الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً

إلى توكل كرمان بإختصار

علي السورقي
الاثنين ، ٢٧ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
إلى المناضلة والثائرة اليمنية توكل عبدالسلام كرمان رئيسة منظمة صحفيات بلا قيـود الحاصلة على
جائزة نوبل للسلام هاكِ تحية العروبة والإسلام .. تحية ثورية كما كان أن ينبـغي
عزيزتـي الأستاذة توكل إنطلقت الثـورة من أجل التغييـر .. التغيير بكل معانية وأبعاده الثورية والإخلاقية
والسياسية والإجتماعية كمنظومة ثورية متكاملة لا تتجـزء ولا تقبل أنصاف الحلول وأخماس التعاطي
في المبادئ ثورة كان شعـارها الشعب يريد إسقاط النظام
ومن هذا المنطلق ومن أجل التغييـر وتفاعلاً مع شعار الثورة إلتحقت جماهير الشعب التواقة للتغييـر
بركب الثورة وسجلت الحضور الحضاري مجسدة الفعل الثوري بسلوك سلمي وثقافة ثورية معاصرة

فكانت توكل كرمان حاضـرة في مسار الثورة الشبابية ومعها كل الأحرار النشامئ والحـرائر الماجــدات
بل كانت توكل تتصدر الفعل الثوري كيمنية ثائـرة رمت خلفها الأنتمـاء السياسي الحزبي وأنتمت لفترة
إلى الوطن .. عزيـزتي توكل حين أنبرت القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإكتـرونية بخبر حصولك على
جائرة نوبل للسلام أبتهـج الجماهير اليمنية في الداخل والخارج وإرتسمت الفرحة على محيى الجميع
حتى من كان في صف النظام لم يخفي إرتياحه لسبب واحد وهو أن توكل مواطنة يمنية بالنسبة للمعارض
ويمنية ثائـرة بالنسبة للثوار الجميع تفاخر وقلنا يومها فخراً لك وطني توكل وبكِ توكل تفاخر أخوات الرجال
وسيدات النساء في وطننا العربي الكبير من المحيط المغربي إلى الخليج العربي

بـإختصـار .. وربما للحقيقة سـراط مستقيم إن مال عنه الثائر بداً يقع في مطب الإنحدار ويتعثر بين تضاريس
الغـرور وهنا تكمن الخقيقة في وهن الإنكسار .؟؟ في هذه الأيام وخصوصاً بعد عودتك من رحلتك المكوكية
في دول إقليم الجوار وأمريكا والإتحاد الأوربي في مهمة كانت ضمن الأهداف الثورية والتي لم تتحقق مع
إلتماس العذر لك وللثوار والوطن الإعتذار منذُ العودة وإنطلاقاً من تلك اللحظة التي ترنحت في الركوع على
أرضية المطار اعتقد ويعتقد معي الكثيرون إن مسارك الثوري تعـرض للترويض وتحولت اهداف الثورة إلى زيارات
المسؤلين لك لن أقول في كوخك الرابظ في ساحة الإعتصام بل أقول إلتزماً أدبياً في خيمتك بساحتك التغيير
فكان الهدف الأول زيارة باسندوة والثاني إبن عمـر وهذان تحققان والحمد لله وبقى حسب تصريح لك هدف ثالث
هو زيارة خيمتك من قبل الرئيس المستفتى عليه عبدربه منصور وهذا تحول جدير بالتساؤل هل تحولت أهداف
الثورة يا عزيزتي وثائـرتنا من التغيير وإسقاط النظام وأدواته السياسية والأمنية كمنظومة إنتجت الفساد إلى زيارات
لمسؤلين هم جزء من ثقافة النظام مازال هذا الشعار يرسل ذبدباته الثورية إلى مسامعي من على منصة حفل
إستقبالك في مدينة شيفيلد البريطانية حيث تعلمين جيداً بأن الحضور لم حزبي بقدر ما كان ثوري ينتمي للوطن
ولن أُذكر القـارئ هنا بحماستك الثورية وخطابك الشعـاري الخالي من الرقي السياسي ولاداء اللُغوي ..؟

