الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٩ مساءً

ثورة المؤسسات والهيئات.. عرف الشعب طريقه.. ولكن!!

خالد محمد الكحلاني
الاثنين ، ٠٢ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
مثلما كان متوقعا تماما عرف الشعب طريقه الى التغيير والثوره على الظلم والفساد... فبعد نجاح الثوره الشعبيه المباركه في تحقيق الهدف الأهم للثوره وهو اسقاط راس النظام واجباره على التنازل وتسليم صلاحياته لنائبه بصرف النظر عن بقائه كرئيس شرفي او فخري خلال الفتره الأنتقاليه الأولى والتي ستنتهي باتنخاب النائب كرئيس توافقي للفتره المقبله وبهذا يكون مشروع التوريث قد سقط والى الأبد،بعد هذا النجاح الباهر بدا الجميع يدرك ان الثوره فعلا قد بدأت تؤتي اكلها وثمارها وسقط حاجز الخوف لدى الكثير من ابناء الشعب وكل يوم ينظم المزيد والمزيد من ابناء الشعب الى جماهير الثوره المطالبه بالتغيير.

تتوالى الأحداث وتتسارع بوتيره عاليه واصبحنا كل يوم نستيقظ على المزيد والمزيد من الأخبار عن الثورات الصغيره والأعتصامات هنا وهناك والتي تستهدف رموز النظام الفاسدين فيما اصبح يعرف بثورة الهيئات والمؤسسات والكليات وحتى المعسكرات ولم لا فالظلم والفساد استشرى في كل مرافق الدوله ورموز النظام انهكوا هذه المرافق ومنتسبيها بظلمهم وفسادهم ولذا فانه ليس من المستغرب ما يحدث اليوم من ثورات ضد هذه الرموز الفاسده.

هاهم رموز النظام الفاسدين والظالمين يتساقطون ويتهاوون واحدا تلو الأخر من معاقلهم وقلاعهم الحصينه والتي ظنوا انهم سيخلدون فيها وبينما كان من المنتظر ان تضطلع حكومة الوفاق بقيادة عملية التغيير المنشوده في البلاد وبطريقه منظمه تجنبنا الدخول في فوضى وانفلات الا انه من الواضح ان هذه الحكومه التي وجدت اصلا نتيجة لأتفاق سياسي بين فرقاء متنافرين وقامت على مبداء التقاسم اعجز من ان تنهض بمثل هكذا مهمه فحركتها بطيئه جدا ولم تستطع بعد ان تواكب الأحداث والمتغيرات المتسارعه فضلا عن انها هي ذاتها متخمه بكثير من الوزراء الفاسدين من رموز النظام السابق والذين لاتزال الكثير من علامات الأستفهام تدور حولهم وحول وجودهم ضمن هذه الحكومه ومن المؤكد ان ثورة التغيير ستطالهم عاجلا او اجلا وهكذا وجد الشعب انه لابد من ان ياخذ مرة اخرى بزمام المبادره ويبادر الى اسقاط تلك الرموز الفاسده بنفسه تماما كما فعل باسقاط راس النظام وهذا ما يحدث فعلا حتى الأن في جميع المؤسسات والهيئات والكليات و المعسكرات والجهات التي تغلي في كل المحافظات وتنتفض ضد قياداتها الفاسده فمنهم من استقال ومنهم من اقيل ومنهم من اوقف ومنهم من فر وهكذا ...

ولكن... ولكن...

