الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٧ صباحاً

لو كنت اخوانيا لتركت الجماعة حالا

عبدالفتاح علوة
الثلاثاء ، ٢٩ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
حالة من الإحباط واليأس تفرض نفسها على الشارع المصري باعلان نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.... فالمصريون أمام خيارين أحلاهما مر، فإما العسكر والنظام السابق والعودة إلى ما قبل 25 يناير2011، برغم محاولات شفيق التلون والتمغنط والتكيف مع ظروف المرحلة الثورية، وإما الحالة الأكثر سوءا والأكثر ديكتاتورية وإرهابا أصحاب اللحى الكثة التي تواري تحتها ترسانات من مصفحات ومدرعات ودبابات الإرهاب والقمع الفكري....

فلم يستطع الإخوان أن يثبتوا للشارع المصري والعربي أنهم بديلا مناسبا، رغم أن الأخير كان قد سمح على مضض بإعطائهم فرصة، مع إدراك الجميع بتطابق ثقافتهم مع أفكار الأنظمة القمعية السابقة، ولعل ممارسات الجماعة خلال الأشهر القليلة الماضية التي هي عمر تواجدها في السلطة من استئثار وإقصاء وتهميش للآخرين والالتفاف على شركاء وشباب الثورة، خاصة في لجان مجلس الشعب وبالتحديد لجنة صياغة وإعداد الدستور قد أدى كل ذلك إلى تخوف المواطن المصري البسيط قبل النخب والمثقفين من سيطرة الإخوان على كل مفاصل الدولة، ويعلل ذلك سبب تراجع ناخبيهم إلى النصف تقريبا من الانتخابات التشريعية إلى انتخابات الرئاسة.

مواقف شباب الثورة والقوى السياسية الأخرى من دعوتهم لتلافي خطر انهيار الثورة رغم إدراك قوى الثورة بخطورة صعود شفيق للرئاسة ولكن ذلك لم يتحول إلى قناعة تامة بالذهاب إلى حدائق الإخوان فلم يعد شباب الثورة يثقون بصدق نوايا الإخوان خاصة وهم كانوا قد وعدوا بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية ثم نكثوا.

وان كان بعض الشباب قد أعلنوا جماعة " مضطرون " من اجل الحفاظ على الثورة فيما غيرهم يرون انه من الحماقة اختيار سيء نكاية بسيئ آخر، ولاختلاف درجات السوء بينهما، فهم يرون أن الإخوان سيستحوذون على كل شيء ويسخرونه لخدمة جماعتهم، ولن يصبح الفرق بينهم وبين من سبقهم إلا اختلاف الأسماء،ولعل ذلك يتضح بشكل جلي من خطاب مرسي الأخير بأنه سيدوس رقاب ناخبي شفيق بالأحذية، فأي رئيس وأي جماعة تنتظر المحروسة مصر؟!

مرات كثيرة يتجاهل ويتعالى إخواننا في هذه الجماعة عن النقد ويعتبرونه عداء، تماما مثلما كانت الأنظمة القمعية السابقة تفسره....

بكل تأكيد نحن نقترب من إعادة إنتاج نفس المشهد.