الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢١ صباحاً

السماء والصالح..!

محمد محمود الشويع
الاربعاء ، ٢٩ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
لم يترك "عبد ربه" مجالاً للشك أن "صالح" باعتقاده الرب من السماء، في حفل دار الرئاسة قعد إلى جواره ووضع "خصومه السياسيين" موطئاً لقدميه،والجو في الميدان له طعمٌ مُر، قد ينفجر في وجه "عبد ربه" وقد تنتهي الأمور على خير؛ لو يدرك "عبد" أن "ربه" على خطأ وما ينبغي الذهاب إليه.

انكشفت سوءات "صالح" و بدى عارياً بفضل الشهداء في السماء، والشباب في الميدان، حينها لجأ "صالح" إلى "السماء" حاول محاولات مستميتة ستر نفسه بأوراق المبادرة وصُنع مئزر من أحزاب المعارضة، والسماء بدورها لم تبخل عليه فاختارت لخروجه طريقة عجيبة لم تخطر على بال شهيد أو جريح أو حي أخطأه الموت، قال أحدهم: "صالح" أعطى "الأحزاب" فسحة خلال حكمه؛ فكان الجزاء من جنس العمل..!

بعد حادثة "النهدين" بدى "صالح" ميتاً، ولكي يحيا الميت لابد من حي يموت نيابةً عنه، فافتدته السماء بذبحٍ "عزيز"، قال أحدهم: "اليوم ننجيك ببدنك..!"، لكن بدن "صالح" نجى والروح أيضاً،

"صالح" خدم السماء طويلاً، قدّم لها الأرض والإنسان قرباناً، والسماء وهبته "المبادرة والحصانة والحفل العظيم"، السماء تهوِّن على "صالح" وتجنّبه كآبة المنظر وسوء المنقلب، تعدُّ له الحفل، والتلفزيون الرسميّ، ويَكون "الخروج الآمن"، يُسلِّم "صالح" علم اليمن والثورة إلى "عبد ربه" وخطابُهما يكون أمام حاشيةٍ معتادةٍ على التصفيقِ والهتافِ، يخرجُ "صالح" بسيارته من دار الرئاسة أمام عدسات الكاميرات، ثم يشرد في أفقٍ ما،يتبادر إلى ذهنه طموح..، لا يزال يفكر في طريق العودة الآمن؛ فهل ستسارع السماء إلى تلبية شهوات "صالح" في العودة.

وبعيداً عن مصطلح "الخروج الآمن،والعودة لآمنة" المتداول بكثرة، تجري دماء الحرية في العروق ، تتساءل عن دماء الشهداء، تسأل عن الأم الثكلى، والأب المكلوم، والقصاص العادل،

من الحكمة أن يعرف الجميع أن أي تواطؤ في مسألة القصاص دعوة مبكرة إلى العنف.