نقترب من حلول الذكرى الأولى لواحدة من أبشع الجرائم بحق الانسان في تاريخ البشرية، بطلها الحوثي، وضحيتها إنسان يمني من محافظة عمران.
قبل أقل من عام، وبالتحديد في الثاني والعشرين من يوليو 2019، أقدم الحوثي على اقتحام منزل الشيخ اليمني "مجاهد قشيرة الغولي" في مديرية ريدة بمحافظة عمران شمال اليمن، وقاموا بقتله والتنكيل بجثته وركلها بأقدامهم وسحبها في شوارع ريدة والتمثيل بها، والتنكيل بأسرته.
[وهنا أجدها فرصة لأدعو كل اليمنيين إلى إحياء هذه الذكرى بالكتابة عن جرائم الحوثي بحق اليمنيين تحت هاشتاق #الحوثي_يسحل_جثة_الانسان_يمني لكون سحل الحوثي لجثة ذلك الانسان اليمني، يكشف مدى قيمة وكرامة الانسان اليمني بالنسبة للحوثي، ومدى حقده عليه حتى وإن كان من أتباعه].
في مشهد صادم لا يستوعبه انسان ظهر الحوثيون أمام العالم في مقطع فيديو يسحبون جثة الشيخ مجاهد قشيرة ويركلونها ويصرخون بأعلى أصواتهم فرحاً وافتخاراً بما يفعلون.
عندما تشاهد الفيديو لا يمكن أن تستوعب أن هؤلاء بشر يسحبون جثة انسان وينهشونها كالكلاب.. فطرة الانسان لا تسمح له بفعل هذه الجريمة، فكيف بفعلها وتوثيقها والمفاخرة بارتكابها؟؟. تجردوا من قيم الانسان التي يمتلكها حتى غير المسلمين، أما أخلاق الاسلام وعادات القبائل فلا ينالها إلا الانسان السوي.
الانسان السوي لا يستوعب مشاهدة الكلاب وهي تنهش جثة إنسان، وهي حيوانات؛ فكيف بمشاهدة الانسان وهو ينهش جثة انسان ويسحبها وينكل بها، وهو إنسان يدرك ما يقوم به وما يرتكبه من بشاعة بحق إنسان مثله ومن بني جلدته.
مجاهد قشيرة كان قيادي في مليشيا الحوثي ويقاتل في صفوفها وحقق لها العديد من الانجازات، لكن انجازاته تلك التي حققها لصالح لم تشفع له من القتل والسحل والتنكيل والتمثيل، بمجرد خروجه عن عصا الطاعة أنزلت عليه أشد عقوبة وارتكبت بحقه أبشع جريمة.
جريمة الحوثي البشعة التي ارتكبها بحق مجاهد قشيرة، لا يرتكبها إلا شخص مشبع بالحقد والكراهية وبمجرد أن يفقد مصلحته من الاخرين، لا يمانع في ارتكاب أبشع الجرائم بحقهم دون حياء أو تردد.
وتكشف هذه الجريمة مدى حقد الحوثي على الانسان اليمني واستهانته به واستهتاره بجثته حتى وإن كان من اتباعه فكيف بمن هو ليس من اتباعه.. وهذه جريمة واحدة ظهرت للعلن وبحق أحد أتباعه، وما خفي كان أعظم، والشواهد على إجرام الحوثي بحق الانسان اليمني سواء من أتباعه أو غير أتباعه، كثيرة وعديدة، ولكن لا يتسع المقال لسردها.
لا قيمة ولا كرامة للإنسان اليمني عند الحوثي حتى وان كان مقاتلاً مخلصاً تحت قيادته وحقق له العديد من المكاسب في سبيل مشروعه، فلن يجعل ذلك له قيمة ولا كرامة، وسيكون مصيره مصير الشيخ اليمني مجاهد قشيرة بمجرد دفاعه عن كرامته ومطالبته بحقوقه.
لا يستطيع الحوثي أن ينكر هذه الجريمة أو يصفها بالتصرف الفردي مهما حاول، وردة فعله على مطالبة قبائل آل العواض في البيضاء بمحاكمة قاتل الفتاة جهاد الأصبحي للعدالة، يكشف مدى وقوفه المباشر خلف آلاف الجرائم بحق اليمنيين واستعاده التام للدفاع عن اتباعه المجرمين واسقاط المدن وسفك الدماء واحتلال المنازل وتهجير اهلها منها وتفجيرها، كأقل ردة فعل ضد من يتجرأ على المطالبة بتسليم قاتل من اتباعه للعدالة.
حاول الحوثي اقناع قبائل آل عواض بأن جريمة قتل الفتاة جهاد الأصبحي، تصرف فردي، ولكن عندما طالبوه بتسليم القاتل للعدالة، شن حرب شعواء على قبائل العواض واجتاح ردمان بأكملها وهجر أهلها منها، وسفك دماء المئات من أبناء اليمن، من المدافعين عن شرفهم وكرامتهم وأرضهم ومن اتباعه الذين يسقوهم لسفك دماء اخوانهم اليمنيين، وكل ذلك الاجرام فعله في سبيل الدفاع عن قاتل فتاة يمنية بريئة.
ومن المضحك أن يأتي الحوثي اليوم يتباكى على مقتل المدعو "سبيعيان" ويصرخ ويولول على مقتله ويصف ما حدث بأبشع جريمة، والجميع يعرف أن سبيعيان غدر بقبائله عبيدة وارتكب جرائم قتل غدر بحقهم، ويعمل لصالح الحوثي ويجاهر ويتحدى بتبعيته للحوثي، ويزود الحوثي بالسلاح والعتاد والمعلومات، وأصبح حكمه حكم المقاتل الحوثي وحول منزله إلى موقع عسكري تابع للحوثي الذي يشن حرب شعواء على قبائل عبيدة وأبناء مأرب وسكانها بشكل عام.
يضحك الانسان اليمني بغزارة عندما يشاهد الحوثي في قميص انسان يتباكى على مقتل سبيعيان، ويقول:
أليس هذا الذي يتباكى على سبيعيان هو من ظهر في مقطع فيديو يسحب جثة إنسان في عمران وينكل بها ويركلها ويمثل بها؟؟!!
أليس سبيعيان الذي يتباكى عليه الحوثي قيادي تابع له، وليس مدني، وهو يعترف بتبعيته له ويفاخر بذلك، وحول بيته إلى ثكنة عسكرية وغرفة عمليات قتالية، وأصبح حكمه حكم المقاتل، واستهداف منزله استهداف لموقع قتالي؟؟.
أليس قشيرة الذي قتله الحوثي وسحل جثته كان قيادي تابع له، وليس للشرعية ولا التحالف، ولم يرفع شعارات ضده؟؟.
أليس سبيعيان الذي يتباكى عليه الحوثي كان يرفع شعارات الحوثي ويجاهر بتبعيته له، ويكدس منزله بالأسلحة ويمارس أنشطة قتالية لصالحه ظاهرة للعلن، أودت بحياة الكثير من أبناء قبيلته الذين في الوقت ذاته يدافعون عن أرضهم التي يحاول احتلالها وتدميرها وتخريبها؟؟!.
أليس من حق أبناء قبائل عبيدة الدفاع عن أنفسهم واستهداف كل من يستهدفهم ويسفك دمائهم ويحاول احتلال ارضهم ونشر الحروب والدمار فيها؟؟.
أليس الحوثي الذي يتباكى على سبيعيان الآن هو نفسه الذي اجتاح ردمان ولا يزال حتى اللحظة يشن حرب شعواء على قانية والعبدية، دفاعاً عن قاتل جهاد الأصبحي؟؟..
أليست جهاد الأصبحي التي قتلها الحوثي واجتاح ردمان إصراراً وتبجحاً بتلك الجريمة، ليست إلا فتاة يمنية لم تبرح منزل أسرتها، ولا تحمل السلاح ولا لها علاقة لا بالسياسة ولا الحرب؛ بينما سبيعيان الذي يتباكى عليه يحمل السلاح ويمتلك ترسانة عسكرية وقيادي تابع له، ويقوم بأنشطة عسكرية قتالية واستخباراتية ولوجستية، تستهدف أبناء المنطقة التي يقيم فيها ويتحصن بها، وتخدم عدوهم، وفي الأخير يأتي يتباكى عليه لماذا يقتلونه ولا يتركونه يقتلهم؟؟!!!.
هذا هو الحوثي وهذه هي حقيقته وحقيقة من يتباكى عليهم.. يجعل منهم مجرمين وقتلة يخربون أرضهم ويغدرون بأهلهم ويقتلون أقاربهم وذويهم، ويجعل منهم أهداف مشروعة، وعندما ينالون الجزاء الذي يستحقون، يصرخ ويولول عليهم لماذا يقتلونهم؟؟!!!.
وهكذا هو الحوثي لا يبكي إلا على أتباعه المجرمين والقتلة من أمثال سبيعيان ومن على شاكلته، أما جرائم القتل بحق الأطفال والنساء والعزل، فمستعد أن يحرق الأخضر واليابس ويشن حرب يخسر فيها المئات من اتباعه للقضاء على كل من يطالب بإنصاف المظلومين والاقتصاص لهم من القتلة، ولديه استعداد تام ان يمثل وينكل بجثة كل يمني يرفض العبودية ويحاول الدفاع عن كرامته، حتى وإن كان من أتباعه ويقاتل من أجله.