السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٧ مساءً

بدلا من مهاجمة الماوري .. لما لا يحصن الصف الجنوبي ؟

محمد بن ماضي
الخميس ، ٠٢ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٥٨ مساءً
انهالت المقالات المتشنجة ضد الكاتب المتألق منير الماوري الذي تناول في آخر مقالاته العلاقة التبعية بين بلاد حضرموت وبقية الأصقاع الجنوبية .. وقد تعمد الماوري في كتاباته نكأ الجراح التي يتعامى قادة الفكر الحراكي عن مراجعتها وإيجاد الحلول اللازمة لمعالجتها .. ولعل هذا الإهمال المتعمد والهروب الدائم قد تركها عرضة للتيارات السياسية من خارج الجنوب لتستخدمها بهدف زعزعة الموقف السياسي الجنوبي .. وقد كان من ابرز ما حذرنا منه منظرو القضية الجنوبية الأفاضل أن الماوري بمقالاته تلك إنما يعمل على شق وحدة الصف الجنوبي !!

أتراه هش لدرجة أن كاتب مثل الماوري يستطيع تدمير وحدة الصف الجنوبي بمقالين أو ثلاثة ؟

لماذا نخشى على صفنا الجنوبي لهذا القدر من مجرد قلم ؟

إن قادة الفكر الحراكي يعلمون جيدا أن الحراك مفكك جدا على الصعيد التنظيري ولا يملك أية ملامح واضحة كمشروع دولة مستقبلي بل أن باطن القضية يحتوي على العشرات من الملفات القديمة والحديثة والشائكة والتي لم تعطى حقها من الاهتمام ..

بدلا من العويل والصياح من ألم الكلمات التي يصعقكم بها قلم الأستاذ منير الماوري بشكل دوري .. لماذا لا يحصن الصف الجنوبي بلقاح يعصمه من أية انقسامات او مخاوف أخرى مستقبلا ؟

لقد تطرق الدكتور عبدالله سعيد با حاج في الندوة التي أقامتها جبهة إنقاذ حضرموت في السادس عشر من يناير 2012 تحت عنوان (حضرموت
بين أزمات الحاضر وخيارات المستقبل ) وبثتها قناة عدن لايف والتي حضرها عدد من كبار قادة المشروع الحراكي إلى الكثير من النقاط الهامة التي من شأنها صد أي مشروع يعمل على شق الصف الجنوبي فقال : (إننا في جبهة إنقاذ حضرموت مع فك الارتباط ، ولكن على أن يمنح شعب حضرموت حق تقرير المصير بموجب نص دستوري يدرج في دستور دولة الجنوب القادمة إن شاء الله تعالى، وذلك في أن يختار شعب حضرموت نظام الحكم الذي يرتضيه ويقبل به على أراضيه ، ويتم ذلك من خلال استفتاء شعبي حر ونزيه يشارك فيه حضارمة الوطن والمهجر، وبإشراف دولي وإقليمي مناسب ومقبول من قبل الحضارمة ) .

لا شك أعزائي القراء أن إدراج نص كهذا في فقرة مستقلة من فقرات الدستور القادم سيكون لها مفعول البنسلين في صد أي محاولات حالية أو مستقبلية من خارج الجنوب أو داخله تعمل على استغلال الحجم الحضاري والتاريخي الكبير لمحافظة حضرموت لإثارته ضد بقية مكونات الصف الجنوبي وزع الفتنة بينهم وسيعمل هذا الإقرار بحق تقرير المصير لحضرموت دستوريا على تحصين مجتمعنا من هذه المخاوف ..

أيها السادة إننا عرضة لهذه المحاولات والفتن إن عاجلا أو آجلا في ضل هذه الضبابية وعدم الوضوح الذي نلاقيه من قادة المشروع الحراكي ..

لذلك فإننا ندعو منظرو الفكر الحراكي للعمل على الأخذ بتوصيات الدكتور عبدالله سعيد با حاج التي لم يقلها إلا حرصا على وحدة الصف وحرصا على عدم تفويت الفرصة السانحة لفك الارتباط التي لا نثق بأنها قد تتأتى مرة أخرى .. وأننا كأفراد من المجتمع الحضرمي لا زالت ذاكرتنا تزخر بعشرات القصص والأمثلة عن حجم الغبن الذي وقعت فيه بلادنا وشعبنا منذ 1967 وحتى 1990 م بل إننا عرضة لأية مقالات قد يطلقها غير الماوري في المستقبل القريب .. إذا لم نحصل على بنسبلين تقرير المصير ..