الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٧ صباحاً

ثورات موسمية وشهداء مع الريح

جلال غانم
الاربعاء ، ٢٠ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٢٠ مساءً
أدت رياح التغيير في الوطن العربي واستهدافها لبعض الأنظمة الفاسدة إلى إحداث أيدلوجيا جديدة في التغيير السياسي وأرتفع منسوب الحراك الثوري وتشبعت الجماهير بشعارات ومفاهيم جديدة في إسقاط النظام (إرحل)

التي ما فتئت تهز عروش الطغاة والفاسدين بحثاًً عن ديمقراطيات أخرى وجديدة تمنح الشعوب الحق في تمثيل نفسها في المجالس والبرلمانات المحلية , والحد من صلاحيات الحاكم , مع احترام المؤسسات التشريعية والبحث عن طرق ووسائل وأدوات سياسية تحمي الإنسان من بطش الحُكم القمعي والبوليسي والحد من سياسات البلطجة الرسمية ونبذ العنف وجعل سلطة الوطن والقانون والدستور هي السلطة العليا التي لا يعلو فوقها سلطة أخرى .

وتمثلت هذه الأيدلوجيات بفرض قيمة الشعوب كقوة فاعلة وشبابها كرقم لا يمكن إغفاله وتجاوزه في التغيير مع أن تحرير الفرد من قبضة الجماعة الحاكمة ومنحة حيز أوسع من حقوقه السياسية ومشاركاته الفاعلة ودورة في صناعة القرار كلها لم تزل غير واضحة الرؤيا إلى أن عامل الوقت وعملية الفرز الحقيقية للقوى الفاعلة والناضجة في المجتمع هي من يعوٌل عليها في الصناعة الناضجة لدور الفرد القادر على قيادة المجتمع حتى لا يضن البعض أن هذه الثورات موسمية وان شهدائها ذهبوا مع الريح وان ربيعها العربي بداء يأفل ويضمحل نتيجة تغلغل بقايا وفلول الأنظمة السابقة في فكر هذه الثورات وانتزاع روحها ومحركها الحقيقي في التغيير إلا وهو الشباب .