السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٢ صباحاً

كرامتنا لا دراهمكم

رائد محمد سيف
الثلاثاء ، ١٩ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
كرامة الإنسان هي قيمة الإنسان، كونه إنسان بغض النظر عن أصله وجنسه وعمره وحالته، فالإنسان اليمني معروفاً عبر التاريخ ، فلا يوجد هنا حاجة الى التعريف بقيمة الانسان اليمني ، فحضارتنا وتاريخنا خير شاهد على عظمة هذا الانسان اليمني .

لقد عُرفنا عبر التاريخ بأننا اهل مدد ، بالمال والعتاد والرجال ، لكن ما يحزن القلب ، ويدمع العين ، ما يجري في ايامنا هذه من محاولة في المساس بكرامة المواطن اليمني من قبل بعض الاشقاء من دول الجوار ، له امر محزن ومخزي .

فهنا اقف امام الدولة الشقيقة ، الدولة التي يفخر رئيسها بانتماء نسبه الى اليمن ، الدولة التى كانت لها بصمات على ارض الوطن الغالي ، نعم انها دولة الامارات العربية ، والتى تربطنا بهم علاقة اخوة قبل كل شئ ، اقف عند هذه الدولة حائراً ، لا اعلم ماذا اقول او اتحدث او ماذا يخطر في بالي او ماذا يكتب قلمي ، فكلاهم يعجز عن الحديث وعن الكتابة ، لكن كرامتي وكرامة كل يمني غيور على هذا الوطن ، هي التى اجبرتني على الكتابة وقول كلمتي هنا .

فقبل فترة ليست بالبعيدة منعت دولة الامارات العربية ، دخول اليمنيين الى اراضيها إلا بتأشيرات سفر صعبة ومعقدة عكس بقية الدول الاخرى ، ولا نعلم سبباً لذلك المنع المفاجئ ، فلا ربما يكون السبب بعض المخالفين ، نعم اقولها بعض وليس كل ، كما منعت دولة الامارات اليمنيين بعقاب جماعي شبه كلي ، من دخول اراضيها .

كما ان المسافر الى أي دولة اجنبية والذي شأت الاقدار بان تكون احد مدن دولة الامارات محطة انتظار ( ترانزيت ) له ، حيث قد يستغرق وقت الانتظار ما يزيد عن العشر الساعات او ربما يوم بكامله ، ومع ذلك يمنع المواطن اليمني ، او ان صح التعبير حامل الجواز اليمني مغادرة المطار حتى موعد الاقلاع .

هل وصلت الدرجة الى هذا الحد بان تمتهن كرامة المواطن اليمني ؟!

في الايام القريبة الماضية تداولت بعض القنوات الفضائية وتناولات بعض الصحف المحلية والعربية موضوع المساعدة المالية المقدمة من رئيس دولة الإمارات الشيخ/ خليفة بن زايد آل نهيان للحكومة اليمنية ، فسالت نفسي ما فائدة هذا المال وكرامتنا تمتهن ، هل تساوي هذه الدراهم التى يقدموها لحكومتنا مساس كرامة المواطن اليمني ؟

ليس الحال هنا يقف على دولة الامارات فقط ، بل ان هناك دول اخرى لا تسمح لليمنيين دخول اراضيها حتى لو في فترة الانتظار ، بينما يسمح لبقية الجنسيات الاخرى .

اسائله عده اطرحها على فخامة الرئيس ، وحكومتنا ، وكل مسئول يهمه امر هذا الوطن ، يهمه كرامة هذا المواطن اليمني .

من السبب في كل ما يجري للمواطن اليمني خارج وطنه من تقليل من شانه ؟ وهل فعلاً اليمن تستحق ان تصنف من الدول النائية والفقيرة ؟ هل فعلا نحن بحاجة الى مؤتمر المانحين ليتكرموا علينا بما يجودون ؟

اسائله كثيرة لا اعلم لها اجابه ، ولكني اعلم علم اليقين اننا نملك مقومات وثروات كثيرة ، ربما لا تملكها اغلب الدول الغنية والمتقدمة ، فاليمن يمتلك لثروة سمكية وزراعية ، يمتلك لمدن سياحية تضاهي بطبيعتها الخلابة والجميلة مدن عالمية ، تمتلك اليمن لمخزون نفطي ومعادن نادرة ، ناهيك عن ميناء عدن الذي لو اسُتغل خير الاستغلال لحد من البطالة المتفشية في هذا الوطن الغالي .

ايها المسئولون القائمون على هذا الوطن لسنا بحاجة الى مؤتمر المانحين ، بقدر ما نحن بحاجة الى محاربة الفاسدين العابثين بممتلكات وثروات هذا الوطن .

ايها المسئولون ، المحبون لهذا الوطن ، ألا يستحق منا هذا الوطن وهذا المواطن ان نضحي من اجله ، نضحي من اجل اعادة الكرامه اليمنية ، من اجل اعادة بناء الانسان اليمني .