الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٤ صباحاً

حسان لم يحسن والشارع لا تشارع

اسكندر شاهر
الثلاثاء ، ٠٥ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٠٦ صباحاً
عرفتُ الزميل الصحفي الصديق نائف حسان بشكل شخصي في مكتب الرئيس علي ناصر محمد في سورية حينما كنت أعمل مستشاراً في المركز العربي للدراسات الاستراتيجية وكان حسان في زيارة ناصر قاصداً إياه في مقابلة صحفية لصحيفته .. أتذكر .. أن حسان كان في تلك الظروف أي قبل حوالي ثلاث سنوات أو يزيد متخففاً من كثير من الأعباء والالتزامات السياسية التي تثقل كاهل أي رئيس تحرير وهو يجترح لنفسه اسماً مهنياً ولمستقبله الصحفي معبراً مهماً .. أو لعله كان يستهل الامتلاء بهذه الأعباء التي تتساقط على الصحفيين في اليمن كقطع الليل المظلم ، ولذلك أحسب أنه كان ينظر إلى شخصية ناصر بتجرد وباحترام خاصة وهو من الصحفيين القلائل الذين يبنون مواقفهم دون اعتباط بل بناءا على قاعدة بيانات ومعلومات وقراءة متفحصة للمراحل التاريخية كلها دون انقطاع او اجتزاء ، وهذا يظهر في كثير من مقالات حسان فضلا عن تقارير لصحيفتي الشارع والأولى اللتين نكن لهما تقديرا خاصاً لا سيما أنهما تميزتا تحديداً في فترة الثورة ولم تنجرا إلى جوقة الصحف والمواقع التي حولت الانقلابيين القتلة ثواراً في يوم وليلة .. وكشفتا عن كثير من الملفات الغامضة التي أسهم انكشافها في تعديل الوعي العام
في ظل موجة تزييف عارمة بمكنة إعلامية هائلة تابعة لحزب الإصلاح وحميد الأحمر ومن دار في فلكهما .

وأما التقرير الأخير الذي كشفت عنه الشارع حول اللجنة الخاصة فقد كان (كلمة باطل أريد بها حق) "المثل مقلوباً "..

هذا التوصيف الذي حاولت الوصول إليه لأخفف من وطأة الموضوع وحتى لا أنزلق في توصيف أقسى لاسيما أني كنتُ واحداً من الكتاب الذين طرقوا هذه المسألة مبكراً بالنقد كتابة وإذاعة وعبر قنوات فضائية حينما كنت أعمل في المركز الذي يرأسه علي ناصر وحينما كان من المواضيع المسكوت عنها وكنت أستند إلى مصادر أعمد إلى توضيحها والتأكيد عليها عندما أكون متأكداً منها فعلاً وحتى الأرقام ( المبالغ ) التي تدفع كنتُ أحرص على تتبع بعض الشخصيات (المضطرة) - وبعضهم من الناصريين- لاستلام مبالغ سعودية لمعرفة الأرقام وتباينها بين الشخصيات اليمنية لنكون قريبين من الواقع ونبتعد عن الارتجال والتعميم .

من حيث المبدأ التقرير ليس جديداً وليس كشفاً عن مجهول أو رفعاً لإبهام غامض بل هو تحصيل حاصل – أقول من حيث المبدأ- فحتى الباعة المتجولين والشحاذين في أرصفة صنعاء وكل أنحاء اليمن باتوا يعرفون عن اللجنة الخاصة وعن أن السعودية تدفع مبالغ طائلة بهيئة مخصصات شهرية لشخصيات يمنية وأكثرها من مشائخ شمال الشمال المعروفين بارتهانهم الممتد لعقود ودهور ..

وهذا ما يجعل الشبهة تطارد تقرير الشارع حينما طرق موضوع معروف ثم دخل في تفاصيل لم تكن مقنعة فإقحام شخصيات معروفة بعدم ارتباطها سعودياً بشهادة التاريخ والوقائع والحقائق ، وفي الوقت ذاته إستبعاد أشخاص معروفين بارتباطهم سعودياً بشهادة التاريخ والوقائع والحقائق أمر كاف لجعل التقرير مشبوهاً ، وأما إذا كنا سنحاكمه بالتفصيل فسوف يدفعنا الأمر إلى البحث عن توصيف أقسى من ذلك الذي اخترته ( كلمة باطل يُراد بها حق ) ..

حسان لم يُحسن هذه المرة ، وعلى الشارع ألا تُشارع لأنها لن تكسب هذه القضية ، وكانت في غنىً عنها – وهي بهذه الهيئة الانتقائية غير المحبذة- لاسيما أن الصحيفة تحصد تقدماً كنا وسنبقى نشيد به لأنه ينعش خط الثورة في مقابل خط الثورة المضادة .

الصدفة التي ذكرتها في مستهل المقال كانت تلك المرة الأولى التي التقيت بها الصديق نائف حسان قبل سنوات ، وأما الثانية فقد كانت صدفة أخرى في مصر قبل شهرين تقريباً أو يزيد وكان صحبة الزميل راجح بادي رئيس تحرير الصحوة ( صحيفة حزب للإصلاح) والزميل حمود منصر مدير مكتب قناة العربية بصنعاء (تابعة للسعودية ) .. أتذكر أنه سألني عن الرئيس علي ناصر وقلت له بأنه هنا في مصر وطلب الجميع لقاءه .. حضرتُ اللقاء قبل الجميع ، وعند وصول الوفد الصحفي برئاسة نصر طه مصطفى ( أخوان / مؤتمر/ منشق) كان "حسان" الوحيد الذي تغيب عن اللقاء فهل تغيّب حسان عن لقاء الرئيس علي ناصر وعن كل من كان بصحبتهم ؟!!!

إيماءة
كان عملاء السعودية وخاصة من مشائخ (شمال شماليين) يذهبون لزيارة القذافي وقبل وبعد الزيارة يزورن الرياض في الأولى يأخذون الإذن وفي الثانية يقدمون التقرير ويتقاسمون الحصة مع بعض المسؤولين السعوديين من طبقة الاستخبارات ، ولا أظن أن غير هذه الفئة من المجتمع اليمني يستطيع القيام بهذه المهمة المزدوجة ...

إيماءة أخرى ..
عندما قام الرئيس علي ناصر محمد بزيارة عُدت تاريخية إلى السعودية لتقديم العزاء بوفاة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر احيطت زيارته بهالة مفزعة من قبل نظام صالح الذي يعرف كل المرتبطين وكل الذين ليسوا على ارتباط بالسعودية وكيلت التهم والتهويمات الصحفية لناصر من قبل إعلام المؤتمر ، لقد كان ذلك تحدياً ، وعندما قام الرئيس علي ناصر بزيارة طهران لحضور مؤتمر الصحوة الإسلامية العام الماضي وألقى كلمة في المؤتمر استعرضت علاقاته الرسمية كرئيس سابق مع إيران وموقف اليمن الجنوبي من الثورة ومن الحصار الذي فرض عليها كما عرض كثير من القضايا الراهنة ، كان تحدياً آخراً ، ولكن هذه المرة كان لنظام صالح وللسعودية ولآل الأحمر ، وحتى لحلفه الجنوبي مع الرئيس حيدر العطاس ..