الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٤ صباحاً

النظام يصدر حصانة للنظام

اسكندر شاهر
الأحد ، ١٥ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
لا يزال فرقاء المؤامرة على الثورة الشبابية الشعبية اليمنية يعيشون مأزق تطويقها ، ولاتزال الثورة تنتظر .. يقولون بأن البرلمان فقد شرعيته بعد أن دخل موسوعة غينتس كأطول برلمان في العالم ، وهم أنفسهم يقولون أنه سيصادق على مشروع قانون الحصانة لصالح ونظامه ، ويقولون أيضاً أنّ الثورة قامت من أجل إسقاط النظام إلا أنهم يقولون اليوم أن الثورة قامت من أجل إسقاط الحصانة ، وأن النظام مصمم على تمرير الحصانة لنفسه.

قالوا أن الثورة قامت لإسقاط نظام عائلي متفرد إلا أنهم عادوا وقالوا بأنهم سيشتركون مع النظام العائلي في حكومة وفاق وطني .. وكانوا قبلها حدثونا بصوت عال بأن المجلس الوطني هو لتوسيع المشترك وبعدها بقليل أكملوا بأنه مجلس لقوى الثورة ثم قبل أن يتمّوا العدة راحوا بعيداً فقالوا بأن المجلس الوطني لقوى الثورة مهمته سياسية وليست ثورية وأن على شباب الثورة أن لا يبارحوا مواقعهم حتى تتم الصفقة ويتقاسم من لهم النصيب (الكعكة) .

قالوا أيضاً بأن المسار الثوري يسير متوازياً مع المسار السياسي ، وأن الشرعية الثورية هي الحاكمة ولا وجود لشرعية دستورية إلا أنهم قالوا بعد ذلك بأن على الثوار أن يقبلوا بالممكن وأن يرضوا بنصف شرعية ثورية ونصف دستورية ويرضوا أيضاً بمساحة كتابة في الصحف الرسمية لأنصار المجلس الوطني المزور في مقابل التعتيم الإعلامي على الثورة الحقيقية ، ويربطوا على بطونهم بسبب انحسار عدد الوجبات والسندويتشات والميكرفونات والمنصات إلى حد الانعدام ، وأن عليهم أن يتعايشوا مع الوضع الجديد الذي فرضته المبادرة الخليجية وبرنامج تنفيذها ( المزمّن ) !! لاحظوا كلمة (المزمّن) هذه لوحدها لا تقال إلا في اليمن وعن اليمن .

أما شيخهم فقال بأنه هو شخصياً الثورة ذاتها ، ثم مالبث أن زاد بعد أشهر من الصراع على هامشها أنه يجب محاكمة صالح لأنه قدم دليل إدانته بنفسه ، على أن رعيته قالوا : بأن الحصانة مفسدة صغيرة تدفع مفسدة كبيرة وأنها أمر واجب في هذه الحالة ، ولا أدري لماذا لا يسمع الرعية شيخهم هذه المرة ، وقال أنصاره أن العدالة الانتقالية لابد أن تأخذ مسارها .. هل سمعتم عن العدالة الانتقالية ؟! .. هذه موضة عبرت القارات لتستقر في اليمن كما لو كانت يمنية (أصل وفصل) ..
كل هذه المفارقات لا يمكن أن تحدث إلا في اليمن ، لسبب واحد بسيط هو أن (المؤتمشترك) خلطة عجيبة وغريبة خلقها الله في بلادنا وأحجم عن خلق مثيلاً لها في أي من بلدان العالم وليس فقط في بلدان خريف الربيع العربي .
فهل تريدون تميزاً وتفرداً وخصوصية أكثر وأفضل من كل هذا .. وهل سمعتم عن صمود ثوري أسطوري أكثر من صمود ثورتنا ، وهل عرفتم الآن – ولو قليلاً- لماذا نحن شعب الله المحتار ( بالحاء ) ؟!!
من مصر :
قال الكاتب الصحفي المصري المعروف عادل الجوجري "أن المجلس العسكري سرق ثورة مصر واللقاء المشترك سرق ثورة اليمن" ، إلا أن الشعب المصري يقول اليوم بأنه سيحتشد في 25 يناير لإحياء الذكرى الأولى لثورته العظيمة ولاستعادة ما سرق منها .. فهل يحتشد اليمنيون في 11 فبراير للقيام بنفس الفعل الثوري ؟! .