الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥١ مساءً

انه لمسعر حرب

طلعت الصلاحي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
من المؤسف جدا ان سياسة الغالبية من الناس اذا لم يتمكنوا من قضاء ماربهم واهدافهم المنشودة يلجؤون وبسرعة الى ايذاء الاخرين اما بالقاء اللوم والعتاب او بالتحريش او بالعنف المباشر او غير المباشر .سياسة طالما نهج نهجها العديد ممن تولوا زمام الامور في البلاد العربية وعلى الاخص في الجزيرة العربية التى اظهرت نماذجا من الفراعنة الشداد ومن عاد اخر في اليمن .
تهربا من الالتزامات ونقض للعهود الى التحريش بين الشباب واللقاء المشترك الى الزج بالبلاطجة في صفوف الشباب من ابناء اليمن لالحاق الاذي بانواعه بهم الذي ينتهي في الاخير الى القنص والاختطاف وفي الاخير ابناء اليمن كلهم قناصة ! لجأهذا المتشبث بحكم اليمن المنفرد به الذي انزل المن والسلوى على ابناء اليمن الى التلويح بالحرب الاهلية كاخر خيار ان لم يدعه الناس وشأنه ، فما مضت ايام الا واشعلها ودون خوف من احد لا ممن خلق ولا من خًَلقه ليجر بذلك البلاد الى اسواء ممن كانت عليه ليقال بعد ذلك : كان والله احسن من غيره! .

لقد تعود علي صالح في ادارة البلاد اليمنية الى خلق الازمات والثارات والنعرات الطائفية والقبلية والمناطقية بين ابناء شعبة وذلك كله لاجل بقائة ملكا على العرش ولا يهمه تلك الدماء والارواح التي تزهق هنا وهناك وعلى علم كامل بها وربما كان المخطط الاول لها ، تعود على اشعال نار الفتنة كما ظهرت جلية لمن لم يكن يعرف من ابناء الشعب اليمني الطيب في ثورة الشباب السلمية التي اظهرت خبايا هذا النظام واركان حزبة واضحت لا تخفى على احد الا على اصم او ابكم او من في قلبة وقر او طفل لا يعرف من امور الساسية شئ .
هكذا استطاع عاد اليمن ان يسعر الحرب ، وياله من مسعر حرب !!! يطلق النار ويطلب الاخرين بالتامل فقط وفي حال الرد عليه ممن لم يتعودوا السكوت عليه او بالاصح ممن عودهم ورباهم على مبدأ الثار والقتال من اجل شرف القبيلة وولاء الشيخ ، استاء وطالب بهدنة ووسطاء لحل المشكلة وايجاد حلول لقتلهم اثناء ذهابهم للوساطة وكأن المشكلة اتت من الخارج ولم تاتي من داره الملئ بالافاعي التي يرقص عليها والتي في الاخير ستلذعه ويتحقق القول الشائع لدى الناس (اخرة المحنش للحنش ).
فالى من لديهم ذرة من عقل والى اصحاب الحجى والالباب والى من لديهم شئ من احسان ويؤمنون بالدار الاخرة وبانهم ملاقوا الله الجبار ، ارفقوا بابناء هذا الشعب الطيب الذي ما عاش يوما دون هموم ومشاكل ولا تغرقوهم بين اصوات المدافع والطائرات وقذائف الهاون وسحائب الرشاشات المتوسطة والثقيلة ، ولا تنجروا وراء حرب اهلية اشعلها هذا الرجل ليطيح بما بقى من زرع اخضر نمى على خيفة وخفية منه ، دعوه يشتعل بالحرب التي اشعلها ولا تصبوا عليها البنزين لانه يفرح بالحرائق وتثبتوا واستعينوا بالله حتى يخرج عاد هذه الامة وانه لخارج منها وعن قريب ، فاذا خرجوا منها وصلحت النوايا وحسنت المقاصد واصبح الولاء لله ولرسوله وللوطن وغابت الانانية والمناطقية والحزبية فاننا ان شاء الله داخلون .