الشفافية والكشف المبكر عن الحالات الإصابة، أكثر سلاح فعال في مواجهة كورونا، في كل بلدان العالم حتى المتقدمة، فلا يوجد علاج حتى الآن، لكن نحن في اليمن نفتقد للشفافية والإعلان المبكر.
تقول اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا (كوفيد19) في اليمن في كل تقرير يومي لها، أن :((التقرير غير شامل للحالات في مناطق سيطرة مليشيا الانقلاب الحوثي بسبب عدم القدرة على التحقق من الأرقام الفعلية للإصابات)) (ستجدون هذه الملاحظة باللغتين العربية والانجليزية اسفل كل انفوجراف يومي لعدد الحالات المعلنة) وهذا أكبر تضليل للشعب اليمني والمجتمع الدولي والرأي العام، ولا نعلم ما مصلحتها من ذلك.
التقرير اليومي المعلن من قبلها فقط يشمل الحالات التي وصلت عيناتها المختبرات قبل نحو أسبوع وليس في نفس اليوم، وهناك مئات الحالات إصابة ووفيات في المحافظات المحررة لم يتم فحصها ورصدها.
وقد كان من المفترض أن توضح أن الحالات المعلنة فقط التي وصلت عيناتها المختبرات وتم فحصها، وتكون الملاحظة المرفقة لكل تقرير بهذا الشكل ((التقرير يشمل فقط الحالات التي وصلت عيناتها المختبرات بتاريخ... من إجمالي عدد عينة تم فحصها خلال فترة..)).. وماذا كانت ستكون المشكلة لو كانت الملاحظة صريحة وواضحة بهذا الشكل، بدلاً من تقديم معلومات مضللة وأرقام مغلوطة لإصابات محدودة ونتائج متأخرة تظهر بعد أسابيع من وفاة المصابين متسببة في تفشي الكارثة أوساط الشعب اليمني بسبب الاعلان المتأخر والفحص المحدود، ومتسببة في تقزيم الكارثة أمام المجتمع الدولي.
قد لا يصدق البعض أن اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا لا تعلن عن الحالة المصابة إلا بعد مرور أيام على وفاتها، أو شفائها..!!!.
لكن إليكم الأدلة الدامغة والبراهين الكافية:
في 2 مايو 2020م، وصل إلى مديرية حريب بمحافظة مأرب شخص قادم من صنعاء وعليه أعراض كورونا، وتم أخذ عينات منه وإرسالها إلى حضرموت، كانت الأعراض خفيفة.
في 12 مايو ظهرت نتيجة الفحص وكانت إيجابية يعني مصاب بكورونا، وهو قد تمثل للشفاء، وأثارت نتيجة الفحص ذعر السكان وأصبحوا يفرون منه بعدما قد خالطه الكثير خلال فترة إصابته دون علمه بأنه مصاب وبدون علمهم، حتى السلطة المحلية لم تتحرك إلا بعد ظهور نتيجة الفحص.
في 13 مايو أعلنت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ لمواجهة كورونا عن تسجيل أو حالة إصابة بكورونا في مأرب والحالة قد شفيت ولا تزال إلى الآن لم تعلن عن أي حالات شفاء في مأرب.
في 15 مايو ارسل مكتب الصحة بمأرب، إلى المختبرات بحضرموت، عينات 3 أشخاص لديه في مركز العزل بالمحافظة عليهم أعراض كورونا.
في 21 مايو أعلن مدير مكتب الصحة بمحافظة مأرب الدكتور عبدالعزيز الشدادي عن وفاة 3 أشخاص يشتبه إصابتهم بكورونا.
في 28 مايو بعد أسبوعين من إرسال عينات الثلاثة الأشخاص، ظهرت النتائج إيجابية تؤكد إصابتهم بكورونا بعد وفاتهم بأسبوع.
في 29 مايو أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا تسجيل 3 حالات وفاة بفيروس كورنا في مأرب.
الجميع يعتقد أن الثلاث الحالات المتوفية في مأرب والتي أعلنت عنها اللجنة العليا للطوارئ توفيت في نفس اليوم الذي أعلنت فيه وفاتهم، دون علمهم أن الحالات توفيت قبل أسبوع من ظهور نتائج فحوصاتها وتأكيد إصابتها بكورونا وقبل 8 أيام من إعلان لجنة الطوارئ عنهم.
ولا أدري لماذا تسمي نفسها لجنة طوارئ وهي تكشف عن الحالة المصابة بكورونا بعد وفاتها بأكثر من أسبوع..؟!!!.
وهذا يعني أن جميع الحالات المصابة التي تعلن عنها لجنة الطوارئ قديمة وقد تكون توفيت أو شفيت قبل أكثر من أسبوع.
هناك العديد من التقارير اليومية للجنة الطوارئ تعلن فيها عن تسجيل حالات وفاة في العديد من المحافظات قبل أن تعلن عن إصابتها، ونستغرب لماذا لم يتم تسجيل تلك الحالات والإعلان عنها عندما كانت مصابة وكيف يتم تسجيل حالات وفاة قبل الاعلان عن إصابتها، ليتضح لنا أن نتائج فحوصات تلك الحالات ظهرت بعد وفاتها، وربما تم الإعلان عن وفاتها بعد أسابيع من دفنها، وليس في نفس اليوم الذي ظهرت فيه نتائج فحصها.
للعلم محافظة شبوة أعلنت لجنة الطوارئ عن تسجيل أول حالة وفاة فيها قبل أن تعلن عن أي حالة إصابة، وهو ما يعني أن نتائج الفحص ظهرت بعد وفاة الحالة وربما بعد دفنها بأيام.
