الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٨ صباحاً

يهود اليمن ثقافة وتاريخ يستحقون فرصة ومقعد

فايز القريحي
الأحد ، ٢٠ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
قبل الاسلام كان أهل اليمن يعتنقون اليهودية والمسلمين كانو يقرون بأن اليمن في ذاك الزمان كان على الديانة اليهودية الصحيحة لذلك استجابت القبائل لدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وأتو وفوداً إلى يثرب مهنئيين ومعلنيين اسلامهم في تلك الفترة

وضلت جذور الطائفة اليهودية التي لم تعتنق الاسلام حتى عصرنا هذا , وكانو يتواجدون في عدد من مناطق اليمن بين الوسط والشمال والجنوب , ولكن في آواخر الاربعينات من القرن المنصرم تمكنت الوكالة اليهودية من تنفيذ عملية بساط الريح لتهجير أبناء الطائفة اليهودية جواً وبحراً إلى اسرائيل عبر بوابة عدن حتى وصل عدد المهاجرين إلى خمسين ألفاً , فتقلصت أعداد اليهود في اليمن واصبحنا لا نكاد نراهم واذا رأيناهم لا نستطيع أن نميزهم إلا بزنانيرهم لأنهم يلبسون الزي التقليدي ويتحدثون باللهجة اليمنية حسب المنطقة التي يقطنونها ويسكنون الارياف التي ترعرعو بها هم واجدادهم ويملكون ثقافة غنية أخذت حيزاً من الثقافة اليمنية , وحتى ان عامة اليمنيين يستمعون إلى أغانيهم وأهازيجهم الشعرية وماتحويه من فخرٍ ببلدهم اليمن ,فما المانع إذاً من أن توفر الحكومة لهم مقعداً سياسياً استكمالاً لحقوقهم وانتمائهم الوطني واثباتاً لوجودهم وهذا لايتعارض أبدا مع مبادئ ديننا الحنيف , ويتم ذلك عبر دراسة هذا الشأن لإعطائهم المساحة السياسية التي تتناسب مع عددهم ووزنهم في المجتمع اليمني والهدف منه معرفة احتياجاتهم وطلباتهم وأيضاً أسوة ً بما فعله الإمام يحي حميد الدين عندما عين الحاخام سالم سعيد الجمل زعيما للطائفة اليهودية و مستشاراً له عنهم يبلغه بتظلماتهم وطلباتهم ويقدم له التقاريرالمطلوبة عنهم , وكان الامام يهتم بالحاخام الجمل مما جعل الجمل والطائفة اليهودية تبادله الاهتمام نفسه إلى جانب الطاعه والوفاء وهذا مافهمته من خلال قرائتي لكتاب موثق يتكلم عن يهود اليمن من تأليف د.كاميليا ابو الجبل والذي قرأته قبل سنة تقريبا. ُ

واسمحولي أن أقتبس لكم بعض مما جاء في مقال بعنوان (الطائفة والقبيلة وضمان الحقوق) للأخ ابراهيم القحطاني والذي قرأته قبل اسبوع وقال فيه:
(ولكن (دلوي) يرى بأنَّ حل الطائفية والقبلية هو الإحساس بالأمان وضمان الحقوق للجميع فالإنسان يلجأ إلى التحزب متى ما فقد الأمان وشعر بأنه مجبر على اللجوء إلى ركن يحميه، فحينها سيلجأ إلى أقرب ركن، سواء كان طائفية أو قبلية أو مناطقية، فضمان الحقوق هو خير محارب للآفات المجتمعية).

وأخيراً أقول إن يهود اليمن جزء من تاريخنا ولون من ألوان ثقافتنا ولا نستطيع الاستغناء عن أي لون من ألواننا كما هو الحال مع ألوان الطيف

وأختم قولي بقول الله تعالى
(( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون)) صدق الله العظيم

كتبت هذا المقال تزامناً مع طموح يهود اليمن بتمثيل سياسي بعد دخولهم برلمان الأطفال