الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٤ صباحاً

ولهذا.. الحرب مستمرة!

حسن عبد الوارث
الثلاثاء ، ٠٤ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٣٢ صباحاً
لا أدري من أين يأتي البعض بكل هذا التفاؤل أو الأمل في انفراج كرب الحرب في زمن قريب؟

لا المعلومات والأخبار الصحيحة تُشير الى ذلك البتة..

ولا المؤشرات والتجليات تُفصح عن هذا التفاؤل..

ولا المقدمات ونتائجها تقول بصواب ذاك الأمل..

ولا أية علامات أو شواهد على الاطلاق!

فكل هذي وتلك تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على أن الحرب عادها مُطوِّلة، وأن أذرعها الأخطبوطية لا تزال تتطاول حتى تبلغ أقصى مداها في الميدان وفي الوعي والوجدان وفي الانسان والعمران.

ويوماً عن يوم تتجلى حقائق يدركها العقل السليم بسهولة مُفرطة ، تقول بجملة من الثوابت ذات البصمات الداكنة، أبرزها:

1 - إن وباء الفساد (بل سرطانه) استشرى في أوسع نطاق في صفوف القوى المتقاتلة -قياداتها بالذات أقصد- فظهرت أموال الحرب وغسيلها بصورة لم يعرفها يوماً لا تاريخ الحروب ولا تاريخ الفساد على السواء.

ولهذا فقد أزدهرت شهية تلكم القيادات ولا زالت وستظل حتى آخر قطرة ماء في النهر وآخر ذرة تراب في الجبل!

مغارة علي بابا انفتحت على مصراعيها قبالة قياصرة الحرب وتجارها من كل الأطراف في الداخل والخارج.. فكيف للحرب أن تنتهي ولا يزال ثمة ذهب وفضة ولؤلؤ وزمرد ومرجان وياقوت!

2 - في الوقت الذي بُلِيَتْ "الشرعية" بحلفاء حرب لم يكونوا أصدقاء صادقين على الاطلاق ، بل خونة حقيقيين، يجيدون الطعن في الظهر والغدر في منتصف الطريق والتآمر في عقر البيت.. حظيَ "الحوثيون" بحلفاء حرب مخلصين لهم وصادقين معهم ومساندين في مدلهم الأوقات والأزمات، عدا أنهم معلمون مهرة لتلاميذ مطيعين.

أن "الحوثي" وحليفه وجهان لعملة واحدة وعمل واحد وقول واحد ومبدأ واحد ومذهب واحد ومدرسة واحدة..

أما "الشرعية" وحليفها فألف وجه وألف جسد ومنابع شتى، ومصبَّات كثيرة ومصالح متضاربة ورؤى متناقضة.

3 - أن احدى أهم غايات هذه الحرب لم تكتمل بعد، اذْ لابد من القضاء المبرم على أية امكانية محتملة لبروز اليمن كقوة اقليمية في هذه المنطقة في أيّ وقت قادم. يجب تدمير مداميك الاقتصاد المدمر أصلاً . سيُلتَهم ما ظهر أو بطن من الثروات وهي كثيرة. سيتم تمزيق النسيج الاجتماعي والروابط الثقافية للمجتمع اليمني. ضرورة طرد النخب التي لا تزال تتسم برصيد نقي وتاريخ مشرف وتجيد التفكير السليم واستبدالها بحفنة من المرتزقة والجهلة والخونة والقتلة. ثم أولاً وتالياً لابد من إبادة القوة البشرية التي تمتاز بها اليمن عن باقي دول المنطقة.

ان جميع قوى القرار الاقليمي والدولي متفقة على ضرورة تحقيق هذه الغايات من خلال هذه الحرب. ويومَ أن يرى المرء أن جميعها قد تحقق، حينها فقط يمكنه التفاؤل بامكانية وقف الحرب.

أما قبل ذلك -واما دون ذلك- فان أيّ متفائل بانهاء الحرب قريباً عليه أن يقف قبالة المرآة ويضحك في وجهه على نفسه!