الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٠ مساءً

من العطاس الى باسندوة انتبهوا!!

عارف الدوش
الاثنين ، ٠٦ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
• ما أشبه الليلة بالبارحة بين حكومة المهندس حيدر أبو بكر العطاس أول حكومة لدولة الوحدة وبين حكومة الأستاذ محمد سالم باسندوة الحالية. زمناً تجاوز العشرين عاماً بعامين لكن هناك تشابه كبير بينهما فمهمة الحكومتين الرئيسة واحدة هي إدارة مرحلة إنتقالية الأولى نظمتها " اتفاقية إعلان الجمهورية اليمنية" والثانية المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية" وكلا الحكومتين تتشابهان في تركيبتهما " التقاسم نصف بنصف" والجيش والأمن منقسم والثقة مهزوزة بين طرفين مما أدى سريعاً الى تحول العناق بينهما الى ممارسة الخناق بحسب تعبير الأستاذ أحمد محمد الحربي في الجزء الثاني من كتابة الحركة الوطنية والسياسة اليمنية – جذور الخناق وثمار العناق وقد أدى الخناق الى حرب صيف94 المشئومة ، التي دمرت البلاد وأحدثت شرخاً في الوحدة الوطنية و قضت على المشروع اليمني الحضاري " الوحدة اليمنية وبناء اليمن الجديد


• ما اشبه الليلة بالبارحة يقول الأستاذ احمد محمد الحربي في كتابه سالف الذكر صفحة" 617" انه تم " تعطيل برنامج الإصلاح الشامل الذي قدمه العطاس من خلال إطلاق حرية التصرف للقوى والمجاميع المستفيدة من الوضع المتعدد المراكز.. والنفوذ لخدمة التصرف الواحد .. ضمن مخطط محكم حلقاته.. بدأت سلسلة من العمليات الرامية الى تصعيد التوتر السياسي وتوسيع نطاق الإختلالات الأمنية وذلك بمزيد الإستهداف لقيادات الحزب الإشتراكي وكوادره وتصفيتهم جسديا .. بهدف شل قدرات الحزب في مختلف مراكز ومفاصل النظام وهيئاته وافشال مشروعه النهضوي عن طريق تقييد حركة التصرف وحجب أية صلاحيات عن قيادته في أهم هيئات السلطة والحكم كمقدمات لإلغاء دوره ومبررات وجوده كشريك في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية واغتياله بدم بارد".

• ما اشبه الليلة بالبارحة منذ توقيع المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني بالتقاسم وهناك اختلاق الأزمات تصريحات تتحدث عن اضطرابات أمنية وتصرفات تؤدي الى استنساخ القاعدة وتوزيع السلاح والسماح بالتسليح لعناصر مختارة من معسكرات الوحدات المسيطر عليها اقرباء الرئيس ثم يأتي التصعيد امنياً وعسكرياً بقصف مقر الفرقة الأولى مدرع والمحاولة الفاشلة لإغتيال وزير الإعلام الأستاذ علي العمراني واقتحام صحيفة الثورة وإيقاف إصدارها ثم الإستيلاء عليها وإصدارها بطاقم غير طاقمها بحجة أنها ألغت إضاءة الرئيس المنتهية ولايته وألغت مربع أهداف الثورة ، وفي اليوم الثاني يتم محاصرة صحيفة الجمهورية بتعز لنفس الغرض ، الإستيلاء عليها وما خفي كان أعظم كل ذلك بهدف إعلان التحدي لإرادة الناس بشكل صارخ وخارج مؤسسات الدولة والحكومة ومن خلال أشخاص يتم تحريضهم واستئجارهم للقيام بدور تخريبي وتحدي النظام والقانون .