وبقدر مايشعر المرء بالسعاده لهذا الحراك العفوي الذي يقوم به المنتسبون لهذه المرافق في انتزاع حقوقهم والتخلص من ظالميهم بعد ان تحرروا من الخوف الجاثم على صدورهم على مدى عقود بقدر ما يتخوف المرء من انفلات زمام الأمور وخروجها عن السيطره او تحول بعض هذه التحركات الى تصفية حسابات شخصيه وفوضى وهو ما ظهر جليا في بعض الأنتفاضات ضد قيادات صغيره او افراد كبعض الأكاديميين والمدرسين والأدارات المدرسيه والمعاهد وغيرها من المواقع وهو مايتطلب وعيا كبيرا اولامن قبل من يقومون بهذه التحركات ان يكون لديهم ادراك كامل بالمخاطر التي قد تنجم عن مثل هذا الأنفلات وانهم يجب ان لاينساقوا وراء العواطف والثارات الشخصيه وتصفية الحسابات وان تكون هذه التحركات ضد رموز كبيره للفساد ممن تغولت واستاسدت في مواقعها وعليهم ان يعملوا على حسم هذه الثورات سريعا واسقاط رموز الفساد واقتراح البدائل للحكومه ليتم تكليفها او تعيينها بسرعه وبما يضمن عدم تعطل اعمال تلك الجهات وخاصة الحيويه منها كالخطوط الجويه اليمنيه ومؤسسات المياه والكهرباء والأتصالات وغيرها فكلها مرافق خدميه هامه وليس من مصلحة البلد او مصلحة احد ان تشيع الفوضى وتتعطل هذه المرافق وثانيا تتطلب هذه الحركه الشعبيه موقفا جادا وحازما من قبل الأخ نائب الرئيس وحكومة الوفاق الوطني في التفاعل والتجاوب فقط مع الأنتفاضات ضد رموز حقيقيه للفساد وعدم التفاعل والتجاوب مع أي اعتصامات او ثورات تحركها دوافع شخصيه او انتقاميه مالم فان زمام الأمور سيفلت من يد الجميع.

ومن المؤكد ان بقايا النظام والذين لايزالون يمتلكون الكثير والكثير من الأدوات والأوراق سيسعون الى استغلال هذه الأحداث لصالحهم عن طريق بث الأشاعات والترويج في اوساط الشعب ان هذه الفوضى وهذا الأنفلات هي النتيجه التي حصدناها من الثوره والمطالبه بالتغيير مذكرين بالأستقرار والهدوء الذين كنا نعيشهم في ضل النظام السابق بل وقد يسعون هم او يدفعون باخرين الى المشاركه في هذه الثورات الصغيره بهدف افسادها وحرفها عن مقاصدها وابرازها انها عباره عن تصفية حسابات وفوضى وقد يتخذون من هذه الأحداث ذريعه للتنصل عم تنفيذ المبادره الخليجيه وتعطيلها وهو ما بدات بوادره من خلال التصعيد بالحشد الأسبوعي في ميدان السبعين ومن المؤكد ان مثل هذه التحركات او ما يسمى بالثوره المضاده قد تنجح في التشويش على الراي العام وخلق البلبله في اوساط الشعب وهذا يعتمد الى حد كبير على مدى الوعي الذي يجب ان يتحلى به انصار الثوره وقياداتها في تفويت الفرصه على هولاء في تشويه الثوره.

وفي الأخير يجب ان لاننسى ان بقايا النظام السابق قد يلجأون في لحظة طيش او يأس الى استخدام الورقه الأخيره التي لازالت بأ يديهم وهي الزج بما تبقى تحت سلطتهم من قوات مسلحه وتفجير الموقف عسكريا على مبدأ علي وعلى اعدائي وخاصة اذا ما شعروا ان حركة التغيير والثورات الصغيره بدات تطال مؤسسات حساسه تعتبر خطوطا حمراء بالنسبه لهم وفي تقديري ان هم لجأوا الى استخدام هذه الورقه فسيكون ذلك بمثابة مغامره سيدفعون ثمنها بلا شك وانتحارا سيعجل بنهايتهم حيث من المتوقع ان يحرك ذلك الشرفاء والمخلصين في تلك الوحدات العسكريه التي يعتقدون انها تحت سيطرتهم ومواليه لهم الى التصدي لهم والأنقلاب عليهم لأن الجميع يعلم الأن ان هولاء يخوضون معركه خاسره ضد الشعب وارادته التي لاتقهر والله من وراء القصد....