سُهــى وعبدالمجيــد !
سام الغباري
الأحد , 14 مايو 2017
الساعة 02:58
صباحا
- لا يريد \"علي عبدالله صالح\" الاعتراف بتلك الإنجازات التي صنعوها في عهده ، وهو يخشى اليوم الإعتراف أن \"اخوان اليمن\" رموا كُتب سيد قطب ورسائل حسن البنا في مهملاتهم ، وجلسوا بإختيارهم الطوعي مع إخوانهم من رموز التيارات السياسية الوطنية في صياغة الوثيقة الفكرية الأرقى للنظام السياسي اليمني التي أطلقوا عليها \"الميثاق الوطني\" ! ، حدث ذلك في أواخر سبعينيات وبدايات ثمانينيات القرن الماضي في الوقت الذي كان اخوان العالم يرتدون جلابيبهم القصيرة ويتحدثون عن الكفار بجذل مميت وشبق دموي واضح ، تلك الصورة النمطية الارهابية التي صنعها اخوان \"مصر\" تحديدًا بإغتيالهم للرئيس الراحل \"انور السادات\" ، فيما كان إخوان اليمن يتناولون القات مع الرئيس \"صالح\" ويفكرون بمعيته في وضع المحددات الأولى لبرنامج الإنتخابات المحلية ووضع الخطط الاقتصادية للدولة التي كانت تتسع ابتسامتها .
نسب \"صالح\" كل شيء إليه لإذكاء صورته الشعبية ، كان الرجل مـُدركًا أن حلفاؤه الإخوان قد تخلوا عن أسلحتهم التي قاتلوا بها اعداء النظام وبأمر الدولة وانخرطوا في الأعمال التجارية والسياسية المدنية ، وبعد كل تضحياتهم النبيلة في تثبيت عُرى حُكمه وهو وعي ناضج كان فاعلًا لإرساء دولة حقيقية بعيدًا عن الطغيان والاستبداد ، وجدناهم يتقبلون بروح علماني محترف الخسارة الانتخابية في العام ١٩٩٧م لينضموا إلى حزب معارض بعد أن كانوا شركاءً في الحُكم لفترة قصيرة قياسًا بما قدموه لليمن وللرئيس شخصيًا ، إلا أن هناك من خدعهم بالإنضمام إلى \"اللقاء المشترك\" ، كانت تلك هي الفوضوية القاتلة التي أدارت حبل المشنقة حول أعناقهم ، فيما أسقطت أحداث ٢٠١١م ورقة التوت عن الجسد اليمني الذي أنهكه الصراع ، وآلت المناكفات الحمقاء بين أجنحة النسر السبئي إلى سقوطه في فم الضباع التي كانت تنتظر على الأرض لنهش حلمنا الطائر الُمحلّق .
لا يجب أن يظلِم إخوان اليمن انفسهم فيعودوا إلى قعر الجُب ، أو ان يتحولوا إلى وحوش في ظل المزاج العالمي الداعي لإحراقهم أحياءً ، عليهم الحفاظ على الإرث الإنساني العظيم لتجربتهم الديمقراطية الرائدة ، والاعتراف بأخطائهم بشجاعة فتلك الفرصة الجميلة لإزالة التشوهات الخُلقية ، وعلينا نحن أيضًا أن لا نشارك في دماءهم ونستل خناجرنا لنحرهم على الملأ ، لأنهم لن يرضخوا ، وستدوي الآلالم في كل شبر من اليمن ، كل سنتيمتر سيتضمخ بالدم والبكاء والعويل .
.. الإخوان في اليمن تجربة فريدة للإرث الإنساني الوطني ، غير أنهم لا يملكون نجومًا مفكرين يدونون تحولاتهم الإيجابية المميزة ويرصدون وقع الحياة اليومية المتطورة للتيار الإسلامي السُني الذي مثّل الإخوان قمته السياسية الناضجة ، وقفز بهم إخوان اليمن نحو العلمانية الديمقراطية بوعي كامل قبل أي جناح آخر بعقود من الزمن .. وهاهم اليوم يرقصون على وقع أنغام الموسيقى التي كانت تغيظ \"الزنداني\" وتدعوه لتكفير فاعلها .. وما بين سهى المصرى وعبدالمجيد الزنداني زمنٌ عظيم من التحولات المنهجية الراقية .
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |