مـخـاطر انفـصال عـدن
بدر الراشد
السبت , 06 مايو 2017
الساعة 09:15
صباحا
يكون الانفصال ممكناً، ولا يؤدي إلى انهيارات كبرى، اقتصادية وسياسية، عندما يكون في ظل أنظمة قوية.
أما اليوم، في اليمن، فهناك ممانعة في حضرموت للانفصال، وهناك تفكك في الشمال ونظام انقلابي وحكم مليشيا، في الوقت الذي تسود مخاطر بتفكك الجنوب نفسه على أسس مناطقية وايديولوجية، علاوة على مخاطر صعود الإرهاب.
هناك أسباب أخرى تجعل انفصال الجنوب، خاصة الآن، أمراً كارثياً، ذلك أن التأسيس لنظام حكم جنوبي، لا يترافق مع مؤشرات تفيد بأنه سيكون حكماً ديمقراطياً، مثلما تُظهر سلوكيات الفترة الماضية في الحكم المحلي. ثم إن التجربة في الخليج، ومع التهديدات الإقليمية، تشير إلى الحاجة إلى يمن قوي وموحد، أكثر من أي وقت مضى، لمصلحة اليمن أولاً، وللمنطقة ثانياً، في ظل التمدد الإيراني الحالي.
أما الخليجيون، فما يحتاجون إليه اليوم هو طرد المليشيات الانقلابية من صنعاء، وادماج اليمن أكثر في المنظومة الخليجية، عوضاً عن تقسيم اليمن، وربما الرضا بوجود الانقلابيين في الشمال، باعتبار وجودهم أمراً واقعاً.
انفصال الجنوب، يهدد الشرعية نفسها، وعمليات التحالف العربي في اليمن. فالتحالف يريد إعادة الشرعية إلى صنعاء، وتحجيم هيمنة الحوثيين على العاصمة، وحماية الحدود السعودية، تزامنا مع وقف مد الحوثي على مناطق يمنية أخرى في بداية العمليات في 2015، في إطار محاولة لإعادة الحوثي كفصيل سياسي لا عسكري في اليمن.
هناك مخاوف أخرى، تتجاوز أن يكون انفصال عدن بوابة لانفصالات أخرى في اليمن، وهو استفزاز سلطنة عُمان، التي ربما ستستفز من التغيرات على حدودها، وقيام دولة بشكل مفاجئ في ظرف استثنائي، بالمعنى السلبي للكلمة.
كل هذا يعني أن الدعوة إلى انفصال عدن في هذه الأجواء دعوة غير محسوبة، ستزيد أوضاع اليمن كارثية.
\"العربي الجديد\"
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |