أصبح الاحتفال بذكرى يوم العمال من كل عام قاسماً مشتركاً بين أمم الارض كافة ، وهو اليوم الذي تتوحد فيه شعوب العالم كحالة معبرة عن قيمة العمل في حياة الانسان.
لا تنهض الأمم إلا بالعمل ، وأثبتت الحياة أن الأنظمة الخائبة ، التي هبطت بشعوبها إلى الحضيض ، هي التي سخرت من العمل كقيمة انسانية رفيعة تتحقق معها قيمة الانسان وكرامته ونهضة وطنه وأمته .
الفجوة الهائلة بين الامم اليوم ناشئة عن الفرق بين الأمم التي أصبح العمل فيها قيمة من قيم الحياة ، وينظر فيها الى العامل باعتباره القوة المحركة لعجلة الحياة من ناحية ، والامم التي تخبطت وسط أنظمة اجتماعية وسياسية لا تحترم العمل ولا ترى العامل إلا أسفل السلم الاجتماعي ، يتقدمه اللصوص وناهبوا الثروات ومتسولوا الجاه ومغتصبوا الحكم من ناحية اخرى .
مهما تحدثنا عن ردم الفجوة بين التخلف والتقدم فإن ذلك لن تتحقق إلا باحترام العمل كقيمة انسانية عالية ، واستعادة مكانة العامل في السلم الاجتماعي كمتصدر لمسيرة الحياة ، مع العلم أن العامل اليوم لا يمكن تصنيفه وفقاً لنمط معين من الاشغال التي تؤدى بالاعتماد على الجهد العضلي فقط بعد أن تغير وجه الحياة ونمط الانتاج ، كما أنه لم يعد مصطلحاً ثورياً بالمفهوم الذي ينشئ معادلات تستند على خلفيات أيديولوجية ، فقد غدا قيمة للحياة والتقدم والنهوض .
للعمال في يومهم المجيد التحية والاحترام