الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٠ مساءً

انتخابات وقمامة..سمك، لبن، تمر هندي..!

محمد محمود الشويع
الاربعاء ، ١٥ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
بالأصل أنا مواطن صالح أصدّق كل ما يُقال في نشرات الأخبار، لذلك لم ألتفت أبداً إلى دعوات المقاطعة، سأشحذ صوتي بالرغم من كونه صار مبحوحاً من كثرة الصراخ: "الشعب يريد..، ارحل..! "، لكني لن أترك حقي الدستوري، صحيح أنه لم يحدث يوماًأن فاز من انتخبته..!!؛ إلا أن هذه الانتخابات فرصة مثالية لكسر نحس صوتي غير المحظوظ ، فالمشير عبد ربه سيفوز على كل حال، اليوم نحن على بُعد أيام قليلة من "العرس الانتخابي" إلا أن تزامن الدعاية الانتخابية وانتشار القمامة في آنٍ واحد هي حالة سريالية عجيبة، ينطبق عليها المثل المصري "سمك - لبن - تمر هندي" فأنا أخاف أن تتسبب القمامة في إغلاق "أبواب الانتخابات"، ويكون دخول وخروج الناخبين مسألة صعبة.

أنا ملتزم بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية إلى مابعد سنتين، لكني وددتُ لو أن هذه المبادرة منحتني صوتين للاقتراع وهذا ليس "اعتراض على المبادرة الخليجية التي تمشي على رقبتي الطيّعة" لكن ذلك من أجل إرضاء المشير عبد ربه بأحد الأصوات ، والصوت الآخر لأقول: لا للقمامة.

في هذه الانتخابات طريقة الاقتراع سهلة جدا، تشبه لعبة الأطفال، تستطيع اختيار مرشح واحد من بين مرشح واحد لتمنحه صوتك وأنت مغض العينين وبكل طمأنينة، بعيدا عن حيرة الاختيار كل ذلك من خلف ستارة قديمة- لا داعي لها - لتمارس حقك، وتخرج فخوراً بنفسك.

الحديث شهي عن الانتخابات ورائحة القمامة تسد العقول، بالتأكيد سيتحدث قوم عن علاقة الانتخابات بالأمن والأمان، والوحدة الجاذبة، ولابد أن يكون الجنوب حاضرا بقوة، كل هذا جميل ولطيف، ولكن القمامة مازالت تسيطر على الوضع كله وتتكوم يوماً بعد يوم.

توزّع منشورات الدولة المدنية وأكوام القمامة تتضاعف..، صاحب مشروع "الخلافة هي الحل" يوزع منشوراته جزء كبير منها إلى القمامة، أما صاحب حملة "ارحلوا من شوارعنا" لم يلملم بعد أكوام الحجارة من داخل مسجد النهدين.

الدعاية الانتخابية ليست صورة تعلق على الحائط فتسقط ثم تصير قمامة، كما أنها ليست صورة على برميل جوار عسكري بليد، الدعاية الانتخابية نظافة شوارع وعقول أيضا،
باختصار مفيد جل ما أتمناه 21 فبراير بلا قمامة.