الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٨ مساءً

لو كنت الرئيس المنتخب (1) !

خالد محمد الكحلاني
الأحد ، ٠٤ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠١:٠٦ مساءً
اعلم ان المهام الملقاه على عاتق الرئيس المنتخب كبيره وجسيمه وان الأمال والطموحات التي يعلقها ابناء الشعب اليمني عليه عظيمه وان المسؤليه التي ابتلي بها والأمانه التي حملها تنؤ بحملها السماوات والأرض وكيف لا وهو الذي عليه ان يقود سفينة اليمن في رحلة خطيره غير مضمونة النتائج عبر ادغال وغابات كثيفه عليه ان يواجه فيها الثعابين والأفاعي التي ظل سلفه يرقص عليها ويراقصها طيلة 33 عاما لكنها في نهاية المطاف تمردت على الحاوي الذي يعزف لها لتخرج من جحورها مكشرة عن انيابها وتسقط الراقص على رؤسها والأن مطلوب من الرئيس الجديد لا ان يرقص على رؤؤس هذه الثعابين كسلفه ولا ان يرقصها بل المطلوب منه ان يقضي عليها والا فأنه لن يتمكن ابدا من اكمال الرحله وقيادة السفينه لأن هذه الثعابين قد تغولت واستأسدت وان لم يتمكن الرئيس الجديد بالتفويض الكبير والواسع الذي منحه الشعب من القضاء عليها فأنها هي التي ستقضي عليه ثم تقضي على الشعب اليمني والوطن بأكمله.

ومع حجم هذه المسؤليه الكبيره التي اشر ت اليها والتي من المؤكد ان الرئيس المنتخب حاليا غارق في التفكير فيها وكيفية حملها والنهوض بها فانه من غير المعقول انه سيجد الوقت الكافي للأطلاع على هذه المقاله ومتابعة الكثير من المقالات المشابهه لها والتي تمتلئ بها الصحف والمواقع الألكترونيه المختلفه حيث تحول الكثير من ابناء الشعب اليمني (وانا منهم) الى منظرين وناصحين وموجهين يحاولون ان يوصلوا رسائلهم الى الرئيس المنتخب ويعرضوا عليه افكارهم ومقترحاتهم في كيفية معالجة وحل مشاكل اليمن المختلفه واعتقد ان معظم هولاء صادقون في كتاباتهم يدفعهم الحماس والأمل ببناء اليمن الجديد بعدما ظلوا اعواما طويله فاقدي الأمل ان يأتي هذه اليوم واكاد ازعم ان هذه الكتابات والأفكار التي ترد من ابناء الشعب تشكل ثروه حقيقيه للرئيس لو حرص واهتم ان يطلع عليها ويحسن استثمارها وتوظيفها فهي تمثل نبض الشعب الصادق والبوصله التي ترشد الرئيس الى الطريق الصحيح وتدله على مكامن الخلل والخطاء.

وفي هذه المقاله سأطرح على الرئيس بعض المقترحات والأفكار والتي راودتني بعد مطالعتي للصحف الرسميه والحزبيه والمستقله والتي صدرت بعد اداء اليمين الدستوريه وتنصيب الرئيس رسميا كرئيس جديد لليمن حيث هالني وراعني ماوجدت من استمرار هذه الصحف في تبني نفس الممارسات المستفزه للشعب والتي ظلت تمارسها خلال حكم الرئيس السابق والمتمثله في التسابق على نشر اعلانات مدفوعه الأجر لمختلف الوزارات والمؤسسات والجهات الرسميه والشركات الحكوميه والخاصه بل وحتى اصدار ملاحق خاصه لهذه الأعلانات التي تحمل اسمى ايات التهاني والتبريكات بمناسبة انتخاب الرئيس الجديد والبدء باصباغ صفات التبجيل والتعظيم للمناظل الوطني الجسور والزعيم الفذ والمنقذ وغيرها من الصفات التي تكرس تقديس الزعماء وتحويلهم الى الهه وللأسف كلنا يعلم ان هذه الأعلانات ماهي الا وسيله بدأت بابتكارها بعض الصحف بهدف الربح ثم تحولت مع الزمن الى وسيله لأبتزاز قيادات هذه الجهات من قبل بعض ضعاف النفوس من الصحفيين حيث تقوم بعض الصحف دوريا في المناسبات الوطنيه والدينيه المختلفه بتنزيل هذه الأعلانات حتى بدون طلب من الجهه ومن ثم البدء في مطالبة تلك الجهات بتسديد الأجور الماليه لتلك الأعلانات واعتبار المماطلين او الرافضين للتسديد بأنهم غير موالين للرئيس ومع مرور السنين اصبحت هذه البدعه عاده وسنه سيئه انتشرت من القطاع الحكومي الى القطاع المختلط والخاص بل وحتى الأفراد والوجاهات والشخصيات العامه حيث اصبح المسؤلون فعلا يعتبرونها مناسبه للتسابق على اظهار الولاء والطاعه والحب للرئيس وتجديد العهد وغير ذلك من المسميات.

ومع تكرار ذلك المشهد في بداية عهد الرئيس الجديد روادني خاطري وسألت نفسي ماذا كنت سأفعل لو كنت انا الرئيس المنتخب؟؟ وكيف كنت سأتعامل مع هذه المواضيع؟؟ ثم تواردت افكار مختلفه حول التعامل مع مواضيع وقضايا اخرى فقررت ان اشارك القراء والرئيس الجديد هذه الأفكار والمقترحات علها تصل اليه ولو بالصدفه او بواسطة شخص ناصح وصادق واعلم ان بعض هذه المواضيع والنقاط التي اطرحها قد تبدو للبعض سطحيه وثانويه وربما حتى ساذجه بالمقارنه مع التحديات والمشاكل الكبرى التي تواجه اليمن والرئيس الجديد ولكن كلي يقين ان الكثير من هذه المواضيع الصغيره ظلت تكبر وتكبر وتكبر حتى تحولت الى افات يصعب التخلص منها وقديما قال الشاعر: ومعظم النار من مستصغر الشرر. فماذا كنت سأعمل لو كنت انا رئيسا للجمهوريه؟؟ وماهي اول الأجراءات والقرارات التي كنت سأصدرها ؟؟؟ هذا ما سأتناوله في الجزء الثاني من هذا المقال والله من وراء القصد.