حظيت ثورة اليمن بحظ ضئيل من التغطية الإعلامية في القنوات الفضائية المحلية والعربية والعالمية خلا قناتي سهيل ويمن شباب , وتختلف التغطية الإخبارية من قناة إلى أخرى , والملفت للنظر أن قناة العالم الفارسية تعطي مساحة لا بأس بها لثورة اليمن , ما بين خبر وتعليق واستضافة شخصيات يمنية وعربية فيما يتعلق بالثورة .

وتحاول هذه القناة إن تسلط الضوء على جوانب الخلاف بين مكونات الثورة اليمنية , وكأن هذه الثورة ضد اللقاء المشترك فحسب , فهي تقتنص كل كلمة عابرة هنا وهناك تهاجم الأحزاب و حماة الثورة و المنضمين إليها و المبادرة وحكومة الوفاق وهلم جرا ولم يتبق لطاغية اليمن علي عفا ش إلا النزر اليسير من النقد .

تختار هذه القناة ضيوفها بعناية فائقة ليعكسوا وجهة نظرها , ممن يميلون إلى وجهة نظر الحوثيين أو قد مالوا , إقامتهم ما بين سوريا ولبنان , وتكاد تكون أسماؤهم مكررة في معظم اللقاءات , يحمل بعضهم ألقاب ثورية تكبرهم بكثير ,
توحي للمستمع والقارئ الذي لا يستوعب الشأن اليمني أنهم ممثلون لكل قطاع الشباب في الساحات , وبعضهم يحمل ألقاب عليا في أحزاب يمنية وهمية لا يكاد خبراء السياسة اليمنية يجدون لهذه الأحزاب موطئ قدم في اليمن , ويكاد يدور فحوى الكلام عن سرقة الثورة من قبل الأحزاب والمنضمين إليها محاكاة للزعيم المخلوع عفاش الذي ما فتئ يكرر هذه الاسطوانة المشروخة .

ولا يهم قناة العالم في ثورة اليمن غير إبراز مسيرات صعدة , وجماعة الحوثي الاثنى عشري , حيث الشعارات الجوفاء للحوثيين (الموت لأمريكا الموت لاسرائل ) ذلك الشعار الذي سعى الحوثيون لإزالته وإخفائه مع زيارة المبعوث الأممي جمال بن عمر ليعبروا عن مفهوم التقية المتأصل في نفسياتهم .
ولا تنسى هذه القناة أن تقف لوحدها في الدفاع علن الحوثي وزمرته في قضية دماج , في قلبٍ واضح للحقائق , وتزييفٍ للأخبار , لتظهر الحوثي على انه حمل وديع مسالم مظلوم ومفترى عليه , ويتم محاصرتهم من ابسط مقومات الحياة , القصف عليه بمختلف أنواع الأسلحة من قبل التكفيريين في دماج , في سياسة إعلامية رعناء تحاول أن تغطي الشمس بغربال , بعد أن علم القاصي والداني بحقيقة الإرهاب الحوثي في دماج .

ويتبين لمن يتابع هذه القناة صفة عدة الموضوعية والانحياز الكامل للطائفية والمذهبية البحتة , فثورة سوريا مؤامرة عليها تساوقا من النظام العلماني الاستبدادي النصيري الشيعي في سوريا , ومن هذا المفهوم تغطي أحداث سوريا , واحتجاجات الشيعة في البحرين , والقطيف .

وخلاصة القول : فإن قناة العالم تسعى لتشتيت الثورة اليمنية من خلال تغطيتها الإعلامية وطرحها , وأفكار ضيوفها , لكن الثورة اليمنية تميزت بالنضوج , وشب ثوارها عن الطوق ,
فلا تنطلي عليهم :
ضلالات نظرية ولاية الفقيه ,

ولا أوهام سرداب سامراء .
ولا أحكام الزنا المقنن المتمثل بزواج المتعة ,
ولا حذلقات قناة العالم والمنار والكوثر وأخواتها .
ولا فهلوة الدجال حسن نصر اللات والعزي والخميني .
ولا كهانة المدعو عبدالملك الحوثي .
انه شعب الإيمان والحكمة يا قناة العالم .