الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٢ مساءً

نريد أكثر من راشد الغنوشي في اليمن

عارف الدوش
الاربعاء ، ٢٥ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
• ‬نشرت الصفحة الثانية لثورة التغيير في‮ ‬اليمن على الفيس بوك في‮ ‬8‮ ‬يناير‮ ‬2012م صورة لراشد الغنوشي‮ ‬مؤسس حزب النهضة التونسي‮ ‬وهو‮ ‬يقف في‮ ‬الطابور مع تونسيين من الجنسين في‮ ‬مطار قرطاج‮ ‬بتونس وتصادف وجود صحفي‮ ‬في‮ ‬المطار فالتقط الصورة ووزعها دون علم الغنوشي‮ ‬بذلك،‮ ‬الأمر قد‮ ‬يكون عادياً‮ ‬في‮ ‬تونس أو المغرب أو مصر أو أي‮ ‬دولة أخرى‮ ‬،‮ ‬لكنه ليس عادياً‮ ‬في‮ ‬اليمن لأننا تطبعنا بثقافة ومفاهيم متخلفة فيها نوع من همجيات القرون الوسطى ونخيط وهيلمان المرحلة الماضية التي‮ ‬ستنتهي‮ ‬إن شاء الله في‮ ‬21‮ ‬فبراير القادم لتبدأ مرحلة جديدة‮ ‬يرأس فيها اليمن الجديد عبد ربه منصور هادي‮ ‬الرئيس التوافقي‮ ‬الذي‮ ‬اختارته كل القوى السياسية لإخراج اليمن من أتون فتنة وحرب‮ ‬أهلية والاتجاه بها صوب الدولة المدنية الحديثة،‮ ‬بدل التهديد بالحرب الأهلية والصوملة والحرب من طاقة لطاقة وبأحداث‮ ‬يناير جديدة في‮ ‬صنعاء وتعز والحديدة وغيرها من مناطق اليمن‮ ‬كما سمعناها مراراً‮ ‬وتكراراً‮.

• ‬ما علينا من تذكر الماضي‮ ‬فنحن على‮ ‬مقربة من‮ ‬يوم‮ ‬الـ‮ ‬21‮ ‬من فبراير القادم،‮ ‬وعلينا أن نفكر بالمستقبل وكيف نبني‮ ‬اليمن الجديد‮ ‬،‮ ‬يمن الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة‮ ‬،‮ ‬وأضع تحت الحديثة ثلاثة خطوط حمر من أجل أن‮ ‬يعي‮ ‬الكثيرون من تيارات وجماعات وافراد بعض القوى السياسية في‮ ‬الساحة اليمنية ان الدولة المدنية التي‮ ‬يريدها ابناء اليمن‮ ‬هي‮ ‬الدولة الحديثة لا مجال فيها للفتن ولا لاحتكار‮" ‬الفهم أو التمدن والحداثة‮ ‬أو احتكار الدين والتدين‮" ‬فكلنا مسلمون مسالمون مالم‮ ‬يبد الكفر البواح ظاهراً‮ ‬لا لبس فيه من أحدنا ولا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يكون فينا من‮ ‬يفعل ذلك‮.

