الخميس ، ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٤ مساءً

أهمية المصالحة بين المؤتمر والإصلاح

عادل الشجاع
الخميس ، ٠٩ يناير ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٤٢ مساءً

تتسع مخاطر الاختلافات والتناقضات بين المؤتمر والإصلاح وتطفو على السطح وتكاد تغطي الساحة اليمنية باتساعها . وللأسف لا نجد من يتوقف أمام هذه المخاطر التي تحيط باليمن وبالشعب اليمني كافة، وحينما نربط بين المؤتمر والإصلاح والشعب اليمني فإننا نقصد شمولية التكوين لدى الطرفين، فمكوناتهما تقوم على الامتداد القبلي والتجاري والعمال والطبقة الوسطى من المعلمين والموظفين .

وإذا سألنا أنفسنا، من المستفيد من هذه الخلافات ، فسنجد المستفيد الأول الحوثيون ثم الدول التي لها خلافات مع الإصلاح أو مع المؤتمر، ومهما كانت مبررات الإصلاحيين أو المؤتمريين، ومهما كانت الأسباب إلا أنها لا تحقق مصلحة ولا تعيد الدولة المختطفة، والمصالحة المطلوبة بين الطرفين لا تعني محو الاختلافات ولا تعني الدمج بينهما بل تعني تقوية مسارات بناء الذاكرة الجماعية والمصالحة من أجل تعميق الثقة .

من الأهمية بمكان بلورة شراكة تهدف إلى تشجيع القواعد ولا سيما جيل الشباب على تدبر ذاكرة بلدهم المثقلة بأوزار الماضي وأعبائه بحيث يجعل الماضي يكف يده عن التحكم بحاضر اليمنيين وإبعادهم عن المستقبل الآمن المستقر الذي يصبو إليه الجميع .

في ضوء هذه الحقائق التي لا تغيب عن أذهان العقلاء ولا حتى عن تفكير السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وقواه السياسية فإنه لا مناص من المصالحة والحوار بين الطرفين وفق الأسس والمبادئ التي تحقق المصلحة للشعب اليمني كأساس للعمل الوطني سواء في إطار الميثاق الوطني، أو في إطار المبادرة الخليجية أو اتفاق جدة الذي يعد خطوة على جانب كبير من الأهمية في إعادة صياغة الشرعية وفق شراكة حقيقية تنصف الشمال والجنوب وتحقق التوازن بين القوى السياسية المختلفة.

ولست بحاجة للقول إن بعض القيادات هنا وهناك تعمد إلى تشديد المواقف واستثمار الإعلام للإساءة إلى الطرف الآخر، ولا يخفى على أحد أن الصراع القائم بين الدوحة وأبو ظبي قد تبنته بعض القيادات هنا وهناك وحولته إلى صراع وطني سيضر بالقضية الوطنية، فليست المعركة في الساحل ولا في تعز، المعركة مع الحوثي لاستعادة الدولة، وحينما نتخلى عن الهدف الرئيسي في استعادة الدولة فإننا نمكن جميع الانقلابيين من مصادرة الجمهورية والوحدة وتقويض الدولة.

وتأسيسًا على ذلك فإن المخرج للأزمة اليمنية تكمن في الحوار الجاد بين الطرفين والاتفاق على الشراكة السياسية لكل مكونات الحقل السياسي الرافض للانقلاب.

إن المشروع الوطني يقوم على أساس الوحدة الوطنية، فكيف سيقوم هذا المشروع الوطني في ظل هذا التربص والحشد والتنابز الإعلامي بين الطرفين.

لا ضير أن تكون للبعض علاقات مع الدوحة وآخرين مع أبو ظبي ولكن ليس على حساب المصلحة الوطنية ومصلحة الشعب اليمني .