السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٠ مساءً

عفواً يا بقايا الفساد !!

رائد محمد سيف
الخميس ، ٠٨ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
عفواً لكم يا كل الوزراء والمسئولين ، يا كل المنظرين والمحللين، يا كل السياسيين والإعلاميين، لن أستطيع بعد اليوم رؤية نفس وجوه الفساد التى ألفتها اكثر من ثلاثين عام ،عفوا يا كل الشرفاء والمهللين لقد خرج شباب الثورة الطاهرة من اجل تصحيح المسار ، من اجل اعطاء كل من يستحق ما يستحقه ،من اجل ايكال الامر لأهله.

عفواً لكم يا بقايا الفساد ،فهيهات أن تستمروا، هيهات أن تفوزوا، هيهات أن تحققوا أهدافكم أو تجدوا من يثق بكم ويتعاون معكم، وستستمر الثورة ليس فقط لإسقاط ما تبقى من النظام الفاسد بكافة رموزه الفاسدة، ولكن لمواجهة ما تبقى من هؤلاء المنافقين الأفاقين الذين لا يهمهم وطن ولا حق ولا عرض ولا كرامة ولا حرية بل فقط ، مصالحهم الشخصية ومناصبهم ومكاسبهم وليذهب الوطن وأمنه وأهله إلى الجحيم.

لم تقم الثورة لتبديل وجوه بوجوه، ولا لتبديل حكم بحكم، قامت الثورة لتبديل حكم فاسد بحكم شرعي مدني يكفل حقوق الشعب، والحكم الشرعي هو الذي يرضى عنه الناس، ويختارونه بمحض إرادتهم، ويُلقون إليه بالمقاليد طواعية، قادرين على محاسبته، ونزع هذه الشرعية عنه، بحسب عقد بينهم صاروا إليه برضاهم ، اجيراً مؤتمن على ما اتمنوه ، قامت الثورة لتغير نظام ديكتاتوري بنظام تعديدي وتكون فيه السلطات منفصلة بعضها عن بعض، ويشارك فيه المواطنون في تسيير شؤون البلاد .

قد نقبل الأحوال المؤقتة، والأوضاع الانتقالية، والهيئات الطارئة، والتصرفات الاستثنائية، ولكن لكل شيء غاية يبلغها، وأجلاً مسمى ينتهي إليه، ويبدأ السعي الجاد، والحركة الدائبة، بعد التخطيط المحكم، والإعداد الكافي، للوصول بالثورة إلى مقصدها، وتحقيق أهدافها.

قد يحتاج هذا العمل وقتًا؛ ولكن لا بد لنا أن نتيقّن أننا على الطريق الموصّل إلى المطلوب، لا على طريق آخر، وأننا نسير، لا متوقفون، ونسير بالسرعة الممكنة، لا بأبطأ منها.

ليس شعبنا بالسذاجة السياسية التي يتصورها بعض القوم هنا أو هناك أو هنالك، ولا أحوالنا معقدة مضطربة كما يحلو لبعض الأعين أن ترانا، ولا حالتنا مستعصية عسرة على المعالجة كما تُصور بعض الألسنة، وتحوك بعض الأيدي، ولا نحن شعب يعيش خارج الزمن، ويحيا مبتوت الجذور، ويمشي معصوب العينين، ولا نحن قوم نشذ عن باقي البشر في حب الحرية، والتطلع إلى النظام، والرغبة في العيش الكريم الذي يحقق فيه كل إنسان نفسه، غير متنافر لمجتمعه، ولا معاد لمحيطه.

نعم في طريقنا عقبات، ودون أهدافنا صعوبات، لا بد لنا أن نتخطاها ونذللها، بالمواجهة والإعداد والعمل والإصرار، فإنجاز هذه الثورة ككل الإنجازات الكبيرة المهمة، لا هو بالسهل الميسور، ولا هو بالمستحيل المتعذّر، ولكنه من قبيل الصعب الممكن.

عفواً لكم يا بقايا الفساد، لا مكان لكم الآن على تراب هذا الوطن الطاهر.. لا مكان لكم تحت أرضه، ولا تحت سمائه.. فهذا تراب الشرفاء .. هذه أرض الأطهار .. هذه سماء أنصار المجد والحرية والكرامة، وليس الذل والعبودية والقهر والاستعباد.