الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٢ صباحاً

من وراء مقاطعة قطر؟ ..القشة التي ستقصم ظهر بعير العرب (الجزء 1)

عبده الصمدي
الأحد ، ١١ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٠٦ مساءً
لم يكن اتخاذ قرار مقاطعة #قطر أو الوصول إليه وإلى تعباته وهذا الاحتقان الإعلامي الخطير وليد اللحظة؛ ولكنه خيار مخطط له ومدروس ضمن مشروع هدم البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية العربية الاسلامية واحداث شرخا عميقاً في أهم مكوناته وآخر تجمع إتحادي عربي إسلامي وهومجلس التعاون الخليجي؛ وذلك للوصول إلى الهدف العالمي والإقليمي الكبير المتمثل في فرض الهيمنة والتقاسم لمناطق النفوذ وتحقق المصالح والمطامع الكبرى لهذه الدول، كل ذلك يتم بمشاركة مباشرة وشراكة قوية وراسخة من دول تعتبر مكون ضمن هذا النسيج المتآمر عليه؛ أو لنقل من ضمن اتحاد وتجمع الدول المستهدفة، وذلك من خلال إعدادها سلفاً فكريا وعقائديا لتكون ضمن هذا المشروع الكبير والذي حتما ستحظى بالحصة المريحة من التركة القادمة طبقاً لاعتناقها عقيدة شركاء ذلك المشروع وتبني تنفيذه في المنطقة.
ولتلك الغاية فقد تم ترويض هذه الدولة ثم إعدادها لتكون شريك فاعل يعمل وبحماس شديد للوصول إلى تحقيق الهدف المشترك دون مراعاة أي إعتبارات غير إعتبار المصلحة والمصلحة فقط؛ حيث صارت سياستها مبنية على ذلك في كل المجالات.
وفي إستعراض سريع لمجمل الأحداث التي أدت إلى هذه النتيجة؛ وبالعودة إلى بدايات حدوث الارهاصات لما وصلت إليه المنطقة العربية عموما والخليجية على وجه الخصوص؛ نجد أن #الإمارات ومنذ بداية ثورات الربيع العربي استضافت كل ممثلي #الأنظمة_العربية المتصهينة البائدة التي قامت عليها ثورات الربيع العربي؛ ففي وقت مبكر إبان الحراك الشعبي لثورات الربيع العربي تم تشكيل ما سمي حينها بخلية #دبي؛ ووظفت لهذه الخلية كل الإمكانات وأنواع الدعم المادي والمخابراتي والإعلامي برئاسة العميل الفلسطيني الإسرائيلي محمد دحلان المستشار الأمني لدولة الإمارات في دبي؛ الوسيط المباشر بين إسرائيل وكل أطراف هذه الخلية.
نمت هذه الخلية وترعرعت تحت رعاية غرفة عمليات دولية وإشراف إماراتي مباشر وبدأ نشاطها حينها على شكل تسريبات إعلامية تتعلق بما يتناوله الشارع العربي الثائر حول الثورات وأحداثها ومراحلها مثل تسريبات #ويكيليكس وتغريدات #طامح و #هنري_كيسنجر وتخريفات #خلفان وغيرها مما تناوله كبار المحللين والمؤسسات الإعلامية المشاركة لاحقاً في الثورات المضادة.
وصلت هذه الخلية -التي صارت بعد ذلك في مستوى أكاديمية في أداءها وإدارتها للخريف المضاد- إلى مرحلة التنفيذ الفعلي لمقدمات الثورة المضادة بقيادة شرطي المنطقة #الإمارات؛ بعد أن كانت قد أشرفت وساهمت بصورة غير مباشرة في تدشين ما يمكن تسميته البث التجريبي للدعم العسكري الثوري في كل من سوريا وليبيا في مراحلها الأولية؛ والتي شهدت سيطرة تيار الثورة في الدولتين على غالبية الواقع؛ كذلك بدأت المشاركة في البث التجريبي للدعم السياسي المضاد للثوره والمتمثل في دعم مرشحي الرئاسة في مصر من المعارضين لثورة 25 يناير والخارجين من رحم الدولة العميقة ك #أحمد_شفيق تحت يافطة أن أهم ثمار ثورات الربيع العربي السلمية هي الديمقراطية المبنية على حكم الشعب لنفسه واختيار من يمثله بعد ضمان الحرية والنزاهة الانتخابية .
