل درهم سيتم ألقاؤه في صناديق الإغاثة.

لم يأتي هذا الإنتصار من فراغ ولكنه ثمرة جهد ظل ل33 عام من النهب والسرقة لكل مقدرات الوطن من مسؤولين ومشائخ وتجار وماسحي أحذية ومطبلين ومهرجين عملوا جاهدين على أن تكون هامات اليمنيين دائما في الأرض , ولكن الفرق أن اليمنيين لم يكونوا ليأبهوا بذلك لأن لقمة العيش تأتي بعرق الجبين ولن يؤثر ذلك مطلقا في كرامة اليمني وكبرياؤه ,فظل ذلك الجندي المجهول الذي يحترق عمره الإفتراضي ليبنى حضارات الآخرين صابرا محتسبا من أجل لقمة عيش حلال حتى تنتهى فرصة البقاء جراء ظروف تكون خارجة عن إرادته ومتعلقة بقوانيين الآخرين...

بصراحة لم يتوقع أي يمني مهما كان فقره وحاجته أن تصل المرحلة لتبرعات إغاثة ومجاعة وأن يروج لهذه الحملة المهينة مسؤولون ومثقفون لديهم وعي كامل بالمشكلة الحقيقة التي أوصلتنا لهذه الدرجة فنحن اليمنيين كان الفقر دائما صديقنا الحميم الذي لا يحرجنا عند الآخرين كان يقسوا أحيانا ولكن لا يجرح الشعور,كان يجعلنا نختبئ من الآخرين في بيوتنا ولكن لا نكون أبدا مادة إعلانية بعد وقبل نشرات الأخبار كشعب يستحق الرثاء وأن ازمته ستنتهى بدراهم ترمى في صندوق إغاثة بكل زهو وترحم....

أن ما أدهشنا حقا أن الحكومة تقبلت الأمر وكأنه دعم لها ضد ما تواجهه من ازمات الدعم لا يكون كذلك أيها السادة كان يجب أن توقفوا الحملة المهينة للوطن لا أن تكون بترحيبكم لما كان كحل لما نعاني وتغفلوا عن الوجع الحقيقي الذي احدثه اللصوص والمرتزقة في التفريط في ثروات البلاد القومية ونهبها وجعلها مصادر رزق خاصة لهم ولأبنائهم الذين بالضرورة لن يعانوا ما يعاني أطفال الوطن ولن يمروا بهذه الظروف التي أبكت الإنسانية فعلا لأنا لسنا شعب فقير ليحدث كل هذا ولكن جبناء وخائفون من المجهول الذي سيسحقنا وهاهي أثاره بدأت تظهر لتحصد الورود وتعلن الذ بول العلني وبمنطق رخيص لا يليق بأبناء وطن له تاريخ وحضارة تمنى الكثير لو أن هذه الحضارة والكرامة تذهب ادراج الرياح....

هل من المعقول أن نصمت إزاء ما يحدث لمساس كرامة وطن فقط لأنا أفضل حالا ممن تظهر صورهم في في شاشات التلفزة الإماراتية ,إن هذه الفاجعة التي لم يعى وقعها الكثير بعد تعد إمتداد حقيقي لتهدم سد مأرب وضياع هيبة الوطن التى عمل لوجودها كثير من خونة الأوطان , لأن الوطن لم يكن لديهم سوى رصيد في بنك خارجي أو صفقة أو عمولة أما كرامة الوطن وأبناوة دائما شيء ثانوى لم يحن بعد منحه بعض الإهتمام........

تمتعوا أيها اللصوص بما نهبتوه من ثروات البلاد واحتفلوا على شواطئ بلدان العالم وتبادلوا نخب الإنتصار ولترتفع أصواتكم بالقهقهات ولكن لا تنسوا صور الأطفال التي تعرض على قنوات الآخرين بغرض الإغاثة ستلاحقكم حتى قبوركم بإسم وطن كان له حضور تارخي وحضاري يعرفه الجميع وبدون إستثناء.....