الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٧ صباحاً

حضور المشايخ الجدد بعبائة "مدنية"

احمد نبيل
الاثنين ، ١١ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ صباحاً
الثورة اليمنية عانت كثيرا من صعوبات في مرحلة إسقاط النظام ، وايضا في التخلص من القوى المحركة السلطوية التي تجذرت في اليمن وايدت الثورة على حين غرة . ففي حالة اليمن تزداد الصعوبات بحجم الفقر المدني والمؤسسي الموجود في هذا البلد . حتى بعد الثورة سيظل اليمن يرزح تحت وطأة مشاكل وهيمنة نخب وسلطويات سابقة تجذرت فيه عبر إنسجامها مع نظامه السابق، مثل نخبة ( رجال المال، ورجال القبيلة، أو النخبة العسكرية و الدينية )

هذه النخب متنوعة، فبعضها " التي ايدت الثورة " لو كان الأمر بيدها لساندت النظام ، لكن الارجح أنها وجدت نفسها مع النظام أمام غضب شبابي وشعبي قاهر ، لذا صارعت للبقاء في الساحة اليمنية تحت مظلة الثورة، وحاولت التموضع في ذات المكان الذي يضمن استمرار مصالحها .

التخلص من هذه النخب، ومؤسساتها الفردية، والأوضاع التي أقامتها، امر مُلح وله اولويه قصوى، و يعتبر هذا الامر الاهم في مرحلة بناء اُسس ليمن جديد .. فلن تُبنى دولة حديثة خالية من وطأة مشاكل وهيمنة السلطويات " القبلية خصوصاً " في ظل وجود قوى محركة انسجمت مع اوضاع مناقضة لمتطلبات بناء البلد واستحقاقات الارتقاء من مرحلة " هيمنة السلطويات وتاثيرها على سلطة الدولة " الى مرحلة "هيمنة القانون والنظام والارتهان الى الشعب والمواطن" .

ما علينا فعله في الوقت الراهن .. ازالة المشيخة .. ونقول للشيخ .. ( هذه البلاد لم تعد كالماضي ) ..اما افراد القبيلة ففي تقديري تحتاج الى امرين :
اولاً : توظيفها في اطار الامة .
ثانياً : الارتقاء بها اجتماعياً وعلمياً .

ولكن في نظر هذه النُخب ثمة " سقف " لأي خطوة سياسية في اليمن، حيث مسموح لأي طرف ان يفعل ما يشاء مادام ذلك لا يمس من قريب أو بعيد أمن بقائهم و سلام طموحاتهم و استمرار مصالحهم . اذا صح ذلك، فإن هذه النخب تتخوف من أمرين في اليمن .

أولهما : انقطاع اوتار تاثيراتهم على السلطة " بشكل مباشر او غير مباشر" .
وثانيهما : التخلص من سلطوياتهم واستبعادهم من الساحة السياسية .

حيث من شأن تحقق أي من الامرين أو كليهما ان يؤدي في نهاية المطاف إلى اشتباك مع المصالح الشخصية والطموحات الفردية. لسبب جوهري واحد هو ان استمرار تلك المصالح والطموحات يفترض حالة من " الارتهان الى سلطوياتهم " من قِبل قادة الدولة والاحزاب، وهذا الذي لابد ان يصطدم مع " مقتضيات البناء الحقيقي للبلد " و " استحقاقات الارتقاء الى مرحلة هيمنة القانون " .

لذلك نجد ان بعض افراد هذه النخب تسعى حالياً للظهور والحضور في الساحة تحت عبائة " مدنية " ( حسين الاحمر مثالاً ) خشية حدوث خطوة سياسية تقطع الطريق امام استمرار تاثيراتهم على السلطة السياسية .. من جهة اخرى يعتبر هذا الحضور " المدني " تموضع جديد في مرحلة " مابعد الثورة " .

ما يمكن قولة اخيرا .. ان اليمن تحتاج الى تدرج وتسلسل في الانتقال المرحلي حتى تتخلص من حكاية " المشيخة " وسلطويتها .. فالانتقال من مرحلة " القبيلة " الى مرحلة " مدنية المجتمع " يتطلب بناء اساس اجتماعي جديد مبني على توعية المجتمع بمساوئ السلطويات القبلية .. و على تسلسل العمل المشترك وتقسيم القيادة حسب الكفاءة لا المكانة الاجتماعية .