• ‬نعود إلى صورة راشد الغنوشي‮ ‬التي‮ ‬نشرت وهو في‮ ‬طابور مطار قرطاج التونسي‮ ‬،‮ ‬التي‮ ‬أعادت إلى ذهني‮ ‬الكثير من مواقف التواضع التي‮ ‬سمعتها ورأيت بعضاً‮ ‬منها لقادة دولة الجنوب السابقة‮ ‬،‮ ‬أقول أعادت تلك الصورة إلى ذهني‮ ‬مواقف التواضع والبساطة لقادة عظام‮ ‬لدولة الجنوب‮ ‬السابقة سمعتها أو شاهدت بعضاً‮ ‬منها‮ ‬فقد كان سالم ربيع علي‮ " ‬سالمين‮" ‬قائدا متواضعاً‮ ‬ينزل إلى‮ ‬الأسواق مع الناس ويقوم بزيارات مفاجئة كمواطن وإنسان إلى الشوارع والأسواق ويسأل عن بيوت المسئولين ويفاجئهم بزيارات ويسأل عنهم في‮ " ‬حاراتهم‮ " ‬وهذا عبد الفتاح اسماعيل‮ " ‬فتاح‮" ‬كان‮ ‬يتجول بسيارته المتواضعة وسائقه بين الناس بدون حراسات ولا هيلمان‮ ‬يزور الأصدقاء والشوارع‮ ‬ويستقبل الشعراء والكتاب وبيته مفتوح للجميع بتواضع قل أن تجده في‮ ‬زعيم آخر‮ ‬،‮ ‬وكان صالح منصر السيلي‮ ‬ينزل إلى الشوارع والى شاطىء البحر ويلعب‮ " ‬اوراق البطة‮" ‬مع‮ ‬أصدقائه‮ ‬بدون حراسات ولا هيلمان‮ ‬،‮ ‬وايضاً‮ ‬الزعيم اليمني‮ ‬الذي‮ ‬بكت عليه الجماهير اليمنية في‮ ‬الشمال والجنوب‮ ‬إبراهيم الحمدي‮ ‬كان‮ ‬يتجول ويزور العديد من المرافق بسيارته المتواضعة‮" ‬فلكس واجن‮" ‬بدون حراسات ولا نخيط‮ ‬،‮ ‬وهناك نماذج لقادة جماهيريين أمثال‮ ‬يوسف الشحاري‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يتجول في‮ ‬شوارع صنعاء بلباس متواضع ويرد التحية على من‮ ‬يهديه السلام‮ ‬سواء كان‮ ‬يعرفه أو لا‮ ‬يعرفه وكذلك المثقف الوحدوي‮ ‬المتواضع الأستاذ عمر الجاوي‮ ‬و من لا‮ ‬يعرف تواضعه وما نزوله من منصة مهرجان ثقافي‮ ‬في‮ ‬حوطة لحج إلى بين الناس في‮ ‬الساحة‮ ‬بين الشمس المحرقة‮ ‬إلا ليقف إلى جوار أخيه والناس‮ ‬بين حر الشمس في‮ ‬اصدق تعبير عن التواضع وحب الناس وسمعت عن مواقف تواضع واحترام للنظام والقانون للشهيدين‮ ‬يحيى المتوكل وعبده محمد المخلافي‮ ‬،‮ ‬ومن ذكرتهم سابقاً‮ ‬رحمة الله عليهم أجمعين‮ ‬كانوا زعماء وقادة سياسيين سجلوا نماذج القدوة في‮ ‬سلوكهم‮ .

• ‬ولأن اليمنيين كانوا قد‮ ‬غيبوا بفعل تعمد السلطات الحاكمة‮ - ‬والناس على دين ملوكهم‮ - ‬قيم التواضع واحترام النظام والقانون وتسجيل نماذج القدوة منذ‮ ‬33‮ ‬عاماً‮ ‬فعليهم اليوم إعادة مثل هذه القيم وإعلاء شأنها ولهذا فنحن في‮ ‬اليمن الجديد‮ ‬الذي‮ ‬رفع شعاره شباب الثورة السلمية في‮ ‬كل ساحات الحرية والتغيير‮ " ‬الشعب‮ ‬يريد بناء‮ ‬يمن جديد‮" ‬فنحن محتاجون إلى أكثر من راشد الغنوشي‮ ‬فأين قادة العمل السياسي‮ ‬في‮ ‬بلادنا من القيم التي‮ ‬سجلها الغنوشي‮ ‬بوقوفه في‮ ‬الطابور في‮ ‬مطار قرطاج التونسي؟،‮ ‬هل‮ ‬يمكن ان نشاهد‮ ‬قادة العمل السياسي‮ ‬والجماهيري‮ ‬والمجتمع المدني‮ ‬والزعماء في‮ ‬بلادنا في‮ ‬طابور مع الناس بدون حراسات ولا اعلام مثل الغنوشي‮ ‬،‮ ‬وبدون سرد اسماء‮ ‬فهناك قادة وسياسيون‮ ‬يسيرون مدججين بالسلاح وطابور سيارات من المرافقين‮ ‬نتمنى أن‮ ‬يتغيروا فما هم فيه عادات اكتسبوها من المرحلة الماضية فسيتغيرون بقوة العادة وبوجود نماذج القدوة أمثال الغنوشي،‮ ‬ونريد أن تصبح المواكب والمرافقون والهيلمان والنخيط سلوكاً‮ ‬مستهجناً‮ ‬في‮ ‬اليمن الجديد،‮ ‬ألم أقل لكم اننا نحتاج‮ ‬إلى أكثر من راشد الغنوشي‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬فهل ممكن ذلك؟ أعتقد أنه ممكن إذا وجدت نماذج القدوة فنحن‮ ‬اليمانيون من قال فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‮" ‬أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً‮ ‬وألين أفئدة الإيمان‮ ‬يمان والحكمة‮ ‬يمانية‮" ‬أو كما قال صلى الله عليه وأله وسلم ‮ ‬وصلوا على النبي‮ ‬أثابكم الله‮.‬