الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٨ صباحاً

إلى أطراف النزاع!

سام البحيري
السبت ، ١٨ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٢٠ مساءً

العبرة ليست في بقاء صالح ونظامه ومن ينتظر سندباد الحكاية ينتفض من الساحل الغربي لعمري أنه في ضلال مبين.

إن سنة الله في أرضه هي التغيير، ومن المحال دوام الحال. وكحزب عريق هو المؤتمر الشعبي العام له حاضنته الكبرى وقاعدته الجماهيرية ما أخشاه أن يصبح نسخة من الحزب الناصري في رفع صور وتقديس من هم في القبور.

مات صالح ونظامه وتفرق حزب المؤتمر تفرق عاد إرم وهذا ما يثبت جريانهم للتطبيع من أجل العيش والمصلحة.

لاملامة في ذلك فالمصلحة تتحتم على الجميع في مرحلة كهذه المحافظة على البقاء وإن استدعى الأمر التخلي عن بعض الثوابت.

أحترم حزب المؤتمر كحزب عريق وله قوته وحاضنته الشعبية، كما أنني أراهن عليه في صنع القرار وبوجوده كمكون سياسي كبير سيكون له دوره البارز في المرحلة القادمة.

لكن عليه أن يثبت تحت قيادة موحده ويكون له موقفه الثابت أمام ما يحصل كي يحظى بالاحترام كحزب سياسي له حاظنته الكبرى.

إن ما يجعل اليمن تسقط في وحل التمزق  هو النكاية بالآخر مهما كانت النتائج، وهذا ما نراه ونتلمسه بشكل متكرر في كل حدث يظهر على الساحة المحلية.

وهذا ما يجعل المثقف والمواطن المحايد يفقد ثقته بكل الأحزاب ويبقى فقط قيد احترام الحزب الذي يقف وسيقف بصف الدولة والوحدة والجمهورية مهما كانت نظم هذا الحزب وسياسته، هذا الاحترام ليس وليداً للحزبية والتحزب بقدر ما يكون نابعا من أجل الوطن ووحدته المنشودة.

إن الثورات لا تأتي بمزاجية مفرطة، والتبعات التي تحصل لها تأتي نتيجة للثورات المضادة وأصحاب المشاريع الهدامة والضيقة.

ولو أن الشعب برمته والفصائل السياسية نظرت للمصالح المستقبلية بنظرة عقلانية بعيداً عن كل المصالح الشخصية والعداء السياسي، لتحققت نتائج الثورات ولتجاوزنا هذا الاقتتال الطاحن ولساهم الجميع في البناء والتنمية.

مانراه في ظل غياب الدولة الموحدة أن كل جهة وكل فصيل يؤيد فصيل أو حزب معين وينظر لفائدته الشخصية فقط وما سيحصل عليه لوحده أو لمن معه لا غير.

ولو أنه نظر بعين العقل والوطنية المخلصة  لوجد أن ما سيحصل عليه بصورة فردية في ظل غياب الدولة سيحصل عليه مع عامة الشعب وربما أكثر مما يحصل عليه في حال حضور الدولة الموحدة واليمن الآمن المستقر.

 لكنها الانانية بصورتها المقيته والمصالح الشخصية الدنيئة تجعلهم أكثر تأييداً لمشاريع الخراب والموت ليحافظوا على أطماعهم، وبذلك تظهر مشاركتهم في إطالة أمد الحرب والاقتتال.

تبقى الحماقة الكبرى هي التضحية بهذا الوطن نكاية بالآخر، ولو أن الجميع يمتلك روح الوطنية والانتماء لما وصلنا إلى ما نحن فيه حاليا.

وطالما أن هناك من يعمل لصالح أجندة خارجية ولخدمة مشاريع هدامة فلن يجف نزيف الدم ولن تقترب طاولة الحوار.

رسالتنا إلى أطراف النزاع  هي أن اليمن يتسع للجميع فلا داعي للتسلط بهمجية القبيلة ولا رفع آية   من القرآن ليستحل بها المال والعرض والحق بدم بارد.

عودوا إلى رشدكم جميعا والله المستعان