ما الفائدة من ظهور نتائج الفحص بشكل متأخر جداً والإعلان عن الحالة المصابة بشكل متأخر أكثر بعد أكثر من أسبوع أو أكثر وقد توفي المصاب أو شفي، وقد خالطه الكثير، وأصبحوا يحذرون منه ويبتعدون عنه بعد أن شفي ولم يعد ناقل للعدوى أو توفي ودفن بالتراب وأصبح بعيد عن الكل.
وهذا يعني أن المصابين بالآلاف والمتوفين بالمئات والأرقام التي تعلن عنها لجنة الطوارئ لا تساوي 1% من الحالات المصابة التي لم تجد من يفحصها ويكشف عن حالتها، ومنهم من يموت بكورونا ويقال حميات أو مكرفس أو ضنك، ومنهم من يشفى وهو لا يعلم أنه أصيب بكورونا حتى يعزل نفسه ويتجنب مخالطة أهله ومجتمعه ويتسبب في نقل العدوى إلى العشرات ومنهم من يتوفى.
الآن لدى مكتب الصحة في مأرب 16 حالة عليها أعراض كورونا وقد تم أخذ عينات من جميع الحالات الـ 16 المصابة، وتم وأرسلها قبل أيام إلى المختبرات في حضرموت لفحصها، ولا يزال في انتظار نتائج فحوصاتها، وقد توفيت حالتين من تلك الحالات ولا يزال ينتظر نتائج فحصها، فيما 6 حالات منها تتلقي الرعاية الصحية في مراكز العزل بالمحافظة و 8 حالات مستقرة وتم اخضاعهم للحجر المنزلي.
اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا تضلل الشعب اليمني والمجتمع الدولي بهذه المعلومات المغلوطة والمبهمة دون تقديم شرح مفصل عن تاريخ تسجيل حالة الاشتباه وتاريخ وصول عيناتها إلى المختبر وتاريخ دخولها المختبر وتاريخ ظهور النتيجة وتاريخ الوفاة، وعدد الحالات التي يتم فحصها خلال اليوم الواحد في المختبرات في عدن وحضرموت وعدد النتائج الإيجابية والسلبية، ورصد حالات الوفاة اليومية في العديد من المستشفيات خصوصاً عدن والإعلان عنها والتوضيح هل تم إجراء فحص لها وظهرت نتائجها سلبية غير مصابة بكورونا أو أنه لم يتم فحصها؟.
للأسف الشديد الغالبية العظمى يعتمدون على الأرقام المعلنة من اللجنة الوطنية العليا للطوارئ لمواجهة كورونا بصفتها جهة رسمية مخولة وهي في الحقيقة بعيدة عن الواقع وتقدم معلومات مغلوطة ومضللة لا تمت للواقع بصلة.
عدم توضيح اللجنة الوطنية بتفاصيل الحالات المعلنة جعل الشعب اليمني يتساهل بكورونا ويهمل في اتخاذ الاجراءات لأنه يعتقد أن الأرقام التي تعلنها صحيحة ويرى أن العدد قليل وأنه في أمان بينما العدد الحقيقي قد يكون 10 أضعاف العدد المعلن لكن لا توجد أجهزة فحص كافية ولا محاجر صحية ولا فرق عمل بحجم الكارثة.
وأكبر تضليل للشعب اليمني والرأي العام والمنظمات الدولية هو الإعلان اليومي من قبل اللجنة العليا للطوارئ للحالات بشكل يومي وتقول أن الحالات المعلن عنها في جميع المحافظات المحررة دون التوضيح أنها لجميع الحالات التي تم فحصها فقط والتي وصلت عيناتها إلى المختبرات قبل أسبوع، بينما هناك المئات من الحالات لم تصل عيناتها المختبرات ولا توجد مختبرات كافية لاستيعاب جميع عينات الحالات المشتبه إصابتها، حتى تلك التي يتم فحصها والاعلان عنها ربما قد توفيت أو شفيت لحيث وعيناتها وصلت المختبرات قد أكثر من أسبوع وستظهر نتائجها بعد أيام بعد أن تقف في طابور طويل أمام جهاز المختبر.
منظمة الصحة العالمية تعتمد على الأرقام المعلنة من قبل لجنة الطوارئ، وهي أرقام غير صحيحة ومن المفترض أن لجنة الطوارئ تكون توضح في كل إعلان يومي بأن الحالات المعلنة هي الحالات التي وصلت عيناتها إلى المختبر بالتاريخ الفلاني وتم فحصها خلال الفترة الفلانية بدلاً من قولها أن الحالات المعلنة لجميع الحالات المصابة والمتوفية والمتمثلة للشفاء في المناطق المحررة ولا تشمل مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، بينما هي في الأصل للحالات التي وصلت عيناتها المختبرات وليس لا تشمل كافة الحالات في المحافظات المحررة التي قد تكون 10 أضعاف الحالات التي يتم فحصها.
إذا كانت مليشيا الحوثي الانقلابية الارهابية تسببت في تفشي كورونا في المحافظات الشمالية والغربية بشكل كارثي بسبب تسترها على انتشار الوباء وتعاملها السلبي والغير مسؤول معه، لدينا في المحافظات الشرقية والجنوبية لجنة تعاملها الغير المسؤول مع الكارثة تسبب في تساهل الشعب بها وانتشارها بعيداً عن الرصد والمتابعة كما تسببت في تقزيم الكارثة أمام المنظمات العالمية والدول المانحة، وكان الله في عون الشعب اليمني.