الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٣ مساءً

الأراجوز الثوري..!

محمد محمود الشويع
الخميس ، ٠٧ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
الأراجوز الثوري سريع الاشتعال والانفجار إن اقترب أحدهم من "الثالوث المُقدس" وهم على الترتيب: الأول "الرب الأب" وهو موجود بذاته وأعلن مسمياً نفسه "ذو اللحم المسموم"، والثاني "الناطق بكلمته" في الـ "نيويورك تايمز" ومالك "ميكرفونات" الساحة وأعلن مسمياً نفسه "الابن الكلمة"، والثالث "حيٌّ بروحه" فهو روح الرب الذي حمى الساحة وأعلن مسمياً نفسه "الروح القدس"، وليس أحد يعـرف "الابن" إلا "الأب"، أما "الروح القُدُس" فقد انضم للميدان بهيئة جسمية على شكل "حمامة" وكان الصوت من السماء: "كن برداً وسلاماً على الثوّار"، وبأمر من "الثالوث" تهبط الساحات وترتفع

الأراجوز هو كائن ثوري متحمس، لكنه لا يستطيع أن يثور من تلقاء نفسه، غير قادر على تحريك قدمه مسافة "سنتيمتر واحد" في مظاهرة مالم يحظى بوحي منزل من "الآلهة"، هو كالعمود الذي يتوسط الخيمة أو كالمسمار في منتصف العمود، لكن باستطاعة "الآلهة" إذابة المسمار ونقل العمود بكل سهولة، للأراجوز طقوس خاصة أثناء التعبّد، فالدفاع عن "الثالوث المقدس" فرض عين، وتأتي "السنن الرواتب" بعد أو قبل كل فـرض للحفاظ على "كرسي" مدير أمن أو مدير مدرسة مقيّد في "دفاترهم"

الأراجوز الثوري سريع الاتهام للآخر ولديه تُهم "مُصَنّعة" مسبقاً، وحدوداً تطبق حسب "شريعة الثالوث"، في بداية الثورة أُطلق لقب "مندس-أمن قومي" على كل من خرج عن السمع والطاعة وفُرِض على ذلك حداً "جلدُ مائة والرجم"، ثم ظهرت لاحقاً تهمة "حوثي" والحد المفروض "الرمي من أعلى شاهق"، أما التهمة الكبرى فهي "سب آلهتهم" والحد المتفق عليه هو الطرد المبكر من الجنة الني "تحت أقدامهم"

الأراجوز الثوري مصاب بانفصام الأفعال عن الأقوال، ويتناقض مع نفسه كثيراً، في الميكرفون يقول: "وفاء لدماء الشهداء، لا حصانة للقتلة" ولاحقا يبارك فعل حصانة غرف السياسة، ويتهم رافض المبادرة بالردة ومن المرجفة قلوبهم ومن أتباع النظام، كما أن الأراجوز الثوري يملك ذاكرة سمكة يتذكر الثورة ودماء الشهداء حين يرى "شوقي محافظاً لتعز" وينسى الدماء والجرحى حين يرى "الأحول طليقاً" و "الراعي في المجلس"

الأراجوز الثوري يَدَّعي أنه "لا شريك له في الثورة" كونه صعد إلى "منصة الساحة" حين غفلة وأمسك "بالميكرفون" وظهر في "الفضائية" فصار "رامبو" الثورة، و"الوكيل الحصري" و"المتكلم الرسمي" باسم "الشهداء" وكأنّ "الدماء" دُفِعت بـ "شيك مسحوب" على "بنك إسلامي" معروف

واليوم تُجري الأراجوزات "بروڨة" إنهاء "العـرض"، و"البطل الثوري" يرفض "إسدال الستار" ويصرخ ألماً: "الثورة مستمرة".