الخميس ، ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٠ مساءً

محطات في حياة فارس الإعلام اليمني يحيى علاو (1)

وديع عطا
الثلاثاء ، ١٩ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٦:٤٨ مساءً

عاد الشاب يحيى علاو من جامعة الملك عبدالعزيز السعودية نهاية عام 1985بشهادة التخصص في الإعلام بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف لكنه لم يجد الطريق مفروشاً بالورود كما كان يأمل، فقد فوجئ بتحديات وعراقيل لم يكن يتوقعها.

أخبرني ذات يوم أن رغبته في الالتحاق بالتلفزيون ووجهت بنوع من اللامبالاة، وبشيء من التعالي على شاب بسيط نحيل القامة ، أسمر  البشرة، قادم من الحديدة وينتمي لريف تعز، ليس له واسطة ولا يعرفه في الوسط الاعلامي سوى قلة ممن عمل معهم متطوعاً في إذاعة الحديدة وليس بيدهم أي شي ليفعلوه.

كان الفساد الإداري والشللية في المؤسسات الحكومية بصنعاء ومنها مؤسسة التلفزيون مستشرياً على نحوٍ سيء، حاول يحيى مراراً وتكراراً الحصول على فرصة التوظيف كاستحقاق، وكان رفقة زميله عبدالرحمن البطاح (الإعلامي القدير  المعروف)، ترددا على المعنيين، لكن طموحهما اصطدم بالمحسوبية.

وبشيءٍ من الإصرار التحقا بعد تدخل من بعض من آمن بموهبتهم وراهن على كفاءتهما. قبل ذلك كانا قد فضحا الفساد الحاصل بقصيدة ذمٍ عرّيا فيها المفسدين المسيطرين على مفاصل القرار في التلفزيون، وانتشرت القصيدة حينها بشكل أزعج المقصودين بها، سمعت منه بعضها أكثر من مرة لكني لم أحفظ شيئاً منها.

حتى أن البعض اعتبر توظيفهما -حينذاك- نوع من الاحتواء واعتراف بالفساد الحاصل، وتم استيعابهما في إدارة الاستعراض وليس في البرامج كما كانا يطمحان، لكنهما في الأخير نجحا في دخول المكان الذي يجب أن يكونا فيه.

ما هي إلا فترة وجيزة حتى أقتنع المعنيون بموهبة علاو، ونجح في انتزاع الفرصة، فأبدع بشكل ملحوظ في بداياته حيث برز في برنامج (مجلة التلفزيون) التي تقاسم فيه الإعداد والتقديم مع صديقه عبدالغني الشميري.

ثم ما لبث حتى انفرد ببرنامجه (عالم عجيب) وقد كان هذا البرنامج أول انطلاقاته الفعلية، حيث كشف فيه عن قدرته الفائقة في الوصف والتعليق على كل لقطة ومحتوى بأسلوب أسس له أول قواعد الإعجاب والشهرة.

يتبع..