الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٦ مساءً

من يحكم اليمن ؟؟

علي السيد
الأحد ، ١٢ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٢٣ مساءً
في ظل الثورة الشعبية والتحرك صوب التغيير والمطالبة بالحرية والخلاص من نظام ظالم وعميل ، يطفوا على السطح رجلا يهودي الأصل يمارس القمع والتسلط ويكشف عن وجه أمريكا الجديد التي تسعى من خلاله فرض الهيمنة الكاملة على اليمن .. وفي الوقت نفسه يلعب السفير الأمريكي الدور البارز في البلد فيحرص على الالتقاء بجميع الشخصيات القبلية والعسكرية والسياسية وغيرهم من شرائح الشعب اليمني ..

وكذلك باب السفارة الأمريكية أصبح مفتوحاً للجميع فترى الكثير ممن لهم علاقة وتيده بالأمريكان ومندوبها السامي يتوافدون إليها ويلتقون به ويتلقون منه التوجيهات ويشرعون في تنفيذها ..

فلم يكتفي السفير الأمريكي بالعمل في الخفاء بل تراه يعقد مؤتمرات ولقاءات خاصة وتستضيفه القنوات الفضائية وتجرى معه المقابلات الصحفية ويسأل عن الوضع في اليمن وما هي الحلول وكيفية التعامل مع كل حدث .. فما يثير الدهشة والاستغراب هي مقابلته الأخيرة في الفضائية اليمنية وهو يتحدث بكل ثقة عن وضع اليمن والمشاكل والحلول وكأنه من يحكم البلد فهو يعرف تفاصيل التفاصيل عن أكثر القضايا والأحداث في اليمن ..

من يتابع لمجريات الأحداث في اليمن يجد التدخل الأمريكي السافر في شؤوننا اليمنية وفي نفس الوقت يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة وعلى جميع الأصعدة المختلفة .. هنا يتجلى لنا كيمنيين أن أمريكا قد أعدت مشرع استعماري يسعون من خلاله فرض الهيمنة على اليمن برا وجوا وبحرا فالفرقاطات والقطع العسكرية التي ملئت بحرنا وشواطئنا بها هي خير دليل على ذلك المشروع فكان التواجد الدولي والإقليمي في بحارنا تحت ذريعة القرصنة وحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبعض الجزر اليمنية ..

وكذلك عندما راو أن بداية المشروع سيتنفذ ويمرر بشكل جيد ليساعدهم على أن يبدوا في الخطوة الأخرى وهي فرض الهيمنة على الجو بذريعة الطرود المفخخة وقصة النيجيري عمر الفاروق .. حينها قامت الدنيا ولم تقعد وان هناك خطر يهدد العالم ويهدد امن أمريكا فلابد أن نفرض الرقابة على المطارات المدنية والعسكرية وهذا ما حصل وبعد ذلك تسرح الطائرات الأمريكية بلا طيار في أجواء اليمن دون أن يعترض احد ولا يستنكر ذلك التدخل السافر والمهين ..

وبالتالي أمريكا ودول الاستكبار العالمي أمعنوا النظر في المضي قدما في التهيئة الكبيرة للمجتمع اليمني لكي يتقبلوا المحتل وأنهم أتوا لكي ينقذونا من الخطر .. وفي ظل هذه المؤامرات ترى النشاط ألاستخباراتي الأمريكي بشكل غير مسبوق فالمكاتب الرسمية التابعة لهذا الجهاز مفتوحة بمصراعيها في أكثر المحافظات اليمنية ويتابعون الأحداث والأخبار عن كثب وينقلون للبيت البيض وللساسة الأمريكيون كل شيء ..

الجدير بالذكر إننا وفي ظل الثورة الشعبية التي انتفضت على الظلم والطغيان وقال الشعب كلمته ارحلوا أيها الظالمون والعملاء .. ومن ثم يطالبون بحكومة مدنية وجيش حر وقيادة لا ترتهن للخارج ولا تقبل الوصاية الأمريكية الصهيونية على البلد ، نلاحظ وللأسف أن الكثيرين يسعون في الارتماء إلى أحضان الأمريكيين بل البعض يتفاخر ويتباهى بأنه ينسق أو يلتقي السفير الأمريكي يهودي الأصل ..

فهل يشرفنا كمسلمين بأن نسعى إلى ما نهى الله تعالى عنه في محكم كتابه الكريم قال تعالى "يأيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم "
كما أن أمريكا سارعت في تشغيل الخطوة التالية التي من خلالها ستسنح الفرصة لهم بأن يضروا من يريدون تحت ذريعة ما يسمى الإرهاب والقاعدة فهاهم اليوم يحركون هذا الملف وهذه اللعبة القذرة التي من خلالها احتلت أمريكا بعض البلدان العربية والإسلامية وتهيمن على الأخرى تحت هذه المبررات والأكاذيب المصطنعة التي استطاع اليهود وامتازوا بإتقانها والتلاعب بها وتقسيم الأدوار واختيار الممثلين بعناية مركزة لتفادي الأخطاء ويصورون للعالم أن هذا التنظيم المؤدلج بات يشكل خطرا كبيرا على العالم .. فلابد من الجميع مجابهة هذا التنظيم والاصطفاف مع أمريكا والدخول في الشراكة الفعلية لمحاربه عناصر الاستخبارات الأمريكية المسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ..

