السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٤ صباحاً

سيناريو أمريكي جديد لإضرام الفتنة الطائفية في اليمن

علي السيد
الأحد ، ١١ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ٠١:٤٠ صباحاً
تحرك الشعب اليمني نحو التغيير والمطالبة بإسقاط النظام ومنظومته المتكاملة شأنه – شأن بقية الشعوب العربية والإسلامية الذين دأبوا في التحرك للتغيير والانتفاضة ضد الظالمين والعملاء .. ومن ثم خرج الشعب اليمني إلى شوارع المدن والمحافظات اليمنية ليهتفوا بصوت الحرية والخلاص من نظام ظالم عميل مستبد ظل ولا زال يمارس بحق أبناء شعبه كل أنواع القمع والتسلط والجبروت ..فلم يكتفي بذلك بل قام بإثخان القتل بحقهم وانتهج سياسة الكذب والزيف والكيل بمكيالين لما من شأنه البقاء في سدة الحكم ..

بالتالي تحرك الأمريكيون بكل جد وحفاوة في التأمر وكبح هذه الثورة المباركة ..فهذا بات واضح من تحركات سفيرهم "يهودي الأصل " مردوفا بجهاز الاستخبارات أسي إيه المنتشر بكثافة في اليمن والذي يعمل جاهدا في تمرير مؤامرات خبيثة تستهدف اليمنيين وثورتهم الشعبية المباركة لاسيما وان هذا الجهاز معروف لدى الجميع بأنه يصنع المكائد والمؤامرات الشيطانية جنبا إلى جنب مع النظام القائم في اليمن ..

ندرك جميعا أن السياسة التي تنتهجا الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاستكبار العالمي تجاه الشعوب العربية والإسلامية من نسيج للسيناريوهات والمشاريع الاستعمارية ..

لإضرام الفتن الطائفية والمذهبية بين المسلمين كما هو حاصل في العراق وأفغانستان وباكستان وفلسطين ولبنان وغيرها من الدول العربية والإسلامية .. وفي نفس الوقت استطاع الأمريكيون أن يسيطروا على ورقة الطائفية والمذهبية وأتقنوا التلاعب بها وتصديرها من دولة لأخرى لذكاء الفتنة بين الشعوب ومختلف مكوناتها وطبقاتها الفئوية ..
نتسأل هنا ما مصلحة أمريكا ودول الاستكبار العالمي في إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين ؟؟.. وهل أمريكا مستفيدة من هذا السيناريو في احتلال البلدان العربية والإسلامية ؟؟ ...

لابد أن يفهم ويعي كل مسلم أن الفتنة الطائفية إنما هي نتاج مخططات صهيونية أمريكية في استدراج المسلمين إلى مستنقع هذه الفتنة .. وتأجيج الصراع فيما بينهم وإدخالهم في أتون الحرب الطائفية والمذهبية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل .. وإنما المستفيد الأول والأخير هم أولئك المتربصين بالأمة الإسلامية ونبيها محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ..

ومن الملاحظ أيضا أن الاستخبارات الأمريكية في اليمن قامت مؤخرا بمحاولات عدة لعرقنة اليمن في نشر السيارات المفخخة .. وتفجيرها في الأماكن العامة التي يتواجد فيها اليمنيين سواء في الأسواق المكتظة بالناس وغيرها من الأماكن التي تنفجر فيها هذه السيارات المفخخة .. ومن ثم يقوم تنظيمهم المسمى "بالقاعدة " بالتبني لهذه العمليات ليصبغوا بعد ذلك النكهة الطائفية على مثل هذه المؤامرات .. حيث أن أبناء السنة قاموا بقتل الشيعة والتنكيل بهم لما من شأنه إشعال الحرب الطائفية في اليمن والدخول عبر هذه البوابة والمؤامرة الكبرى ..

