• نشرت الصفحة الثانية لثورة التغيير في اليمن على الفيس بوك في 8 يناير 2012م صورة لراشد الغنوشي مؤسس حزب النهضة التونسي وهو يقف في الطابور مع تونسيين من الجنسين في مطار قرطاج بتونس وتصادف وجود صحفي في المطار فالتقط الصورة ووزعها دون علم الغنوشي بذلك، الأمر قد يكون عادياً في تونس أو المغرب أو مصر أو أي دولة أخرى ، لكنه ليس عادياً في اليمن لأننا تطبعنا بثقافة ومفاهيم متخلفة فيها نوع من همجيات القرون الوسطى ونخيط وهيلمان المرحلة الماضية التي ستنتهي إن شاء الله في 21 فبراير القادم لتبدأ مرحلة جديدة يرأس فيها اليمن الجديد عبد ربه منصور هادي الرئيس التوافقي الذي اختارته كل القوى السياسية لإخراج اليمن من أتون فتنة وحرب أهلية والاتجاه بها صوب الدولة المدنية الحديثة، بدل التهديد بالحرب الأهلية والصوملة والحرب من طاقة لطاقة وبأحداث يناير جديدة في صنعاء وتعز والحديدة وغيرها من مناطق اليمن كما سمعناها مراراً وتكراراً.
• ما علينا من تذكر الماضي فنحن على مقربة من يوم الـ 21 من فبراير القادم، وعلينا أن نفكر بالمستقبل وكيف نبني اليمن الجديد ، يمن الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة ، وأضع تحت الحديثة ثلاثة خطوط حمر من أجل أن يعي الكثيرون من تيارات وجماعات وافراد بعض القوى السياسية في الساحة اليمنية ان الدولة المدنية التي يريدها ابناء اليمن هي الدولة الحديثة لا مجال فيها للفتن ولا لاحتكار" الفهم أو التمدن والحداثة أو احتكار الدين والتدين" فكلنا مسلمون مسالمون مالم يبد الكفر البواح ظاهراً لا لبس فيه من أحدنا ولا يمكن ان يكون فينا من يفعل ذلك.
• نعود إلى صورة راشد الغنوشي التي نشرت وهو في طابور مطار قرطاج التونسي ، التي أعادت إلى ذهني الكثير من مواقف التواضع التي سمعتها ورأيت بعضاً منها لقادة دولة الجنوب السابقة ، أقول أعادت تلك الصورة إلى ذهني مواقف التواضع والبساطة لقادة عظام لدولة الجنوب السابقة سمعتها أو شاهدت بعضاً منها فقد كان سالم ربيع علي " سالمين" قائدا متواضعاً ينزل إلى الأسواق مع الناس ويقوم بزيارات مفاجئة كمواطن وإنسان إلى الشوارع والأسواق ويسأل عن بيوت المسئولين ويفاجئهم بزيارات ويسأل عنهم في " حاراتهم " وهذا عبد الفتاح اسماعيل " فتاح" كان يتجول بسيارته المتواضعة وسائقه بين الناس بدون حراسات ولا هيلمان يزور الأصدقاء والشوارع ويستقبل الشعراء والكتاب وبيته مفتوح للجميع بتواضع قل أن تجده في زعيم آخر ، وكان صالح منصر السيلي ينزل إلى الشوارع والى شاطىء البحر ويلعب " اوراق البطة" مع أصدقائه بدون حراسات ولا هيلمان ، وايضاً الزعيم اليمني الذي بكت عليه الجماهير اليمنية في الشمال والجنوب إبراهيم الحمدي كان يتجول ويزور العديد من المرافق بسيارته المتواضعة" فلكس واجن" بدون حراسات ولا نخيط ، وهناك نماذج لقادة جماهيريين أمثال يوسف الشحاري الذي كان يتجول في شوارع صنعاء بلباس متواضع ويرد التحية على من يهديه السلام سواء كان يعرفه أو لا يعرفه وكذلك المثقف الوحدوي المتواضع الأستاذ عمر الجاوي و من لا يعرف تواضعه وما نزوله من منصة مهرجان ثقافي في حوطة لحج إلى بين الناس في الساحة بين الشمس المحرقة إلا ليقف إلى جوار أخيه والناس بين حر الشمس في اصدق تعبير عن التواضع وحب الناس وسمعت عن مواقف تواضع واحترام للنظام والقانون للشهيدين يحيى المتوكل وعبده محمد المخلافي ، ومن ذكرتهم سابقاً رحمة الله عليهم أجمعين كانوا زعماء وقادة سياسيين سجلوا نماذج القدوة في سلوكهم .
• ولأن اليمنيين كانوا قد غيبوا بفعل تعمد السلطات الحاكمة - والناس على دين ملوكهم - قيم التواضع واحترام النظام والقانون وتسجيل نماذج القدوة منذ 33 عاماً فعليهم اليوم إعادة مثل هذه القيم وإعلاء شأنها ولهذا فنحن في اليمن الجديد الذي رفع شعاره شباب الثورة السلمية في كل ساحات الحرية والتغيير " الشعب يريد بناء يمن جديد" فنحن محتاجون إلى أكثر من راشد الغنوشي فأين قادة العمل السياسي في بلادنا من القيم التي سجلها الغنوشي بوقوفه في الطابور في مطار قرطاج التونسي؟، هل يمكن ان نشاهد قادة العمل السياسي والجماهيري والمجتمع المدني والزعماء في بلادنا في طابور مع الناس بدون حراسات ولا اعلام مثل الغنوشي ، وبدون سرد اسماء فهناك قادة وسياسيون يسيرون مدججين بالسلاح وطابور سيارات من المرافقين نتمنى أن يتغيروا فما هم فيه عادات اكتسبوها من المرحلة الماضية فسيتغيرون بقوة العادة وبوجود نماذج القدوة أمثال الغنوشي، ونريد أن تصبح المواكب والمرافقون والهيلمان والنخيط سلوكاً مستهجناً في اليمن الجديد، ألم أقل لكم اننا نحتاج إلى أكثر من راشد الغنوشي في اليمن، فهل ممكن ذلك؟ أعتقد أنه ممكن إذا وجدت نماذج القدوة فنحن اليمانيون من قال فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية" أو كما قال صلى الله عليه وأله وسلم وصلوا على النبي أثابكم الله.