الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٩ مساءً

من أين لنا جار الله عمر أخر !

عارف الدوش
الاثنين ، ٠٩ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
- في حوار قصير جداً على شبكة التواصل الإجتماعي " فيس بوك" مع زميل شاب ثلاثيني في مهمة دراسية في قاهرة المعز بمصر كانت الردود صادمة جدا لشخص مثلي بدأ الأشهر الأولى من عقده الخامس لمعرفتي بأن للشباب جذوة مشتعلة وحماس وقاد وتفاؤل بالمستقبل كونهم نصف الحاضر وكل المستقبل ، الشاب الثلاثيني كان محبطاً من تفاؤلي بإمكانية تحقيق الدولة المدنية الحديثة فكان الرد" يا أستاذ دولة مدنية حديثة هذه واسعة شوية، مع ضحكة طويلة بالكتابة طبعاً ، ليضيف : ألا ترى وتقرأ وتسمع ما يدور في الساحات والمؤسسات"

- والأمر فيه قليل من الصدق ولكنه ليس كل الصدق ولا نصفه ولاحتى ربعه ، وأن لم أكن أعرف هذا الشاب الثلاثيني لقلت أنه ضد الثورة الشبابية السلمية الشعبية وضد إبداعها الجديد ، أنتفاضات واحتجاجات المؤسسات ، فما يدور شيء طبيعي في ظل قانون الصراع بين إرادات متناقضة الفكر والمنهج والأهداف والغايات الأولى تريد تحقيق انتصاراً بتغيير جذري والأخرى على وشك السقوط والذبول والزوال تحاول جاهدة الترقيع والترميم هنا وهناك وتتحين الفرصة للإنقلاب على كل شيء لو سمحت لها الظروف.

- وفي مرحلة حرجة هذا عنوانها يزداد فيها الغموض والتمترس والحشد والإنفاق والتهديد والوعيد والممارسات الهادفة الى شق الصفوف وزرع الأحقاد في محاولة إعادة إنتاج شخوص في نظام فردي إستبدادي متهالك أوشك على السقوط النهائي . وفي مرحلة كهذه من أين لنا بقيادات مثل الشهيد الحي جار الله عمر أو تشبهه أو حتى تتشبه به لتهندس لنا مشروعاً وطنياً جديداًً بتوسيع " اللقاء المشترك" الذي هندسة للوطن وقواه السياسية المتناقضة فكراً ومنهجاً وممارسة الشهيد الحي جار الله عمر في مرحلة حرجة سابقة ودفع حياته ثمناً لنجاح هذا المشروع غير المسبوق " اللقاء المشترك" الذي أصبح اطاراً سياسياً جامعاً لقوى سياسية كانت بالأمس متناحرة متحاربة تكفر وتقتل بعضها البعض.

- في مرحلة حرجة كهذه من أين لنا بجار الله عمر ثاني ! يوسع " اللقاء المشترك بإضافة " الحوثيين والحراك الجنوبي وشباب الساحات المستقلين" لكي يصبح " اللقاء المشترك" جبهة وطنية عريضة تكون بمثابة اطار لوحدة قوى الثورة اليمنية التي تسعى للتغيير وبناء الدولة اليمنية الحديثة ،لان وحدة قوى الثورة الساعية للتغيير في اطار جبهة وطنية عريضة مسألة هامة وجوهرية ومصيرية و بدون وحدة القوى الوطنية اليمنية الساعية للتغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة في اطار جبهة وطنية عريضة لا يمكن تحقيق أهداف الثورة الشبابية كاملة و ستبقى هناك ندوب وخدوش ستتوسع لتصير جراجاً يصعب مداواتها

- ولا نقصد بوحدة قوى الثورة الساعية للتغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة في جبهة وطنية عريضة يكون لها برنامجها السياسي الواضح والمحدد ، لا نقصد ذوبان جميع القوى في اطار حزبي واحد لان الجبهة تتكون من عدة احزاب وهذا مفهوم ويعرفه جميع الناس ، ما نقصده هو الإتفاق على قواسم مشتركة بين الأحزاب والقوى السياسية المكونة لهذه الجبهة الوطنية العريضة حول المرحلة الراهنة وما هو المطلوب بمعنى أجابة على السؤال المركزي الهام ما العمل ؟! وما هو المطلوب في هذه المرحلة على القوى السياسية التغييرية ان تتفق على برنامج الحد الأدرني الذي يجمع القواسم المشتركة بين كل اطياف العمل السياسي في البلاد " اصلاحيين واشتراكيين وقوميين وحوثيين وحراك جنوبي وشباب مستقل في الساحات" ولا يقول لي شخص ما لا يمكن يتفقوا جميعاً ، لا، أقول سيتفقون مثلما اتفق بالأمس الأشتراكيون والإصلاحيون والقوميون وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية " إذا وجدت قيادات لديها العزيمة والإصرار والتحدي مثل الشهيد الحيي جار الله عمر، الم أقل لكم من أين لنا بجار الله عمر أخر .

- أيها القادة السياسيون من مختلف الإتجاهات تشبهوا بالشهيد الحي جار الله عمر أو قلدوه وسوف تدركون أهمية ان يكون هناك جبهة وطنية عريضة تجمع قوى التغيير في البلاد على قاعدة القواسم المشتركة في الوقت الراهن ، فما احوجنا الى لهذه الجبهة الأن الأن وليس غدا بدلاً من الصراخ هنا وهناك وممارسة الأعتداءات على بعض والتهجم على بعض ومحاولات الهيمنة على بعض أو العمل بمقولة" سبحان من خلق الدعممة" نعيب كثيراً على من يتجاهل أن النار من مستصغر الشرر ، اتقوا الله يا جماعة فكل ذلك يخدم القوى الرافضة للتغيير ،الرافضة للدولة المدنية الحديثة، الرافضة للمواطنة المتساوية ،الرافضة للعيش الكريم بأمان ، هل فهمتم ادعوا الله أن يهديكم جميعاً بالبحث عن القواسم المشتركة بينكم بدلاً من البحث عن القليل القليل الذي تختلفون فيه ، ولا اريد الدخول في التفاصيل وإيراد الأمثلة فهي متناثرة في الساحات ووسائل الإعلام وحتى لا تكون عملية إيراد امثلة حية وصارخة عن تضخيمكم للقليل القليل الذي تختلفون فيه جزء من نفخ النار المدفونة تحت الرماد .

- و أخر دعوانا اللهم يا رب الأرباب يا رزاق يا كريم أرزقنا بقادة سياسيون مثل الشهيد الحي جار الله عمر أو بمن يشبهه أو بمن يتشبه به أو بمن يحاول تقليده أمين .. أمين يا رب العالمين .

ـــــــــــــــــــ
صحيفة الناس : الأحد 9 يناير 2012م العدد: 579