الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٤ صباحاً

لودرالعصية بابنائها..

يحي محمد جحاف
الثلاثاء ، ٢٩ مايو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
حاصر أنصار الشر ..... قبل أكثر من شهرين مدينة لودر بمحافظة أبين،لغرض السيطرة على هذه المدينة،وضمها إلى باقي ما يسيطرون عليه من مناطق في محافظة أبين.لكنهم عجزوا عن ذلك ولم يتمكنوا من السيطرة عليها برغم محاولاتهم المتكررة .لأنها وقفت عصية عليهم لما أبدوه أبنائها من شجاعة نادرة وأيمان واستبسال في وجوههم ضاربين أروع الأمثال في التضحية والفداء. برغم امتلاكهم أسلحة ثقيلة استولوا عليها في فترات متقطعة من المعارك مع القوات المسلحة. فوقفوا عاجزين أمام تلك الإرادة القوية ولم يستطيعوا تحقيق أي هدف على الأرض. والسبب،يعود أن أبناء هذه المديرية شكلوا من أوساطهم لجان دفاع شعبي وحملوا السلاح مدافعين عن أرضهم وعرضهم بتضحية واستبسال فانتصروا برغم قلة إمكانياتهم من العتاد والسلاح. أسلحة شخصية بسيطة يمتلكها البعض منهم قاوموا بها الدبابات والمدفعية وردوهم على أعقابهم خائبين!!. فماكان من انصارالشر إلا أن اتخذوا من جبل يسوف ذلك الجبل الواقع شرق مدينة لودر والذي يكاد يسيطر عليها من جميع الاتجاهات قاعدة رئيسية متقدمة ليجعلوا مدينة لودر مرمى يومي للقصف المدفعي العشوائي المتواصل؟؟ إلى جانب شن هجما ت مباغته،ونوعية في أكثر من اتجاه!!.نعم
لقد جعلته مقر رئيسي لقياداتها العسكرية ،الميدانية فترة بقائها فيه.وهنا قد يتسائل القارئ لماذا اختارت القاعدة جبل يسوف قاعدة لانطلاقها ؟! لأنها تدرك أكثر من غيرها أهمية المكان الإستراتيجية،واعتادت في تكتيكاتها العسكرية القتالية، أن تتخذ من الجبال الحصينة والكهوف والمغارات مخابئ للاحتماء من تلك الضربات الصاروخية والجوية الممثل بالطيران العسكري والقوات الصاروخية والتخفي حتى ليكونوا أهداف مكشوفة لتلك الضربات. لذلك ظل هذا الجبل من الركايز الإستراتيجية، لتنظيم القاعدة لممارسة أعمالهم الإجرامية،والسيطرة على شبكة الاتصالات البرية التي تربط الكثير من المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية وشل حركة الاتصال والتواصل وقرب المكان من قواعد الدعم القادم من مناطق مااسموها الأمارات الإسلامية الشرقية والشمالية والجنوبية!! وليتمكنوا تدريجيا من الزحف على بقية مدن الجنوب وفق مخطط أجرامي قائم على القتل والتدمير والتشريد كما حصل في مدينة جعار.لقدظل علم القاعدة يرفرف عاليا خفاقا فوق جبل بسوف ليراه القادم إلى المكان،والمار منه. حتى سقط أخيرا العلم والجبل معا،بيد أبناء مدينة لودر واللجان الشعبية وابنا القوات المسلحة،وذلك يوم الثلاثاء 15/5/2012م ورفع العلم الوطني مكانه من خلال الهجوم الذي نفذوه من محاور مختلفة وكبدو تلك الفلول الكثير من القتلى وفي المقابل سقط أعداد من الشهداء والجرحى.لكن تلك الفلول لم تيئس فأعادوا ترتيب أنفسهم بعد وصول الإمدادات البشرية والمادية القادمة أليهم من مناطق مختلفة معاودين الهجوم لاسترداد تلك المناطق المحررة وذلك يوم الأربعاء 16 /5 ،لكن خسائرهم الفادحة جعلتهم عاجزين عن إحراز أي هدف نتيجة صمود واصرارالقوات المسلحة واللجان الشعبية واستماتتهم في القتال الأمر الذي جعلهم يلوذوا بالفرار فكان صباح يوم الخميس 17/5/2012م .هوا النقطة الفاصلة في تاريخ هذه الجماعة وأخر مسمار في نعشها، في لودر. انها للحظة تاريخية مهمة صنعها اولئك المقاتلين ،و نقطة تحول في مسار تلك الفلول المارقة. التي كانت ترى في ذلك الجبل رمز بقائها أو أفوله ،وفقدانها لهذا الموقع الاستراتيجي الهام هو نهاية لذلك الحلم الكبير ،القائم على السيطرة على أبين والتمدد في اتجاهات أخرى!!، نظرا لموقعه الهام في قلب محافظة أبين وقربه من سلسلة جبال الكود وجبل ثرة الذي يعتبر ثاني جبال أبين ألاستراتيجي؟؟.
اليوم بات الجبل خالي من تلك العناصر الإجرامية ورفع فيه العلم الوطني بعدان ظل تحت سيطرة تلك العناصر المارقة بتضحيات نوعية من الجيش والجان الشعبية الذي استعادوه في معركة فاصلة شبيهه بتلك المعارك التي كانت تدور في جبال تورا بورا الأفغانية، وكانت بداية انهيار القاعدة أمام الضربات الجوية الموجعة ،من قوات الحلف الأطلسي !!معارك لن ينساها شباب لودر.الذين احتفلوا بهذه المناسبة يوم الخميس الماضي. بمدينة لودر هذا الاحتفال الذي جمع المواطنين واللجان الشعبية وابنا القوات المسلحة. بعد سقوط الجبل في معركة فاصلة قتل فيها عشرات من عناصر القاعدة، من جنسيات مختلفة صوماليون وباكستانيون وعرب!؟ وسقط من الشهداء من اللجان الشعبية اكثرمن62شهيدو350جريح تضحيات جسيمة قدموها أبناء لودر لكي ينعموا بالأمن والاستقرار وينعم معهم ذلك الجبل الذي حرم منه لأكثر من عام مضى..