بـإختصار عزيزتي الأستاذة توكل بنت كرمان اقول لك ناصحاً وبلُغة ثائـر لا يقدس الأنظمة ولا يعظم الأشخاص
بقدر ما يؤمن بقدسية الوطن ويقدر دور العظماء منذُ عودتك قل مناصريك وكثر بحجم النفاق منافقيك وبمساحة
الحزبية مقدسيك .. تناقضت أرائك من التغيير وتعثرت خُطاكِ على مسار الثورة وتبدلت مواقفك من المبادرة إلى
المراهنة والتعويل على المباردة السياسية التي أنبرتي يوماً للقنوات الفضائية واصفة أياها بالمؤامرة وهى كذلك
تسارعت خُطاكِ على أرصفة الساسة وأسرعت خُحـى الهرولة وما كنتِ تعتقديه ونؤكد عليه نحن وكل ثائر في الداخل
والخارج مهـزلة أصبح في مفهومك مصلحة وتغليب رهانات المرحلة .. عجبـاً ..!! تلامك الإبتسامة العريضية في إنجاز
المهزلة حسب وصفك تشيرين بالسبابة والوسطى وتلبسين الإبهام ثوب اسود يقال له حبر بينما الثوار والثائرات
يمزجون الأكف بالثورية وينسجون عليها وعلى الصدور العارية والوجوه النيرة علم الوطن رائة التغيير لواء الثورة
تجرحين مشاعر الثوار بتصنيف الشهداء كوكبة .. نخبة .. خزبيون .. في المقدمة .. في الذروة .. وأخرون تابعون
دعي الحوثيون على شمالك لن نخوض بـثقافة .. عج .. وسياسة .. قم .. أما الحراك فهنا يكمن التوصيف ركاكةً
وتتجزء أحرفه ..!! الحراك السلمي في المحافاظات الجنوبية هو الطليعة الثورية وهو ملهم الثقافة الثورية بسلمية
مساره النضالي وثقافته المدنية المتحضـرة منهم سقط أول شهيد في ثورة التغيير سبقونا إلى الثورة هم من أول
من جسد على الواقع وصرخ صادعاً بكلمة لا ..؟ بينما نحن كنا نراواح بين الممكن ونعــم ..؟ الحراك السلمي الوحدوي
هم أول من ضحـى وأخر من لم يستفيد من سياسية المراوحة والرهانات وقافة التجزئة السياسية ومازلت دمائهم
تسفك حتى اللحظة حتى بعد تلك المهزلة التي أطربتي بها مسامعنا .. فلماذا الجحود في حق الصمود الحراكي ؟
بإختصار أستاذة توكل كوني كما كنتِ في الثورة .. في ساحة واشنطن .. في قاعة أكتاجون سنتر بمدينة شيفيلد
في كل محطات النضال .. ثقي بأننا نقدر دورك وليعلم المعاقون ممن يحاولون الدفاع عنك من النقد الإيجابي أنهم
إنما يخدعونك بل يوهمونك بالتقديس أثق تماماً بأنك في قرارة نفسك اللومة تدركين سر الحقيقة وتتجرعين الأملاءات
الحزبية مكـرهة أخية لا مستسلمة ..!! فليكن إنتماؤك للوطن كثائرة لايرقى مسارها الثوري عن مسار الثائرة
بشــرى المقطـرى .. ونادية مرعي .. وسحر غانم .. ومنال الأديمي وكل رموز الثائرة بل لا يرقي حتى على بائعة الخبر
في ساحات وميادين التغيير .. هاكذا يجب أن تكون الثائرة الحرة .. لا ترضى الإنكسار تحقر الإنهيار تقزم المساومات
فكوني كأنت لا تثقي بمن يمجدك لتصلي إلى كوخ الراهبات فلن يكون بديل لخيمة الثائرات ..؟

لسنا جاحدون بحق الثوار والثائرات أيها القادمون من فوهة الحزبية المنبطحون في زرائب التبعية الشخصية .. نحن مع
الحلول الواقعية التي تخرج الوطن من بين سندان الصراع ومطرقة الوصاية الأقليمية وتوجييهات السفارة الأمريكية
نحن مع التوافق من أجل التغييـر لا من أجل التبـرير والتنظيـر ..!! نحن مع الوطن لنبلسم حراحاته ونرقى بطموحاته

بـإختصـار الشهداء أكـرم منا جميعاً فهم شهداء الثورة وكفــر بحقهم التصنيف المناطقي والحزبي فهم من بذلوا الأرواح
وارخصـوا اغلى وأزكى الدماء الطاهرة في سبيل الحرية والتغييـر وكل منجز تحقق أو يتحقق محسوباً لهم .. هم ذاتهم
قُدسة أرواحهم فقد كان التغييـر هدفهم والسلمية سلاحهم والوطن ميدانهم .. أنت .. أنت وطني ..ّّ؟