هنا نلحظ أن الكثير من مشائخ القبائل والقيادات السياسية وكذلك القيادات العسكرية البارزة كأمثال اللواء علي محسن الأحمر يلتقون بالسفير الأمريكي اليهودي الأصل باستمرار ويطلعوه على كل شيء وكأنه المعني بأمور البلاد والمتحكم بزمامها ..

هنا بعد كل هذه المؤامرات نتسأل من يحكم اليمن ؟؟!!
في المقابل الشريحة الوحيدة التي تصرخ في وجه المحتل وتقول بكل قوة وصخب متزايد لا للتدخلات الأجنبية ويقطعون كل السبل المؤدية إلى سفارة أمريكا في اليمن ويعلنون موقفهم بقوة وصراحة منقطعة النظير .. وفي الوقت نفسه يدينون كل ما تقوم به أمريكا وعملائها في اليمن ويستنكرون كل المواقف الصامتة من كل يمني حرا أبي يأبى الضيم ويغير على دينه ووطنه ويدعوا الجميع إلى الاصطفاف والوحدة لمجابة المحتل وطردة من بلادنا اليمنية .. ففعلا هذا موقفاً يشرفهم أمام الله يوم يلقوه فانا في هذا المقام لا مدح هؤلاء ولكن أنا عند متابعتي عن كثب لكل مجريات الأحداث اليمنية وتداعياتها فلم أجد أي طرف أو جهة تستنكر وتدين بكل صراح وقوة ما تمارسه أمريكا من فرض وهيمنة وتهيئة للاستعمار غير أبناء المناطق الشمالية الذي مورس بحقهم كل أنواع الظلم والتجبر من قبل النظام اليمني حيث شن عليهم الحرب تلو الحرب بمساندة دول الاستكبار وبعض دول الخليج ..

لا سيما الحرب الأخيرة "الحرب السادسة " الذي تدخل فيها النظام السعودي بعد أن فشل الجيش اليمني من حسم المعركة حينها تدخلت أمريكا ودخلت في الحرب السادسة وشنت طائراتها ألاف الغارات الجوية وقتل على أثرها ما يقارب ألف قتيل من المواطنين العزل ودمرت ألاف البيوت والمزارع .. وأصبحت تلك الناطق أطلال يخيم عليها حجم التدخل الأمريكي السعودي في الحرب حيث صبوا كل إمكانياتهم وسخروها في الحرب فالطائرات الاستطلاعية والأقمار الصناعية والطائرات الحربية الحديثة والقنابل التدميرية والمتطورة .. وغير ذلك من الإمكانات التي استخدموها في الحرب فكانت فعلا حربا بيولوجية متطورة من نوع أخر ..

ولكن هنا نرى صمود الحوثيين في تلك المعارك والحروب واستبسالهم الكبير والتضحيات الجسيمة التي قدموها دفاعا عن الدين والوطن وعن سيادة البلد واثبتوا للعالم أن أي قوة في هذا العالم لا تستطيع أن تركعهم وتستذلهم لأنهم يعرفون منه العدو الحقيقي .. ويحملون ثقافة قرآنية تجعلهم يستبسلون في ميادين الوغى وساحات الحرب والقتال مستمدين قوتهم من الله العزيز الجبار ..

وفي نفس الوقت عندما رفض أبناء المناطق الشمالية كل التدخلات والهيمنة الاستعمارية سارعت قوى الشر في إشعال فتيل المشاكل والصراعات في تلك المنطقة إمعاننا منهم في إشغال أبناء تلك المناطق وإغراقهم في المشاكل والفتن لكي يتسنى لأمريكا أن تدخل بسلام .. وان لا يسعى أبناء المناطق الشمالية في التحريض على أمريكا ودول الاستكبار العالمي ويوعون الشعب من الخطر القادم من تلك الفرقاطات والقطع العسكرية الأمريكية التي تكمن في البحر .. ومن ثم تسنح الفرصة لسفير أمريكا أن يعمل في جوا خالي من ناس وشعب واعي يدرك المخاطر ويسعى في إفشالها وفضحها للآخرين ..
الوضع في اليمن يسوء يوما بعد يوما لا سيما بعد التدخلات الأمريكية وفرض الهيمنة الاستعمارية على البلاد فهذا أصبح واضحا ولا يخفى على احد .. فلابد علينا كيمنيين أن نتحد ونكون يدا واحدة ونقف أمام المستعمر بقوة وصبر مستمدين القوة والعزم من الله الواحد الأحد ونسارع في كشف زيف هؤلاء الغزاة والمعتدين ..

فنعود إلى القرآن عودة صادقة ونجعله منهاجا لنا ونحييه في واقعنا العملي ونعد العدة ونجهز أنفسنا لمجابهة المحتل فعندئذ سننتصر على الأعداء ونلقنهم دروسا في الهزيمة ونذكرهم بأيام محمد رسول الله وانه خلف رجالا يأبون الضيم ويسارعون في التلبية الجهادية ضد المحتل والغاصب مهما قدمنا من تضحيات .. فأن قصرنا وتخذلنا فسيكون مصيرنا كالعراق وأفغانستان وباكستان وفلسطين وليبيا وغيرها من المناطق التي احتلها العدو ..