الاربعاء ، ٠١ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٣ مساءً

لن ننساك يا فلسطين..

سمير الشرجبي
الاثنين ، ١٤ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٧:١٠ مساءً
منذ الطفولة المبكرة حين كنت صبياَ في العاشرة من العمر, مثل حنظلة الذي ترك فلسطين وغادرها ولم يعد بل وبقي في سن العاشرة ومازال حتى العودة لانه أقسم ان لا يتخلى عنها مهما صار.

صبياَ كنت يتسلل الى فناء مدرسة الزبيري في الحديدة في الرابع الابتدائي وجدت نفسي فدائيا منضبطاَ في فرقة مدرسية أطلق عليها فرقة (الفدائيين) أكيد سيتذكرها عاشقي الزمن الجميل ورفاق تلك المرحلة لعروسة البحر الاحمر , لاني انا ايضاَ مازلت اتذكرها أيام وما أجملها والكوفية الفلسطينية على كتفي وسلاح الكلاشنكوف الذي حملناها متنقلة بين ايدينا ومحمولة على أكتافنا واصواتنا ترتفع عاليةَ مرددين بصوت أناشيد الثورة الفلسطينية والكفاح المسلح نشيد فدائي... فدائي

فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود
فدائي فدائي فدائي يا شعبي يا شعب الخلود
بعزمي وناري وبركان ثاري
وأشواق دمي لأرضي وداري
صعدت الجبال وخضت النضال
قهرت المحال حطمت القيود
فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود
بعصف الرياح ونار السلاح
وإصرار شعبي لخوض الكفاح
فلسطين داري فلسطين ناري
فلسطين ثاري وأرض الصمود
فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود
بحق القسم تحت ظل العلم
بأرضي وشعبي ونار الألم
سأحيا فدائي وأمضي فدائي
وأقضي فدائي إلى أن أعود
فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود

مدربنا الذي لا اتذكر منه الا وقفته البطولية التي كنا نقلده فيها وصوته الجهوري بتعليماته القتالية التي كنا نحرص ان ننفذها ..مدربنا الاستاذ الشيباني الذي لا ادري اين هو اليوم وما كان مسار حياته ولكنه ترك فينا أثرا كبيراَ لحب فلسطين وحب التضحية والفداء من أجل فلسطين الحبيبة.

تلك الايام كانت اول تواصلي مع قضية الامة واول حب واول مشاعر تكتنفني وتسير في دمي لفلسطين العربية التي إحتلها الصهاينة بالتواطو مع قوى الاستعمار الغربي واعلنوا على ارضها دولتهم المشؤمة في 14 مايو 1948 .

اليوم وفي الذكرى 64 للنكبة وإحياء لحق العودة ورفضاَ للاحتلال والتقسيم أجد نفسي ملهيا مثل كل العرب في ربيعنا الذي طال واصبح شتاء تارة وخريفاَ تارات , نسينا قضيتنا الام وانهمكنا نعيش تفاصيل ثورتنا العربية من المحيط الهادر الى اليمن الثائر وفلسطين ترقبنا خوفاَ وتتمتم مع نفسها إلى اين سيذهب بنا هولاء ؟

هلي هي أيام وسنين تفصلنا من عودة للمقاتل الثائر القومي جمال عبدالناصر بعد حصار الفلوجة ليعلن ثورة يوليو المجيدة بعد أن شهد العجز في النصر في وجود الانظمة الفاسدة والاسلحة الفاسدة وقوى الاستعمار تفبع في بيوت الحكام العرب كما هي اليوم في مسابحهم وغرف نومهم؟

هل ثوراتنا بفصولها الاربعة يمكن ان تجعلنا نعيش مرحلة تحرر عربية جديدة ؟ ام مرحلة إستسلام على الطريقة الثورية الديموقراطية ؟

غابت فلسطين عن مشهدنا السياسي والفكري او كادت في الوقت الذي تتغول دولة الكيان الغاصب وتنهش في ارضنا كل يوم مستوطنات ومحو للذاكرة العربية وطمس للهوية وثوار فلسطين الذين عشقناهم يتقاتلون على كرسي الحكم في غزة وخدمة سيدهم في الضفة ولم يبقى إلا المقاومون الذين لا نستطيع ان نحرمهم من شرف المقاومة لانهم يقدمون ارواحهم ثمنا وقربانا لفلسطين وكذا اسرانا الذين نتذكرهم اليوم وهم يموتون كل يوم بصومهم المقاوم .

ثوارنا يعضون على نواجزهم حسرة وهم يرقبون سرق الثورات وهم يحتالون علينا وينهبون احلامنا من بين ايدينا , يتقاسمون دمائنا ويشربون كأس القهوة معها كي لا يثملوا خوفاَ على رفات الشهداء المسروقة من ان تستيقض فتغرس في قلوبهم خناجرها.

فلسطين عهداَ لن ننساك فقد تركت البندقية التي حملتها طقلا علامتها على كتفي لتذكرني كل يوم كم أنتي عزيزة علينا ولا يغنينا عنك إلا الموت.