الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٩ صباحاً

ولا مدينة بالدنيا تحاصر نفسها ، غير تعز !

إسماعيل أحمد
السبت ، ١٢ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٨:١٥ مساءً
يحاصرك لسنوات ، ليدعي لاحقا التكرم برفعه عنك . يالها من قصة قلما تجد لها مثيلا في غير هذه البلاد .

طيلة سنوات مضت ، ظل بعضهم ينكر حقيقة الحصار ويكتب عنه بوصفة أكذوبة كبرى الغرض منها التكسب ، وعندما كان الأمر يتعلق بإنهاء الحصار ، نسي ما كان قد قال وأطل برأسه يدعي شرف المساهمه بكسره !

هل تعز المدينة محاصرة ؛ السؤال الذي لو كانت الإجابة عليه بنعم ، لكان البحث عن مصدر الحصار من خارجها أولى من البحث عنه داخلها !

ليس لأن أحدا لم يذكره التاريخ بأنه حاصر نفسه ، ولكن لسلامة المنطق ، قولوا شيئا ٱخر غير الذي تتقولونه .قولوا بأن تعز تحاصر أطرافها وتمنعهم من دخولها ..تستأثر بخيراتها من دون أبنائها خارج أسوارها .. تغلق جدرانها سعيا للإنفصال ، أي حاجة قولوا غير أنها تحاصر نفسها !

سياسيا ، يمكن اتهام مدينة ما قررت إغلاق الأبواب حول نفسها بأنها تسعى للإنفصال أو الاستقلال . نعم يمكن وصفها بذلك ، أما أن تحاصر نفسها ، فأكبر من قدرة الخيال على تصوره .

نفهم دوافعكم بالسباق المحموم والمدفوع بإغراءات اللحظة الراهنة تجاه مدينة تغير حالها للأفضل ، لكن عليكم أن تدركوا حقيقة أن المٱسي في التاريخ لا تذكر من غير فاعلها . الفاعل الذي سيفشل حتما بكل محاولاته طمسها .

عادة ما ينظر المسجون ظلما لقرار الإفراج عنه بوصفه تعبيرا عن حق طبيعي لا يعفي الظالم من ظلمه ولا يمنحه عن جرائمه صك غفران .

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك*