وضع الشرطي الأمريكي رجله على رقبة جورج فلويد ، فقتله ، اهتزت أمريكا كلها وغضبت غضبة رجل واحد وتكلمت بصوت واحد فاهتزت سلطة القمع . وفي اليمن وضع الحوثي رجله على رقاب الشعب اليمني وقتلهم دون أن يحركوا ساكنا . عصابة الحوثي تقتل الناس لتشبع شهوتها في القتل . كل من يرفض تصرفات هذه العصابة يكون مصيره القتل أو الإخفاء والتعذيب حتى الموت .
عصى آدام ربه فلم يقتله بل حمله المسؤلية ووعده بالخلاص ، وهو الذي خلقه ، بينما الحوثي يقتل الناس لمجرد أنهم يريدون أن يكونوا أحرارا . حينما تتحول النخب السياسية إلى نخب انتهازية تعيش على الذل ، يتحول السلطان إلى مغتصب للسلطة وإلى مجرم ، ويفرض عدوانه على الضعفاء ويلف الحبل حول أعناقهم ويتحكم برقابهم ويريدهم عبيدا لا حول لهم ولا قوة .
اليوم تتسلط هذه العصابة باسم الدين وتمارس قمعها على الضعفاء باسم الدفاع عن حقوقهم فيما هي تشبع نزواتها وتزيد من ثرواتها . والأسوأ من هذا كله أولئك الذين يصرون على التحالف مع هذه العصابة ويصرون على تعميم الخوف والخنوع .
خطورة المتحالفين مع العصابة أخطر من العصابة نفسها ، لأنهم أغلقوا باب الانتفاضة . لو لم يكن هؤلاء المنبطحون لكانت الجموع المظلومة قد أنجزت ثورتها . ليس أصعب على الإنسان الحر من أن يرى القائد الذي أعطاه مسؤليته ووثق به ليحرره وأولاه حياته ، فيجده قد وضع رجله على رقبته ليقمع صوته ويخطف نفسه ويقتل جينات الشجاعة فيه ويعمم الخوف عليه .
كان حري بهؤلاء المتحالفين أن يدركوا أن الشعب أقوى من التسلط والباطل.. كيف استساغ هؤلاء حياة الذل وتركوا طريق الأنبياء الذين واجهوا مصير القتل أوالسجن أوالفرار بدعوتهم للانتصار لها على أرض أخرى ؟ وكيف رضي هؤلاء بأن يجعلوا القواعد تموت كفاحا وتضحية تحت وهم الدفاع عن الوطن والسيادة وهم يعرفون أنهم يغشونهم ويذلوهم في محراب العبودية ؟ فهل يعقل هؤلاء بأن إستمرار تحالفهم مع عصابة الحوثي جريمة كبرى تعطل المقاومة والثورة على الظلم ؟
أمام هذا الواقع هل آن الآوان أن يعيدوا حساباتهم قبل فوات الأوان ؟ عليهم أن يدركوا أن القواعد أقوى من التسلط والباطل وأنها لن تستمر بالهروب إلى الله بالتضرع والدعاء لنصرتها ، بل ستعتمد على وجودها بقوة الله .
لقد خرجت أمريكا عن بكرة أبيها لمقتل شخص واحد ونحن لم نغضب لمقتل مئات الآلاف وتهجير كل النخب خارج البلاد . لا أحد يضحك في اليمن . جميعنا في ألم . جميعنا يبكي . هاهو فيروس كورونا يحصد الناس في بيوتهم وعلى فرش نومهم . وبدلا من أن تدعوهم العصابة للموت في جبهات القتال دفاعا عنها ، ندعوهم لأن يموتوا في مواجهة هذه العصابة . كل من يقتل حوثيا يحي اليمن ويحي مستقبلها . لا تنتظروا من هذه العصابة خيرا ، فهي تريد أن يكونوا أعداءها أعداء لنا . خير اليمن بزوال هذه العصابة .