لقد كان لهذا الانتصار عوامل مهدت للوصول إلى هذه اللحظة التاريخية منهاان الشباب من أبناء المديرية ظلوا مشاركين في القتال دفاعا عن مدينتهم باستمرار سوا كانوا بحوزتهم السلاح أم لا!!بل ظلوا إلى جانبهم كاحتياط بشري إذا أصيب اوقتل المسلح اخذ سلاحه الأخر وغطى المكان وواصل القتال فكان لذلك العمل جوانب معنوية ونفسية للمقاتلين وسجلوا بذلك نموذج فريد في التضحية والاستبسال.كما ظلت زغاريد النساء تدوي من فوق أسطح المنازل استبشارا بالنصر ودافعا قويا للمقاتلين للثبات والصمود،بالإضافة إلى الجوامع ألمسانده بالدعاء والابتهال والتضرع إلى الله بالنصر كل ذلك لما لحق بمدينتهم وناسها من أعمال إجرامية لقد ظلت هذه المدينة في مرمى نيران القاعدة المدفعي طول تلك الفترة التي ظلوا في ذلك الجبل المسيطر على المدينة.إذا ماهواالمطلوب من اللجان الشعبية بعد تحقيق هذا الانتصار.لابد ان يظلوا يقظين وحذرين مستمرين في وحدتهم وتماسكهم وسوف يسجل التاريخ هذا الرصيد في انصع صفحات التاريخ.أن هذه الملحمة البطولية الجسيمة ماهي الاامتدادلتاريخ حافل لهذه المديرية المناضلة التي قدمت خيرة رجالها في كل المنعطفات التاريخية والسياسية.وبهذه المناسبة لا يسعناالى أن نقول تحية للقائد المؤسس للجان الشعبية في لودر"توفيق علي منصور"حوس" الذي قاد المقاومة ودفع مقابل ذلك حياته..