السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤١ صباحاً

مصر الغد مُـــرساوي أو شفيقــاوي...؟

أحمد إبراهيم
الاثنين ، ١٨ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ مساءً
لا السّبتُ بحيتانه ولا الأحدُ بفُرسانه، يأتيك يا مصرُ بعدل زمانه.

فلنترك القاضي بميزانه، ومُفتي الديار بقُرآنه، ثم الخطيب البارع البليغ بلسانه، يجري وراءه المأجور المُسيّر بقلم المسيار بعقد قرانه.


والشعب لا لقصر شعب جائر بأركانه، فإيّاكما يا الفائز والخاسر معا، أياكما اللمس والتلاعب بلهيب نيرانه وضجيج بركانه.


إن الرئيس القادم مهما علا، لاعودة له بفرعون زمانه، إلا إذا اعتلى جاثما فوق جثامين جثمانه.
فليضع فخامته في حُسبانه، كرسيّه بعد اليوم، وبجنبه الثائر المصري بثوب غضبانه، لا هو بأكفانه ولا هو مع ثيرانه.!


فإلى غد، آآآه كم أخشاه غدي هذا، ولا أرجوه اقترابا بحصانه.
ويترنّمُ المصري بصبح أذانه، يا أهل مصر لوحدة الصف ورحمانه، دون الطريق لإبليس الزمان بشيطانه.
وبالدورع والمناعة من العُلى، دعواتنا يارب، تحميك السماء يا أرض الكنانة من لدغات العدو الخارجي الراصد المترصد لكلّ العرب بثُعبانه.


ويا أرض الكنانة أحبك في الله ياربّ السماء، حبّي للبيت العتيق والقدس بكنعانه، وبالتين والزيتون والثّرى يعلوهما الرُّمّانُ برُمّانه، ودعوات مؤمن في ركعاته صلواته، وعليكم السلام منا جميعا، يا أهل مصر جميعا في شهور السلم بشعبانه.


بعد هذه المحاولة الشعرية الخجولة إهداء لشعب مصر يومي السبت والأحد المصيريين لكل العرب، أحب أن أضيف، ان واجب اليوم على كل مواطن مصري، أن يتجه الى صناديق الانتخابات لا إلى ميدان التحرير.
من أحب مصر عليه ان يحبها بشفيقه برفيقة، ومُرسيّه وكرسيّه، فوز حزب على حزب معارض يعني الانتصار لا الانكسار، شاركوا في كل الانتخابات من المجالس البلدية والمحلية والشعبية من الحضر الى الريف ومن العسكر الى (يالطيف).


احترموا كل الدوائر المضمونة النتائج أو المؤكدة الخسارة، لا فوضى ولا الغوغاء، وليفترض كل ناخب مصري انه النائب وانه الرقيب، انه الناخب وانه المنتخب، وانه القاضي وانه الرئيس المفترض لبناء مصر الجديدة.
لو كان الأمر بيدي، لاخترت لمصر في كل شهر رئيسا، إن وجدته رئيس تخصصه بمناجم من خبرات عمره، وبما أنه رئيس افتراضي واختيار افتراضي، فلا أعتقد ان الحكومة المصرية ستعارضني على هذا الانتخاب الافتراضي.


أريد أن أختار في كل شهر رئيسا له خبرة نصف عمر الرئيس الفعلي المنتخب عبر الصناديق، على ان يكون من اختاره خبيرا فذّا بميدانه وخلجانه وشُطآنه، مثلا لو وجدت مهندسا زراعيا بخبرات ابتكارية لثلاثين عاما، لاخترته رئيسا (لمصر الزراعية).. ثم أختار المهندس المصري المعماري الذي جنّد عبقرياته الإنشائية للمباني والجسور والطرق والمطارات والموانئ، ولديه المزيد لم يستطع تسخيره لمشاريع فعلية على أرض الواقع طوال حياته، فليكن هو الرئيس لمصر (البناء والتعمير).. ثم الاقتصادي المصرفي، ثم الطبّي، ثم الهندسي الجيولوجي ثم الفيزيائي الكيميائي.


ثم وثم .. الى ان ارى مصر الجديدة قد بُنيت على أيدي 52 رؤساء عباقرة مصريين في خمس سنواتها القادمة وإن كان بين العباقرة فلاّحا او خبّازا او نجّارا.


لا تفرحوا للفائز ولا تزعلوا للخاسر، تقبّلوهما على أنهما لمهمّاتها والدرب طويل، الرئيس مهمته الأولى ان يحكُم، والمعارض مهمته الأولى ان يرفع صوته لا أن يحكم، أن يكسب الشعب ليستلم الرئاسة في الجولة القادمة، إذن الفائز والخاسر كلاهما صديقان لشعب مصر، وهو اول نجاح لمصر تعدد الاحزاب، ومهمة تعدد الاحزاب خطط وبرامج ودراسات، لا مظاهرات وهتافات.


وبذلك ستبنون مصر الجديدة من رؤساء هم أساتذة وفلاسفة ودكاترة واطباء ومهندسون وزراعيون وفلاحون وكتّاب وشعراء، لا ممن كان يجرّه كرسي الرئاسة إلى الداخل، ثم يقوم هو بجرّ طاولة البلياردو نحوه، ليسأل من حوله في القصر الرئاسي: (أيش اخبار مصر اليوم؟!!)


نريد من قاهرة الميلون مئذنة ومنارة نواقيس، أن تعيد الصدق الى الشباب، وهم يعيدونه للصغار، بعد ان سُلب من الكبار، فلنحققه في السنوات القادمة، سوف يحتاج الرأي العالمي مئة عام قبل أن ينسى تلك الأكاذيب التي كانت تطلقها أبواقنا، رغم إقرار محاكمنا الدستورية بأن الكذب حرام.!



لكنه كان يحرُم على فئة دون غيرها، أما آن لنا ان نسنّن قانونا يُحرّم الكذب على معالي الوزير كما كان حراما على الفقير يعاقب عليه ابن الفقير.؟