• ما اشبه الليلة بالبارحة لقد بدأ واضحاً منذ وصول مسيرة الحياة الراجلة القادمة من تعز الى صنعاء وهناك مخطط لشل فعالية وزراء المعارضة المشاركين في حكومة الوفاق من خلال عدم قدرة وزير الداخلية عبد القادر قحطان الوفاء بالتزاماته بحماية المسيرة بل العكس تم الإعتداء عليها وقتل عدد من المشاركين فيها ، و نقرا ونسمع عن اعاقات ومحاولة افشال وزراء المعارضة في حكومة الوفاق، فليتذكر الجميع أن وزراء الإشتراكي في نصف حكومة العطاس استجابوا للفخ الذي رسمه لهم نصف الحكومة الأخر فعطلوا فعاليتهم وشلوا حركتهم وأصبحوا معزولين في مكاتبهم وإن تحركوا أو حاولوا فهم محاطون بمسئولين أدنى منهم من الطرف الأخر لا ينفذون توجيهاتهم أو يظللوهم وما سرى على الوزراء سرى على المحافظين وعلى كافة المسئولين في مختلف المستويات ومن كان يحقق بعض النجاح أو الإختراق تم ترهيبه أو ترغيبه فمن استجاب للترغيب ترك ومن رفض الترغيب جرى ترهيبه وحتى محاولة اغتياله واكتفى الحزب الإشتر اكي يومها وهو لديه نصف الحكومة ونصف الدولة ونصف الجيش اكتفى باصدار البيانات والإدانة وجرى اغتيال أكثر من 160 شخصاً من قياداته وكوادره وعندما الإستهداف للقيادة تنفيذاً لمخطط مرسوم بدأت الإعتكافات والأزمة وانتهت بحرب 94م المشئومة.

• ما اشبه الليلة بالبارحة فنحن اليوم في مرحلة انتقالية في حكومة باسندوة تتشابه كثيراً مع المرحلة الإنتقالية في حكومة العطاس ونشهد أعاقة عمل وزراء " المشترك" وتصعيد التوتر ومحاولات اغتيالات بدأت بوزير الإعلام و ستكثر، وصنع اضطربات أمنية في صنعاء والمحافظات بهدف إرباك حكومة الوفاق وشل فعاليتها وافشال الإنتخابات الرئاسة، وربما تفجير الوضع العسكري في العاصمة صنعاء والمحافظات والعودة الى المربع صفر للقضاء على المبادرة الخليجية ومحاولة فرض أمر واقع جديد، لكن المطلوب الإستفادة من أخطاء قيادة الإشتراكي في المرحلة الإنتقالية بعد تحقيق الوحدة والتصرف بحنكة وصرامة مع أي إختلالات أمنية أو تجاوزات للقانون والتعامل مع أي خروج على القانون بصرامة وردع قوي ومواجهة الإختلالات الأمنية سواء من قبل أجهزة وزارة الداخلية أو وحدات القوات المسلحة لكن ما يجري منذ الإعتداء على مسيرة الحياة الراجلة القادمة من تعز وحتى اقتحام صحيفة الثورة ومحاصرة صحيفة الجمهورية وما سيأتي لا ندري ماذا سيكون ، يؤكد أن هناك تراخي ولا مبالاة ، وهذا سيدفع الطرف الأخر للتمادي، ففي حكومة العطاس كانت المبررات للتراخي واللامبالاة، الخوف على الوحدة ومن أجل اليمن وفي حكومة باسندوة سيكون الخوف على الإنتخابات الرئاسية المبكرة وانتقال السلطة ، ونجاح المرحلة الأنتقالية الأولى والثانية ، وكله من أجل اليمن ، ولكن يا نصف الحكومة المحسوب على الثورة والساحات لماذا أنتم وحدكم فقط من يراعي ويتحمل وربما يقتل من اجل اليمن ومن أجل نجاح المرحلة الإنتقالية الأولى والثانية ؟! لا تكرروا أخطاء المرحلة الإنتقالية في حكومة العطاس ، فمن لطمك بالخد الأيمن وأدرت له الخد الإيسر سيلطمك بالخد الإيسر ثم سيكسر رجلك ثم سيدفنك حياً فأفضل حل هو من لطمك بالخد الأيمن الطمه بالخد الإيسر ومن كسر رجلك اليسرى اكسر رجله اليمنى واليمن لازم نخاف عليها كلنا لآننا كلنا نعيش فيها كلنا، والمفروض كلنا يجب علينا ان نحرص على نجاح المرحلة الإنتقالية والأنتخابات الرئاسية المبكرة لإن في ذلك مصلحة للجميع ولا تركنوا على العالم الخارجي فهو دائماً مع من يفرض أماراً واقعاً، وتذكروا ان اجتماع دول اعلان دمشق كانت ستعترف بدولة الجنوب عام 94م لكن فرض أمر واقع على الأرض أفشل ذلك ، والله من وراء القصد ، اللهم فأشهد اللهم أني بلغت
ــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة الناس : 6 فبراير 2012م : العدد 583