الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٨ صباحاً

اليمن وتعويذة عفريت سليمان

فايز القريحي
الاثنين ، ٢٨ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
اليمن بعبق تاريخها وتراثها البديع , وقراها على رؤس الجبال وأبنيتها العتيقة في صنعاء القديمة وشبام حضرموت ومعالمها الاسلامية في زبيد وتريم , ولغتها العربية الأصيلة ولهجاتها المختلفة والمتنوعة من أعالى جبالها وإلى أسفلِ سهولها وأطراف شطئانها , وتنوع كنوزها من بنِ نقي وعسلِ مصفى وزبيب طعيم وحجرٍ كريم , وتاريخٍ عريق منذ القدم من ولد آدم هابيل الذي نزل بأرض نود شرقي عدن , والملكة بلقيس التي أوتت من كل شيء وعرشها الذي وصفه الله تعالى في كتابه العظيم بأنه عظيم و وصفه الزمخشري وآخرون بأنه كان ثمانين ذراعاً في ثمانين وسمكه ثمانين، وكان من ذهب وفضة مكللاً بأنواع الجواهر، وكانت قوائمه من ياقوت أحمر وأخضر ودر وزمرد.

وتبع اليماني أسعد الكامل ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت واعرابهم في الطود وتهامة هو أول من كسى الكعبه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يراه وهو من أدخل اليهودية الصحيحة إلى اليمن والتي جعلتهم فيما بعد يأتون وفوداً إلى يثرب مهنئين ومعلنين إسلامهم .

والملك سيف بن ذي يزن هازم الأحباش الذي اتته وفود قريش مهنئين إلى صنعاء برأس غمدان قائلين له:

(واشرب هنيئا عليك التاج مرتفعا * في رأس غمدان دارا منك محلالا) وهو من بشر عبدالمطلب بن هاشم بحفيده مسارِراً له وقائلاً :( إذا ولد بتهامة غلام به علامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة).

واليمن السعيد بلاد المماليك والسلاطين , بلاد الفن والمغنى بلاد الشعر والارتجال بلاد الفصاحه والفطانة بلاد الجمال والعفه .واليمن السعيد هو البلد الذي استطاع أن يحافظ على الانسان اليمني القديم بطبعه وأصالته بلهجته ولبسه بدكانه وبناء بيته بالحجرِ والطوبِ والنقشِ والقمرية.

كل ماكتبته عن اليمن السعيد لن يدركه العالم ولن يراه كما تراه أعيننا إلا بتعويذة عفريت سليمان , ألا وهي تعويذة الإعلام القوي المتمكن الإعلام الذي يكون كالمرآة تعكس للعالم حضارتنا الزمردية , ففكو سحر اليمن بهذه التعويذه وابشرو بكل خير.