الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٢ صباحاً

الرئيس يعلن العفو عن الحوثيين ؟!

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - مجاهد صابر :

"كان النظام على موعد مع الشعب لبدء تنفيذ وعوده الإنتخابية الخيالية !
وفي نفس الوقت كان لازال عائداً من مؤتمر لندن للمانحين والذي تكفلت فيه دول الخليج وخاصة السعودية بتقديم معظم الدعم المعتمد في هذا المؤتمر !
وغير صحيح أن أموال المانحين تقدم فقط لدعم التنمية و دعم الإصلاحات السياسية والإقتصادية ولوكان كذلك لقاموا بأنفسهم بتنفيذ تلك المشاريع أو الإشراف عليها !
ولكن الحقيقة أن وراء دعم كل دولة أو مؤسسة دولية مجموعة من المطالب التي تهدد أمن اليمن واستقراره واقتصاده !!
فمثلاً كانت أهم المطالب السعودية غير المعلنة إنهاء قضية صعدة والسيطرة الكاملة على المحافظة حدودياً وأمنياً وسياسياً وقبلياً ودينياً ؟!
في هذا الوقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت بتقسيم المنطقة إلى محور للمتطرفين بقيادة إيران وسوريا ومجموعات المقاومة ومحور للمعتدلين بقيادة السعودية ومصر والأردن و... واليمن لاحقاً ؟!
كما أن أجواء الشحن الطائفي والذي لم تشهده المنطقه من قبل كانت مهيأة لتصوير حرب صعدة الأخيرة على أنها حرب ضد مجموعة تعد أحد أطراف الحلف الأيراني !!
ومضى النظام في حربه العبثية وهو واثقٌ ومطمئنٌ إلى الدعم المادي والمعنوي خارجياً وإلى الإستعداء والشحن الطائفي داخلياً !
ولكن
حدث مالم يكن في الحسبان !!
لقد جرت رياح الأحداث بما لاتشتهي سفن النظام وأهدافه ومخططاته !
فإذا بقادة المتطرفين والمعتدلين ( إيران والسعودية ) يعقدون قمة ثنائية غير متوقعة في الرياض ، ويناقشون فيها كل قضايا المنطقة !
فتم أولاً الإتفاق على تهدئة وإحتواء الصراع والفرز الطائفي الذي إجتاح المنطقة ( ضمن خطة أمريكية قديمة جديدية ) وصار يهدد الجميع ؟!
كما تم مباركة إتفاق مكة بين فتح وحماس والإلتزام بدعم حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة !
وتم الإتفاق على إيجاد حل للمشكلة اللبنانية ( وقد بدأت ملامح هذا الحل تظهر من خلال اللقاءات الثنائية والمكثفة للفرقاء اللبنانييين فيما بينهم البين ! )
وتم – وهذا أهم ما ناقشوه – الإتفاق على تهدئة الوضع في العراق ، وذلك بالتنسيق لمؤتمر بغداد الذي عُقد السبت الماضي وجلست فيه أمريكا مع إيران وسوريا ؟!!
كل هذه التطورات جعلت النظام اليمني يشعر بخيبة الأمل وبأنه قد ورط نفسه في أجندة خارجية كان في غنىً عنها !
فقد فضحت هذه التطورات أكاذيبه حول صلة صعدة بالصراع والتنافس الإقليمي !!
فلو كان الحوثيون تابعون أو مدعومون إقليمياً لتوقفت الحرب أو على الأقل لهدأت قليلاً !
لقد أدرك المراقبون والمهتمون بالشأن اليمني حقيقة أن النظام هو من يسعى لجعل صعدة منطقة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وجعل قضيتها وسيلة لإبتزاز الجيران !!!
وقد كانت المفاجأة الأكبر للنظام أن تقوم وسائل الإعلام المدعومة سعودياً بعقد لقاءات مع قادة حركة الشعار ونشر أخبار الحرب !
كل ما سبق جعل النظام يعيد النظر في سياساته الخارجية فأرسل مسؤلين ورسائل إلى كل من إيران وليبيا ؟!
بالتأكيد للإعتذار عن الإتهامات الباطلة ولإغاضة الأشقاء والأصدقاء ! وليس لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها كما يردد الإعلام الرسمي ؟!!!
هذا الفشل والتخبط في إدارة الحرب خارجياً صاحبه فشل وتخبط أسوأ في الداخل على جبهات القتال !
فالجيش إلى الآن لم يستطع تحقيق أي تقدم أو إنجاز حقيقي وجماعة الشعار صار أفرادها منتشرون في كل منطقة في صعدة بل إمتد إنتشارهم إلى حجة والجوف وعمران وغيرها !!!
هذا عدا الخسائر الفادحة التي يتكبدها الجيش يومياً (آخرها طرائرات الميج 29 ) عدا أخبار الهروب الجماعي لأفراد الحرس الجمهوري والقوات المسلحة من المعسكرات ؟!!
وعدم موافقة روسيا على بيع طائرات حربية متطورة وأسلحة محرمة دولياً ؟!!
أخيراً
أعتقد أن النظام قريباً سيعلن أو يوافق على وقف الأعمال العسكرية فقط لإستعادة أنفاسه ، وإعادة ترتيب صفوفه ، وللإستعداد لأعمال القمة العربية التي ستُعقد بعد أسبوع في الرياض !!
وكذا للإستعداد لإحتفالات العيد الوطني (22 مايو ) والذي سيقام في محافظة مهجري الجعاشنة ( محافظة إب ) وهو العيد الذي لن يجد الرئيس ما يقوله فيه إلا إعلان العفو عن القتلى والجرحى والمعذبين والمهجرين والمظلومين !!!"