الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٣ مساءً

الحوثيون وموقفهم من المبادرة الخليجية

علي السيد
السبت ، ١٤ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
يتحدث الكثيرون عن أبناء المناطق الشمالية بكلام لا ينسجم مع الواقع ولا يصدقه عاقل لاسيما وهم يقولون أن أبناء المناطق الشمالية يتحالفون مع النظام الذي اكتووا بنيرانه طيلة ست سنوات من الحروب الطاحنة التي أكلت الأخضر واليابس وجعلت تلك المناطق مدمرة وحولتها إلى أطلال .. فكيف يتحالف الضحية مع الجلاد ؟؟..

كما أن أبناء المناطق الشمالية ابلوا بلاء حسنا في الوقوف ضد هذا النظام الظالم والعميل وتحركوا بكل جد في التعبير السلمي والثقافي تجاه السياسات الأمريكية والصهيونية في المنطقة .. فتمثل هذا الموقف في ترديد شعار البراءة " الله اكبر - الموت لأمريكا - الموت لإسرائيل - اللعنة على اليهود - النصر للإسلام " وكذلك المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية كأقل موقف يقومون به تجاه سياسة الكفر والغطرسة التي تنتهجها أمريكا ودول الاستكبار العالمي ..

حينها شن النظام اليمني الحرب تلو الحرب على أبناء المناطق الشمالية بسبب موقفهم المناهض للولايات المتحدة الأمريكية .. حيث توحد الكل وتخندق مع النظام طيلة ست سنوات بل البعض منهم كان شريكا أساسيا للنظام خلال تلك الحروب الظالمة والغير مبررة .. كأمثال اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية والآن وفي ظل الثورة الشعبية يعلن اللواء علي محسن الأحمر أن الحوثيين يتحالفون مع الرئيس علي صالح ويسعون لإفشال المبادرة الخليجية ..

هنا نساءل اللواء علي محسن الأحمر كيف انقلبت الأمور وأصبح شريك النظام بل النظام نفسه يتحدث بان أبناء الشعب اليمني في الشمال يسعون لإفشال المبادرة الخليجية .. سيما وأنها أتت لتحقق مطالب اللواء علي محسن الأحمر ورغباته الشيطانية فنقول له كيف تجرءا باتهام الشرفاء من أبناء الشعب اليمني وأنت المعروف بإجرامك وعمالتك الواضحة للأمريكان .. فأريد أن أذكرك بماضيك وحاضرك المليء بالجرائم وسفك الدماء سواء في الشمال أو في الجنوب فأنت وأمثالك المجرمين والعملاء لا بقاء لهم في ارض اليمن .. فالشعب اليمني قد سئم أمثالكم أيها المجرمون وتجار الحروب ومصاصي الدماء فجرائمكم لم تندمل بعد والآن تقدمون أنفسكم ثوار فكيف نظام يثور على نفسه ؟؟..

ندرك جميعا أن الشعب اليمني خرج إلى الشوارع ليقول كلمته " ارحلوا أيها الظالمون " فالشعب قد سئمكم والآن حان الرحيل .. كما أن الشعب تحرك في الساحات ورفع صوته وطالب برحيلكم وتقديمكم إلى المحاكمة العادلة بما اقترفته أياديكم الإجرامية فارتكبتم أبشع المجازر بحق أبناء شعبكم .. وبالتالي تحركت أمريكا والنظام السعودي في آن واحد لما من شأنه إفشال الثورة الشعبية واحراف مسارها الصحيح حيث زرعوا الأشواك وحطوا المفسدين من جديد في الثورة الشعبية لإخماد وقيدها الملتهب التي كانت ستعصف بالنظام الظالم والعميل في أول وهلة لها ..
لكن الأمريكان سعوا إلى كبح جماح هذه الثورة فشتروا الولاءات وكسبوا المشائخ والقيادات الحزبية والسياسية في البلد وكذلك بعض القيادات العسكرية .. وفي نفس الوقت راهنوا على إطالة أمد الثورة وحاربوا الشعب اقتصاديا فارتفعت الأسعار وانعدمت المواد البترولية والكثير من المعوقات التي نسجتها أمريكا ضد الثورة اليمنية .. وبعد ذلك تقدموا بما يسمى مبادرة عبر سفيرهم في اليمن يهودي الأصل وسلمها إلى نظيرة السعودي .. لكي يلبسوها رداء خليجي ليقبلها الشعب اليمني ويستسيغها ويتخلل بنود تلك المبادرة ترتيب البيت اليمني من جديد وححلت الأزمة بين شقي النظام ومحاصصة الحقب الوزارية .. ومن ثم توقع المبادرة في الرياض والطرفين موافقين عليها لاسيما وهي تلبي مطالبهم ورغباتهم ..

عند إذن تحركت المكينة الإعلامية التابعة لشقي النظام إلى التناول الواسع للمبادرة والتوقيع عليها فاعتبروها خطوة كبيرة وعظيمة في تاريخ اليمن .. وعلينا جميعا كيمنيين أن نتدارك الخطر ونهب إلى الموافقة على هذه المبادرة التي لا تلبي مطالب الشعب الذي خرج لأجلها وهي رحيل النظام بكل منظومته وتركيبته المتكاملة .. وتقديم كل المجرمين والقتلة إلى المحاكمة العادلة لينالوا مصيرهم ويذوقوا سوء العذاب بما اقترفته أياديهم الإجرامية ..

الجدير بالذكر أن أبناء الشعب اليمني رفض المبادرة الأمريكية السعودية وأدرك أنها مؤامرة للالتفاف على الثورة الشعبية المباركة .. حيث أن الشعب اليمني لم يبالي بمثل هذه المؤامرات فاستمر في خيارة الثوري السلمي حتى يسقط النظام إنشاء الله ..
في نفس الوقت موقف الحوثيون من المبادرة الخليجية كان واضحا في إعلانهم الرسمي أنهم رافضين مثل هذه التسويات واعتبروها التفاف على الثورة وكبح جماحها .. في المقابل أمريكا والنظام السعودي يريدان أن تنجح هذه المبادرة بدون عوائق وهم يدركون أنهم لن يستطيعوا إرغام أو شراء الحوثيين بالمال لكي يوافقوا على المبادرة فسارعوا في إضرام الفتن في المناطق الشمالية وإشعال فتيل الحروب واستجلاب المرتزقة إلى تلك المناطق لإشغال جماعة الحوثي عن الثورة وتشويههم في نفس الوقت .. كذلك تشن عليهم الحملات الإعلامية عبر الأبواق الإعلامية المعروفة والتابعة لهم فالسعودية تدر الأموال الطائلة لإشعال فتيل الحروب والمشاكل في المناطق الشمالية لا لشيء إلا أنهم رفضوا المبادرة الأمريكية السعودية ..

قبل أشهر تداولت معلومات مؤكدة أن النظام السعودي اعتزم تشكيل جيش شعبي على حدوده اليمنية السعودية لمواجهة ما يسموه المد الحوثي .. حيث جندت المملكة الآلاف من اليمنيين وصرفت لهم المعاشات والإعتمادات لكي يقوموا بالمهام التي ستكلفهم بها مستقبلا .. فما يجري اليوم في منطقة كتاف "محافظة صعدة" التي تكمن على الحدود اليمنية السعودية خير دليل وشاهد على أن النظام في السعودية اعتزم المضي في تنفيذ المخططات الأمريكية الصهيونية في اليمن وإغراق أبناء المناطق الشمالية في مشاكل لا نهاية لها ..