في المقابل لم تستطيع أمريكا ولا استخباراتها في اليمن من الاستفادة من هذه المؤامرة لان أبناء الشعب اليمني المسلم يعي مثل هذه المؤامرات ومن يقف ورائها ومن يحيكها وينتجها ويقولبها في قالب الصراع المذهبي .. حيث أن اليمنيين يدركون حجم هذه المؤامرة وخطورتها عليهم فتحركوا في الاتجاه الصحيح وإلقاء التحذيرات للأمريكيين وتحميلهم المسؤولية لسفيرهم في اليمن وتورط جهاز الاستخبارات الأمريكية في مثل هذه الأعمال الشيطانية والخبيثة .. وأكدوا أنهم لن ينجروا إلى ما ترمي إليه أمريكا وتهدف له لأنه بفضل الله أصبح الشعب اليمني يعي ويدرك الخطورة الكاملة التي تكمن في التدخلات السافرة والغير مبررة في شؤون اليمنيين .. وفي نفس الوقت يدركون ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاستكبار العالمي من حشد قوات عسكرية ضخمة وكبيرة على الشواطئ اليمنية والبحار المحيطة باليمن .. فهناك مئات الفرقاطات والسفن العسكرية وحاملات الطائرات تقبع في البحر الأحمر وخليج عدن ..

فمن هنا تأتي المؤامرات والمكائد فالنظام في اليمن مكنهم من شواطئنا وجزرنا وكذلك من مطاراتنا ولم يكتفي بهذا وحسب بل شن الحروب الضروس على أبناء شعبة وجلدة في الشمال والجنوب إرضاء لأمريكا في سفك الدم اليمني .. فالحمدلله أن الشعب أدرك ذلك وتحرك الآن في الساحات الثورية ليسقط النظام وأزلامه ويسقط أيضا المشاريع التآمرية الأمريكية الصهيونية ..

فبعد أن فشل مشروع التفجيرات وانكشف للجميع أن أمريكا وجهازها ألاستخباراتي وراء هذه المؤامرة التي تستهدف اليمنيين ككل .. هنا غيروا الإستراتيجية والسيناريو في نسج مؤامرة كبيرة لا تستهدف اليمن فقط بل تستهدف المنطقة برمتها .. فدخلوا من بوابة المذهبية والطائفية ليذكوا الفتنة بين المسلمين ومن ثم يشعلوها ويسخرون إعلام كبير ليغذي هذه المؤامرة .. فالعراق أصبح مسرحا لهذا المشروع الشيطاني ومن ثم يريدوننا كيمنيين أن ننزلق في مستنقع الفتن الطائفية ونصبح كالعراق ونغرق في مثل هذه المؤامرة ونصبح بعد ذلك أدوات للأمريكيين يديروننا كما يشاءون ..
في ظل الثورة الشعبية وزخمها الكبير والمتزايد تحرك الأمريكيون في الالتفاف على الثورة وتقديم مبادرة عبر سفيرها في اليمن ليسلمها بعد ذلك للسفير السعودي ليلبسوها رداء خليجي لكي يتقبلها الشعب اليمني وينخرط فيها .. ولكن هنا حصحص الحق أن أمريكا تريد تغيير شكلي للنظام ومحاصصة الحقب الوزارية وترتيب الحكومة الجديدة وفق نظرهم ومصلحتهم ..

هنا تحرك جهاز استخبارات أمريكا في اختلاق مشاكل طائفية بين مكونات الثورة الشعبية لتحدث بعد ذلك صراعات طائفية ومن ثم يلهونا من المضي في صف واحد كالبنيان في الثورة الشعبية لإنجاحها وإسقاط النظام بكل مكوناته الفاسدة وكذلك المشاريع الأجنبية التآمرية ..

فما حصل في دماج خير دليل على إضرام الفتنة الطائفية في اليمن وإشغال مكونات الثورة عن المؤامرة التي تستهدف الثورة ونسيجها الاجتماعي بما يجرى في دماج من مؤامرات.. حيث أصبحت بؤرة وبوابة ومنفذ تدخل عبرها أمريكا وجهازها ألاستخباراتي لتغذية صراع مذهبي مصبوغ بالصبغة الأمريكية الصهيونية ..

في الأخير نقول للأمريكان ستفشل مؤامراتكم التي تحيكونها ضد اليمنيين وستحبط مشاريعكم بفضل الله وقوته لان اليمنيين يدركون تداعيات الصراع المذهبي والطائفي المقيت لأنهم لا يوجد لديهم عنصرية ونعرات طائفية فهم ينطلقوا من أسس أن الدين عند الله الإسلام فلكل مسلمين .. ومن ثم يسخرون كل وعيهم في الإعداد للعدو الذي يتربص بالأمة الإسلامية وينسج لها المشاريع الاستعمارية وإضرام الفتن فيما بينهم المتمثل في أمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار العالمي ..