الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٥ مساءً

حتى يفهم المؤتمر المبادرة

احمد رناح
الاربعاء ، ٠٢ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
المشكلة أحيانا تتعقد أكثر ويكون الحل معها مستحيلا ، وذلك عندما تجد أن أحد أقطابها لا يفهم ولا يعقل ، وتحاول أن تجد طريقة أو سيلة لكي تصل معه الى نقطة أن يفهم الحل الممكن والمتاح للمشكلة ، فاذا ما فهم هذه الوسيلة ، يكون الشيء الأكثر تعقيدا أنه لم يفهم كيف يطبق هذا الحل ، رغم وجود الوسائل والطرق المعينة على ذلك ، أما داهية الدواهي فهي عندما تتفاجأ بعدم رضاه بتطبيق هذه الوسيلة ، وهو من أيدها وارتضاها في البداية ، أسف عن الاسهاب والتعقيد الذي قرأتموه في السطور اعلاه ، لكن هذا هو ما يعانيه رعاة وداعمي المبادرة الخليجية كأمثال جمال بن عمر والزياني من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام ، كما أنني متأكد تماما أنهم سيقولون أن الشعب اليمني من أكثر الشعوب صبرا وتحملا ، وذلك لصبرنا وتحملنا خلال الفترة المنصرمة من حكم المخلوع ...

أقف متفاجأً تماما من أعضاء المؤتمر الشعبي العام ، ذلكم الحزب الذي أُسس على اقصاء الآخرين ، ونهب حقوقهم ، واختلاس أموالهم ، ذلك الحزب الذي يفهم لغة واحدة فقط ، وهي (كل شيء ملكي ) حتى وصل بهم الأمر الى تملك اليمن كاملا ، ولهم في رئيس حزبهم المثل الأعلى القائل لأعضاء حزبه ( أنتم ملكي وملك ابني من بعدي ) ولم يدرك المؤتمريون أن التملك والسيطرة المطلقة على كل شيء يسمى ديكتاتورية واستبدادية ، وأنها الباب الذي دخل منه الثوار الى عرش زعيمهم المخلوع ، وأسقطوه من عرشه .

رضي المؤتمر بالمبادرة الخليجية ، والتي تعني أشياء كثيرة لست بصدد ذكرها وشرحها هنا ، فالكل يعلم ذلك ، لكن ما أريد الحديث عنه ، هو أن المبادرة جاءت بطريقة 50 % للمؤتمر وحلفائه و 50 % للمشترك وشركائه ، والغريب أن المؤتمر لا يريد أن يتنازل للمشترك وشركائه عن حصتهم التي جاءت في المبادرة ، ولا يريدوننا أن نتذوق طعم النجاح في 50 % من ادارة البلد ، كل ذلك بسبب تلك المبادئ التي تشربوها ، المليئة بالعنصرية والاقصاء وعدم القبول بالآخرين ، ولا يعني هذا أنهم غير وطنيين ، كلا وألف كلا فهم وطنيين اكثر منا ولكن في وطن لا يتسع لغيرهم ولا يرون معهم فيه شريك .

أيها العقلاء في المؤتمر أخبروا الغير عقلاء في حزبكم ، أن الشعب رفضكم جملة وتفصيلا ، فجاءت المبادرة مفصلة لكم تفصيلا ، وارتضينا بأخف الضررين ، ولهذا يجب أن تعلموا أن 50 % تعني أن نصف الوزراء والسفراء والمدراء في كل محافظات ومديريات اليمن يجب أن يكونوا من المشترك وشركائه ، فوطنوا أنفسكم على قبول هذا ، وافهموا أن ثمة تغيير في اليمن قد حدث ، وأن الماضي لن يعود أبدا ، وأن البساط قد سحب من تحت أقدامكم بما كسبته أيديكم من ظلم للشعب والوطن .

كما يجب عليكم أن تثوروا وتنتفضوا ضد من جعلكم مسخرة للتاريخ والأمم ، وجعلكم ملك يمينه يتزعمكم ويورثكم بل ويوصي بكم لمن بعده ..

من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجرح بميت إيلام