بعد التدشينات السالفة الذكر ودراسة تبعاتها ودعمها بتسريبات الإعلام التي فعلت فعلها في حينه وفندتها قناة الجزيرة القطرية وكل منابر الإعلام الحر بعد ذلك لتظهر الحقيقة البشعة للثورات المضادة؛ بعدها بدأ تنفيذ الأعمال المباشرة الممهدة للثورات المضادة وظهور بعبع داعش المصنوع خصيصاً لإدخال دول الربيع العربي في أول منعطفات القضاء على ربيعها الوليد ذو الملامح الإسلامية المتسم بالوسطية والقبول الشعبي؛ بعد أن ضعف تأثير بعبع القاعدة وصار الكل يعلم أنها لا تمثل تيار الإسلام السياسي؛ بل مخترقة من مخابرات الأنظمة الحاكمة.
توالت الأحداث الداعمة للثورات المضادة وتطورت إلى دعم ورعاية الإنقلاب العسكري في مصر السيسي؛ وما صاحبه من دعم وتبني إماراتي سعودي واضح؛ وما تلاه من ادخال ليبيا في منزلقها الذي لم تخرج منه إلى اليوم، إلى التآمر على الربيع التونسي والذي تم التنبه له باكراً وتسليم البلاد ما قد تتعرض له من سيناريو مصر أو ليبيا؛ إلى إنتاج المستنقع الطائفي في سوريا وإدخال #داعش بقوة لتكون سبباً في تراجع الجيش السوري الحر الذي بات حينها يسيطر على ما يزيد عن 70% من المناطق والمدن السورية، ثم بعد ذلك تم إخراج السيناريو اليمني الخاص الذي كان بدايته التخدير المصاحب للمبادرة الخليجية ك بث تجريبي؛ والذي انتهى إلى إنقلاب #الحوثي_صالح على التوافق الوطني ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل؛ وما حدث بينهما من مسرحية دماج ف الخمري ف عمران ثم دخول صنعاء لتنفيذ العملية الجراحية البسيطة كما وصفها علي البخيتي والمتفق على اجراءها ضد مكون واحد فقط مستهدف بعينه وهو تجمع الإصلاح؛ وبرعاية دولية أممية خليجية؛ بحضور وإشراف جمال بنعمر وعدم مغادرة كل ممثلي السلك الدبلوماسي الدولي والعربي في العاصمة صنعاء إبان العمليات العسكرية التي وقعت فيها.
وباستكمال حلقات التدشين الفعلي لبرنامج الثورات المضادة وتوزيع أدوارها؛ تم إدخال كل دول الربيع العربي في هذه الدوامة التي لا تزال تزوبع فيها حتى اليوم لتنال بعد ذلك دولة الإمارات دور الشرطي الدولي المعتمد وان اتسمت إدارتها لبعض المراحل بالتخبط كونها تدير المراحل وفي حسبانها استعجال فرصة الحصول على مكانة جديدة في المنطقة تتمثل في امتلاك عصا الزعامة في النادي الخليجي والشرق الأوسط؛ والتي لا يمكنها الحصول عليه إلا في امتلاكها معايير تقييم خاصة؛ هذه المعايير التي تتوفر أكثر في الكبيرة السعودية وفي المتصدرة قطر في كثير من المجالات؛ ما يستدعي ازاحتهما من طريقها لإمتلاك عصا الزعامة المنشود.