الرئيسية / كتابات وآراء / كورونا في صنعاء

كورونا في صنعاء

مروان الغفوري
الجمعة , 01 مايو 2020 الساعة 10:30 مساء

1. في تدوينة سابقة نهار هذا اليوم طرحت فكرة تشكيل شبكة عناية مركزة تشمل كل وحدات "العناية" داخل البلد. اقترحت أيضا فتح خطوط اتصال مع أطباء العناية المركزة، وأطباء الطوارئ، في الخارج، خصوصا أولئك الذين كانوا جزءا في المنظومات الطبية التي واجهت الفيروس.

بعد وقت قصير تلقيت مكالمة هاتفية من استشاري عناية مركزة في صنعاء، من مكان عمله. ناقشنا البروتوكولات العلاجية واستراتيجيات "التنفس الاصطناعي" في حالات الالتهاب الرئوي المسبب بفيروس كوف سارس ٢ (كورونا). البيانات الأحدث تقسم الالتهاب الرئوي Covid Pneumonia إلى Pneumonia H and Penumonia L. ناقشنا الفرق بين النوعين، واستراتيجيات التنفس الاصطناعي في كل نوع، والتوصيات الأحدث لمقاربة النوعين، والمراجعات التي حدثت، داخل المجتمع الطبي، في الأيام الماضية ..

ملحوظة، لدرء سوء الفهم:

أحمل درجة إكلينيكة/علمية "البورد الألماني" في طب العناية المركزة.

أخبرني الزميل الاستشاري عن وفاة حالتين حتى الآن من ١٤ حالة "مؤكدة" موضوعة على التنفس الاصطناعي (المكان: صنعاء). أبدى تخوفه الشديد على صحته الشخصية فهو يعاين حقيقة لا يجدي معها القمع ولا الإنكار. كان دبلوماسيا في حديثه، كأن رقيبا يقف خلف الباب.

2. هناك بيانات جديدة قادمة من الصين تقول إن المصاب بالفيروس في مرحلة presymptomatic phase أو ما قبل ظهور الأعراض يكون ناقلا نشطا وخطيرا للفيروس أسرع من الشخص الذي ظهرت عليه الأعراض. سجل الصين منذ الأول من أبريل حتى الأمس، لشهر كامل، قال إن ٦٠% من الحالات المسجلة لا تعاني من أي أعراض بالمرة، ولا حتى الشيء الخفيف. تختلف هذه البيانات عن سابقاتها، فقد جرى الاعتقاد إن نسبة قريبة منها تعاني من أعراض خفيفة. هنا: لا أعراض بالمرة، تفاجأ المصابون بالنتيجة. المشكلة كالتالي: ناقلون ناشطون وصامتون للوباء. ٤٠% سيحملون الأعراض، وسينقسمون إلى درجات، بعضهم سيفارق الحياة. في بلد كاليمن، حيث الصحة الفردية والمؤسسية في مستوياتها الدنيا، ستختلف البيانات بالتأكيد، ولن تكون هناك أخبار جيدة. يتمالأ جزء من الشعب مع النظام الحاكم في إنكار الوباء، وهذه سابقة ينفرد بها اليمن.

3. إنكار وجود الوباء تغرير بالناس ونصب الفخاخ لهم. إنها جريمة سنتذكرها لسنين طويلة.

سلامات