السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٩ صباحاً

يمن بلا قات... هل هو ممكن؟ !!

مريم عبدالله الغرباني
السبت ، ٢١ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
قبل أيام طلق مجموعة من نُشطاء الفيس بوك حملة للعيش يوم بلاقات ورَوجوا لحملتهم هذه وشحذوا همم الشباب من أجل هذا الهدف النبيل واليوم 12\1\2012 هو اليوم المرجو لذلك... عفواًـ يمن بلا قات؟!!!

القارئ أو السامع لهذه الكلمة سينظر للأمر كضربِ من ضروب المستحيل فهل يستطيع اليمني العيش بلا قات؟!!

سؤال يُطرح ليس من أجل إيجاد الحلول لهذه الآفة الإجتماعية التي أُبتلي بها اليمن منذ قرون وأستأصلت في بنيان المجتمع حتى صار سمتاً لها، بل يُطرح لبناء ألف سور وسور من أجل الإبقاء عليها وإيهام المتلقي بأن القات أكسير الحياة وعمود إستقامة أخلاق الشباب، فالقات أهون من إدمان الخمور أو تعاطي المخدرات وهو يُحافظ على أخلاق الشاب إذ "يضبطه ويحبسه في مقيل بدل التسكع في الأسواق وعلى قارعة الطُرق" أعذار يستقبحها ذنب تعاطي القات نفسه، وكأنا يجب أن نُدمن شيئاً ما ونفاضل بين القبيح والأقبح لنظل عليه!!!!

نعم.. يجب أن نعتبر هذه البادرة إنطلاقة حقيقية وخطوة في الطريق الصحيح فشعبنا اليمني خرج على ظُلم الحاكم وفساده وأعلنها ثورة ضده ليُحسن من مستواه المعيشي وليحضى بحياة أجمل وارقى يستحقها، ولذلك أُعلِنُها صريحة وأُطالب المواطن اليمني أن يخرج على نفسه ويُعلنها ثورة، ثورة ضد كل ما قد يُعيق الهدف النبيل الذي خرج من أجله، ولايجب عليه أن يترك أحدى أدوات الظالم الذي بواسطتها إستطاع أن يمد جذوره في كل شبر من أرض الوطن وفي كل مؤسسات الدولة وسرق منا كل ماقد يرتقي بنا ويمضي بنا في ركب الحياة ومسايرتها.

فبينما الأمم الأخرى تصعد في السماوات لتكتشف ماوراء الفضاء نحن نهوي في الأرض لنبحث عن قطرة ماء بعد أن استنضبها القات بجشعه وأنانيته فإيهما أحق بالماء الإنسان أم شجرة خبيثة نأمل أن تجتثها ثورتنا ضدها من فوق الأرض لتَخلُص لنا الأرض طيبة، وتكتسي بحلة جديدة من عناقيد عنب ودُرر بن وثمرِ طيب ولتمتد أفرعها إلى السماء، وتتدلى علينا أغصانها لنتفيئها في نزهاتنا مع أطفالنا حين نهجر المقايل اللا إجتماعية كما يدعون!!

حياة إجتماعية وساعة سليمانية!

استغرب من قولهم بأن القات عادة إجتماعية تقرب الشمل وتساعد على حل المشاكل وخاصة في ساعتها السليمانية حيث يتنزل الإلهام ،ولنضع على هذه الجملة عشرين خطاً أحمراً، كيف ومقائله تُشتت لَمَ الأسرة، وتحرم الأبناء من ذويهم ويُطلق لهم العنان للضياع في الشوارع؟!!

كيف وهو يسبب الكثير من المشاكل اللا أخلاقية فـ"حق بن هادي"والكل يدري ما حق بن هادي وما سببه لنا من فساد إداري ومجتمعي ولا أعتقد بأني في حاجة لشرح أو إسهاب في الموضوع فاللبيب بالإشارة يفهم، ورغم كل ذلك يُصر البعض على تسميته بـ"قوت الصالحين" وأنى له بعد هذا كله أن يكون كذلك؟!!

أنا عني لم أتعاطه إلا من باب التقليد مرة لأذاكر فغلبني النوم، وأخرى من باب الفضول فلم أجد مذاقه مُستساغ، وثالثة أُحرجت لأتعاطه فبكيت... ولله الحمد والمنة .

وأخيراً .. لكم يعتصرني الألم عندما أرى شباباً يانعاً يمتلئ فمه بمثل هذه النبته إذا فتح فيه تناثر عليك الرذاذ الأخضر وتلعثمت كلماته فلا تعي ماقال لايسعك حتى النظر غليه خجلاً من منظره، وعلاوة على ذلك يهدر وقته وصحته وماله في مثل هذا الأمر، وأتمنى فعلاً أن أعيش في "يمن بلا قات ـ لا يوم بلا قات".