الثلاثاء ، ٣٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠١ مساءً

الشريعة الإسلامية ,,,, والربيع العربي

عباس القاضي
الجمعة ، ٢٠ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
قالها - وهو ينظر إليَّ يجس نبض أفكاري, بعد أن لمَّحت له عن مستقبل الإسلاميين الذي يفوح رائحته الزكية حصادا لثورات الربيع العربي,في تونس ومصر وليبيا, ومن تأثر بها من الدول المجاورة كالمغرب, وتعالى صوتهم في الأردن, واشتد أزرهم في سوريا – يجب ترشيد الخطاب الإسلامي , وعدم تخويف الناس بتطبيق الشريعة الإسلامية , حتى يطمئن الناس, ومن ثم يمكن التطبيق التدريجي للشريعة.

فقلت له : إن المتخوف من تطبيق الشريعة الإسلامية هو شخص مبتلى قد يعاقر المشروبات المحرمة, فلا يرى بالشريعة الإسلامية سوى الجلد, وقد يكون متعاطيا لعلاقات محرمة , فلا يرى فيها سوى الرجم, وقد يكون سارقا فلا يري في الشريعة سوى قطع اليد.

إن المتخوفين من تطبيق الشريعة ما هم في الغالب إلا شذاذ آفاق , يرون أحكام الله أغلالا في أعناقهم, وهذا الشعور لا يقتصر على الذين يعاقرون المعصية الآن, فالبعض يقيدهم الفقر والعوز ليرتكبوها, فيقول في نفسه : لو عندي , لأفعلن وافعلن, فلذلك يرى البعض, أن ما بعد الثورة سيكون هناك رخاء بتحقيق التنمية من خلال المحافظة على الموارد, فيرحل رغباته الشيطانية إلى المستقبل, فعندما يتخيل تطبيق الشريعة في تلكم الأيام , يصاب بالاختناق الآن, كالذي يعرج اليوم من شوكة يعتقد أنه سيصاب به غدا !, وهذا كله من حبائل الشيطان الذي لم يكتف بإغواء الإنسان لارتكاب المعاصي في الماضي والحاضر, بل يحمله آثام وأوزار مخطط لها في المستقبل فالشيطان حريص لديه خطط خمسيه لكل فرد ويريد أن يكون الشخص في قبره فتأتيه سيئات لم يرتكبها وإنما نوى ارتكابها, صحيح أنه ورد في الأثر أن من هم في بالحسنة ولم يفعلها كتبت له حسنة, ومن هم بالسيئة ولم يفعلها فلا تكتب عليه سيئة, هذه بالأفعال , أما في العقائد فهو مختلف , فأنت بقولك هذا ناصرت أعداء الدين بدءا من عصاة المسلمين وانتهاء بأعداء الأمة الذين يكرهون الإسلام ويريدون إبادة المسلمين.

قلت له : ليس لدي أي مشكلة في تطبيق الشريعة الإسلامية, فأنا أقوم بواجباتي الدينية, وأرى أن أحكام الشريعة الإسلامية جاءت لتنظم علاقتي بربي وواجباتي نحو المجتمع الذي أعيش فيه, كذلك حقوقي, وفق رؤية ربانية فهو الذي خلقني وهو أعلم بمكنونات نفسي وأخبر بما يلجمها, وأتاح لي نعمه ظاهرة وباطنة ..فلكل شيء محرم علي ما يقبلها من الحلال ما يكفيها ويفيض علها, حفاظا على النفس البشرية مادة وروحا, أمراض كثيرة قاتلة جاءت بسبب العلاقة المحرمة, أو تعاطي المحرمات.

وعندما أقول أنا لا أعني فيه نفسي فحسب وإنما معظم أبناء الأمة الإسلامية إن لم يكن كلهم,, بعضهم يرددها تقليدا وبعضهم جهلا, والقليل منهم لا يفرق بين العادات التي قد تكون خاطئة , ويعتبرها من الإسلام.